الأستاذ العلامة الداعية إسماعيل الخطيب ---- بدر العمراني رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعين التابع للرابطة المحمدية للعلماء بطنجة ------- بلغني صباح اليوم (الأحد) نعي الأستاذ الأديب العلامة الداعية إسماعيل الخطيب. رئيس المجلس العلمي المحلّي-المضيقالفنيدق. الذي وافاه الأجل المحتوم: مساء يوم السبت 04 رمضان 1434ه موافق ل 13 يوليوز 2013). ولقد حزنت لفقده، لما تربطني به من روابط الحبّ والوفاء في مجال العلم والمعرفة منذ سنين طوال تربو على عقد من الزمان.. أيام كنت أكتب بمجلته الذائعة الصيت: النور. أيام كنت أوشي صفحاتها بنظرات في النقد.... أيام كنت أطرّز أوراقها بشذرات من تراجم أعلام نسيت أخبارهم، وطمست ذكرياتهم... لله أيام بها طاب الهناء ** وقد جنيت الشهد من ثمراتها ظللت خلالها أراسله وأوافيه بالمقالات والتراجم، وهو رحمه الله لا يعرف شخصي، إلى أن لقيته ذات يوم بأحد شوارع مدينة تطوان، فسلمت عليه وصافحته، وعرّفته بنفسي، فهشّ لي وبشّ، وقال: نعرف علمك، ولا نعرف شخصك. منذ هذا اللقاء، والعلاقة تزداد تمتُّناً وارتباطا، عبر لقاءات واتصالات ومراسلات، وكلها بالعلم تمتح. لكن أتى هاذم اللّذات فقطع العلائق، وبتر الروابط.. وَللنّفسِ قَد طارَتْ شَعاعاً مِنَ الجوَى ** لفقد الصفايا وانقطاع العلائق وللتاريخ والحقيقة، فتواصلي معه عرّفني بأخلاقه العالية، وشمائله الراقية، وأهمها: التواضع، ويتجلى في صورتين: - الأولى: لما كنت أكتب في مجلة النور، كنت أراوح في المواضيع، فمرّة أُدْلي بترجمة، ومرّة بموضوع نقدي، ومرّة بموضوع أدبي، فراسلني رحمه الله بمراسلة تقطر أدبا، وتفوح تودّدا، يلتمس فيها قصر كتاباتي بالمجلة على تراجم علماء البادية، لطرافته، وجليل فائدته، ثم أفاض في الثناء على تراجم نشرت لي في هذا الباب. - الثانية: أنه كان له اعتناء بموضوع السّماع الصوفي، فراسلني يسألني عمّا أعرفه من الكتابات في هذا الشأن، فأجبته مشيرا إلى رسالة الرّهص والوقص لمستحل الرقص، لإبراهيم الحلبي، وكتاب في السّماع مطبوع لابن زغدان التونسي. حُلوُ الشَمائِلِ عَذبَةٌ أَخلاقُهُ *** وَكَذاكَ أَخلاقُ الكِرامِ عِذابُ والخلاصة أن الشيخ إسماعيل الخطيب شخصية رزئت بفقده مدينة تطوان، بل المغرب كلّه. لما أسدى في سبيل العلم والدعوة إلى الله من جهود لا تنسى. فهو الأستاذ الفحل في قاعة الدّرس، ولا تزال مدرّجات كلية أصول الدين تُرَجّع صدى دروسه ومحاضراته. وهو الخطيب المفَوّه الذي تهتز لفصاحته منابر الجوامع والمساجد بتطوان.. الجامع الكبير.. مسجد الحسن الثاني.. مسجد محمد السادس.. المصلّى... وهو الصّحفي البارع، الذي ظل وفيا لهذه المهمة طول حياته، عبر جرائد ومجلات، من مراسل لجريدة العلم بتطوان .. إلى مدير تحرير مجلة النور.. جلائل الأعمال يزهو روضها ** يعنو إلى مستمطر الرّحمات وبهذه المناسبة أتقدم بصفتي رئيس مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصّحابة والتابعين التابع للرابطة المحمدية للعلماء، أصالة عن نفسي ونيابة عن الباحثين العاملين بالمركز بأحرّ التعازي لأهل الفقيد، داعين له بالرحمة والغفران، وإجزال المثوبة.