أكد يونس مجاهد، رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير شؤون قطاع الصحافة والنشر، أن التحديات التي تواجه الصحافة اليوم تفرض تعاونا أوسع بين المهنيين والخبراء من مختلف القارات، من أجل تعزيز التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام، بما يسهم في ترسيخ الممارسة الصحافية الرصينة ومواجهة الانزلاقات المتنامية في الفضاء الرقمي. وقال مجاهد، في كلمة افتتاحية خلال الندوة الدولية المنظمة، اليوم الجمعة بمدينة الداخلة، حول موضوع "التكامل بين صحافة الجودة والتربية على الإعلام"، إن هذا اللقاء العلمي يهدف إلى فتح حوار بين الصحافيين والخبراء حول قضايا آنية تهم المهنة والمجتمع، مشيرا إلى أن الصحافة، التي طالما اضطلعت بأدوار الإخبار والتثقيف والترفيه، باتت اليوم أمام تحديات جديدة فرضتها الثورة الرقمية. وأوضح مجاهد أن بروز وسائل التواصل الاجتماعي أسهم في إدخال فاعلين جدد إلى مجال الإنتاج الإعلامي، بعضهم يقدم محتوى إيجابيا، في حين ينتج البعض الآخر مضامين تتسم بالتضليل والتشهير والابتزاز، بدافع المصلحة التجارية أو بدواع أخرى. وسجل أن "الثورة الرقمية، رغم ما تتيحه من فرص لتعزيز حرية الصحافة والتعبير وخدمة الديمقراطية، أفرزت أضرارا جانبية طغت على الساحة، وهو ما يستدعي مواجهة جماعية ومقاربة شمولية"، مشددا على أهمية صحافة الجودة في المساهمة في التربية الإعلامية، ومساعدة المجتمع على مواجهة الخطابات العدوانية المتفشية عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ودعا رئيس اللجنة المؤقتة إلى تظافر جهود مختلف الفاعلين لحماية الجمهور وتعزيز قدرته على التمييز بين المضامين الجيدة وتلك التي تسعى فقط إلى الإثارة أو الكسب السريع، مؤكدا أن "تقوية الفكر النقدي لدى الأفراد أضحى ضرورة ملحة في زمن يعج بالمعلومات الملفقة والمضللة". وخلص مجاهد إلى أن التحدي اليوم هو عالمي، بالنظر إلى التهديد المتزايد لوعي الشعوب من طرف وسائط لا تعمل سوى على إشاعة ثقافة الربح والكم على حساب الكيف، معربا عن اعتزازه بانعقاد هذه الندوة بمدينة الداخلة، التي وصفها ب"المنطقة التي تعرضت كثيرا للتضليل والأخبار الكاذبة، أكثر من أي منطقة أخرى في العالم".