نظمت جمعية متقاعدي مونت لاجولي بباريس، حفلا فنيا وثقافيا، ضم فعاليات ديبلوماسية وثقافية وفنية مغربية وفرنسية وإفريقية وعربية، وذلك بتنسيق مع جمعيات مغربية وقنصلية المملكة ببونطواز، احتفاء بذكرى عيد الاستقلال والمسيرة الخضراء، وتعبيرا عن اعتزاز وافتخار أفراد الجالية المغربية بفرنسا، بأمجاد وبطولات السلف الصالح، في رسم خيوط ملحمة الاستقلال الخالدة التي تجسد أبلغ معاني التضحية والوفاء والإخلاص، والتلاحم المتين بين العرش والشعب. وفي كلمة له بالمناسبة أشاد قنصل المملكة زوبير الفرج بالدور الرائد للديبلوماسية الموازية، في التعريف بتاريخ وحضارة المغرب، وانفتاحه على ثقافات وحضارات مغايرة. وقد اختزلت كلمة افتتاح هذا الحفل، العديد من المغازي والدلالات التي تحفل بها هذه المناسبة الوطنية ومكانتها في نفوس جميع المغاربة، من طنجة إلى الكويرة، وما تزخر به من دروس وعبر في الوطنية الصادقة وامتداد روحي عبر مختلف الأجيال. حيث أكدت الكاتبة والإعلامية المغربية المقيمة بفرنسا، أحلام لقليدة التي قدمت هذا الحفل، على أن المغرب"تمكن من كسب رهانات عديدة على مختلف الأصعدة والواجهات السياسية منها والاقتصادية والثقافية، التي بوأت مغرب اليوم مكانة رفيعة بين الأمم، من خلال كسب رهان العصرنة والتحديث، واستحضار العنصر البشري كعماد للنماء، سواء من خلال البعد التشاركي أو احترام الخصوصيات والتعدد الذي يعتبر مصدر قوة ومرتكزا أساسيا ورافدا جوهريا لتحصين النسيج الوطني، من أي تبعية أو انسلاخ عن الهوية والثقافة الوطنية، بثراتها الغني بالكنوز والذرر والملاحم»، مذكرة في هذا الإطار بما جاء في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 42 للمسيرة الخضراء، الذي أبرز فيه جلالة الملك، أهمية الخصوصيات الثقافية التي تزخر بها مختلف الجهات والمناطق المغربية، مؤكدا جلالته على أن «العناية بالموروث الثقافي المحلي، لا تعني أبدا التشجيع على التعصب أو الانغلاق، ولا يمكن أن تكون دافعا للتطرف أو الانفصال، وإنما تجسد اعتزازنا بتعدد وتنوع روافد الهوية الوطنية، في ظل المغرب الموحد للجهات. فمسؤوليتنا الجماعية تتمثل في صيانة هذا الرصيد الثقافي والحضاري الوطني، والحفاظ على مقوماته، وتعزيز التواصل والتلاقح بين مكوناته، في انفتاح على القيم والحضارات الكونية، وعلى عالم المعرفة والتواصل.». وخلصت كلمة الافتتاح إلى أنه وأمام «هذا الموروث الوطني الشامخ نجد أنفسنا اليوم أمام مسؤولية كبيرة، كل من دائرة اختصاصه، ليس في الحفاظ على هذه المكتسبات التاريخية، وتسلسل امتداداتها عبر مختلف الأجيال، فحسب، وإنما العمل بكل جد على النهل من معينها واستخلاص الدروس والعبر من مغازيها ودلالاتها العميقة، وبلورتها في سبيل خدمة القضايا الوطنية الراهنة، وتجسيدها بل وتلقينها، عبر مختلف الوسائل للأجيال الجديدة، خصوصا أبناء الجالية المغربية، كموروث حضاري جدير بالمزيد من الاكتشاف والتنقيب، وهنا يكمن دور فعاليات المجتمع المدني، والنسيج الجمعوي بالخارج في القيام بالتعريف بكل ذلك في إطار الديبلوماسية الموازية الجادة، بتنسيق مع الجهات الوصية على القطاع الثقافي، والوزارة المكلفة بشؤون الجالية، والتمثيليات الديبلوماسية المغربية بالخارج، ودعمها لكل المبادرات الهادفة إلى إعطاء صورة مشرقة عن ثراتنا وثقافتنا المغربية، بجميع مكوناتها الفنية والأدبية والتاريخية، لتحقيق التلاقح الحضاري المنشود بين الأجيال، وتعزيز التواصل مع أبناء الجالية المغربية وترسيخ القيم الوطنية المبنية على الاعتدال والتسامح والانفتاح على بقية الحضارات وهي متشبعة بهذه القيم.». وقد أحيى الحفل مجموعة من الفنانين المغاربة، منهم الفنان محمد الغاوي والأستاذ عبد المجيد فنيش الذي ألقى محاضرة أبرز من خلالها دور الفن تاريخيا في المقاومة. كما ألقى الزجال المغربي خالد رزيق قصيدة وطنية، والفنان الشاب حاتم السباك ابن مدينة مونت لاجولي بحماس الجيل الرابع. وقد قام كل من المنسق العام للجمعيات المغربية بمونت لاجولي عبد الكبير السباك ورئيس جمعية المتقاعدين بتكريم عدد من المسؤولين والجمعويين الفرنسيين والعرب للدور الهام الذين يقومون به لأجل إشاعة قيم الإخاء الإنساني. كما تخلل الحفل شهادات لمسؤولين فرنسيين وعرب تمحورت حول متانة العلاقات المغربية الفرنسية عبر التاريخ. الصحافة المحلية الفرنسية واكبت الحدث