يواصل الدكتور عبد الرزاق الوزكيتي رئيس المجلس العلمي المحلي لأسفي، نشر سلسلة مقالات كتبت في ظلال الحجر الصحي لكورونا ، حصريا بجريدة " أسفي اليوم" الورقية والإلكترونية ، ننشرها تباعا إن شاء الله. .............................. سلسة مقالات كتبت في ظلال الحجر الصحي ( 11 ) إعداد : الدكتور عبد الرزاق الوزكيتي ( رئيس المجلس العلمي المحلي لآسفي ) مفهوم الدين ج1 يشيع بين الناس مفهوم خاطئ عن معنى الدين فهناك أديان تنتسب إلى أنبياء وهناك أخرى تسمى أديانا كالبوذية والبرهمية في الهند والكنفشيوسية في الصين إلى جانب الإلحاد الذي يعمل على تجميع الأنصار على عبادة المادة مثل الشيوعية التي أحلت نفسها محل المادة . وهذا جعل مفهوم الدين مائعا يتناول شتى المتناقضات لا أصل له لا تراثا ولا تاريخا ولا عقلا . ولذلك أحببت أن أشرح لك الحقيقة لأننا في زمن انتصرت فيه الأوهام على الحقيقة مع الآسف ، وأريد أن تعلم الحقيقة التي لا تتغير وإن أساءت الأيام إليها … وهذه الحقيقة هي أن الدين عند الله واحد من أزل الدنيا إلى أبدها ، أساس هذا الدين الواحد أن له ربا خلقنا وحده ومن حق الخالق أن يعبد وأن يعرف على وجه صحيح ، ومن حق هذا الخالق أن يكون سلوك الناس على أرضهم وفق ما يرسم ويشرع . هذا الدين الواحد عنوانه : الإسلام ، فدين الله الواحد هو الإسلام ، هذا الدين عرف من عهد الأنبياء السابقين . فهذا أقدمهم وهو نوح عليه السلام يقول لقومه " فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين " ( سورة يونس الآية 72 ) . توجد الآن دولة اسمها ( إسرائيل ) ، كلمة إسرائيل لقب تشريف ليعقوب عليه السلام ، كما أن المسيح لقب تشريف لعيسى عليه السلام . ما دين يعقوب ؟ يقول الله في دين يعقوب عليه السلام " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبدوا إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون " ( سورة البقرة الآية 132 ) وهو نفس الدين الذي أوصى به إبراهيم ويعقوب عليهما السلام " وأوصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ( سورة البقرة الآية 131 ) . ما دين عيسى ؟ الإسلام وهو الذي دعا إليه الناس فلما شعر بأن اليهود يحاولون اغتياله نادى في الناس " فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله أمنا بالله واشهد بأننا مسلمون " ( سورة آل عمران الآية 51 ) . قد تتسأل : هل الإسلام الذي جاء به هؤلاء الأنبياء هو الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؟ نعم ، هو هو في العقائد " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " ( سورة الأنبياء الآية 25 ) لكن هذه العقائد تطرقت إليها أوهام كثيرة وخرافات على امتداد الزمان والمكان ، فبعث الله النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم فيبين العيوب والخرافات التي تسللت إلى الديانات السابقة وبين أن الدين الحق هو ما جاء به وهو نفس ما نزل على موسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء . نماذج من انحرافات الرسالات السماوية : من تلك العيوب ما جاء في الإصحاح الثاني من سفر التكوين زعمهم أن الله استرح من العمل يوم السبت ، وهذا لم يقله موسى عليه وسلم فبينه محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن " ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب " ( سورة ق الآية 38 ) . فالإسلام دعا بكلمة التوحيد وذلك بالدعوة إلى العبودية لله عز وجل فقال " إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم " ( سورة آل عمران الآية 50 ) وهي نفس الدعوة التي دعا بها عيسى عليه السلام لما قال " إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا " ( سورة مريم الآية 29 ) لكن هؤلاء غيروا وجعلوا عيسى ابن الله وقالوا إنه قتل من أجل أن يفتدي بدمه أتباعه ، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم وبين لهم أنهم زوروا الإسلام الذي جاء به عيسى وقال لهم لا أحد يحمل وزر أحد هذه العقيدة هي عقيدة الأنبياء من عهد إبراهيم إلى يوم القيامة " أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازراة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ماسعى …" ( سورة النجم الآيات 35 – 36 – 37 – 38 ) إذن ليس هناك فداء فالديانة الخاتمة وضحت على لسان خاتم النبئين محمد صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بوضوح .