يوجد قطاع الصحة في قلب أولويات اهتمامات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد إقليم الفحص-أنجرة، وهو ما تمت ترجمته من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والبرامج خلال المراحل الثلاث من هذا الورش الملكي الطموح. وتم إنجاز سلسلة من المشاريع على مدى السنوات الماضية من أجل تحسين شروط الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية، لاسيما لدى الأشخاص الأكثر هشاشة، فضلا عن تحسين جودة الخدمات الصحية لفائدة الساكنة المحلية، والعناية بصحة الأم والطفل. من بين المحاور ذات الأولوية لتدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في القطاع الصحي بإقليم الفحص-أنجرة، هناك محور الصحة الإنجابية وصحة الأم والطفل، والذي يندرج في إطار البرنامج الرابع للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المتعلق بمواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة. في هذا السياق، أكد رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الفحص-أنجرة، محمد تصاميت، أن عمالة الإقليم حرصت، في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على تعزيز العرض الصحي والارتقاء بالمؤشرات المتعلقة بقطاع الصحة، وذلك عبر إنجاز مجموعة من المشاريع خلال مراحلها الثلاث. وأضاف المسؤول أن هذه المشاريع همت أساسا بناء وتأهيل وتجهيز المراكز الصحية، وإحداث وتجهيز مركز لتصفية الدم وتشييد مركز للترويض الطبي، وإحداث ثلاث دور للأمومة، إلى جانب إطلاق مبادرة فريدة تتمثل في إحداث الفرق الجماعاتية المتطوعة المواكبة لعمل دور الأمومة. في السياق ذاته، أضاف المتحدث أن هذه الجهود همت أيضا اقتناء وحدات طبية متنقلة، لاسيما وحدة متنقلة خاصة بطب الأسنان ووحدة طبية خاصة بصحة الأم والطفل، إلى جانب عدد مهم من سيارات الإسعاف، والاهتمام بمواكبة الصحة المدرسية من خلال مبادرات متعددة تستهدف تلاميذ المؤسسات التعليمية، والانخراط بفعالية في تعزيز التربية الدامجة للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة. بدار الأمومة بالجماعة الترابية ملوسة، التقت نسوة من القرى المجاورة، من الحوامل والمرضعات وفي سن الإنجاب، في لقاء تحسيسي حول صحة الأم والطفل، والذي شكل مناسبة لاستعراض خدمات المواكبة التي تقدمها الدار خلال فترة الحمل ، وكذا الاستشارات الصحية والندوات التحسيسية حول الصحة عموما. في هذا السياق، قالت الدكتورة فاطمة الزهراء السوسي النعيمي، الطبيبة والخبيرة في الصحة الإنجابية ورئيسة جمعية ملوسة للتنمية المحلية إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أولت أهمية خاصة للمشاريع المتعلقة بالصحة، حيث تم إحداث 3 دور أمومة تقدم خدمات للقرب وتسهل على النساء القاطنات بالمداشر البعيدة الولوج والاستفادة من الوضع في ظروف صحية ملائمة، مضيفة أنه يتم أيضا تنظيم مبادرات تحسيسية للمساهمة في تحسين المؤشر الصحي بالوسط القروي. وأكدت المتحدثة، التي تشغل أيضا منصب مديرة المركز المرجعي للصحة الإنجابية بطنجة، أن المتدخلين وضعوا "مشروعا نموذجيا طموحا لتكوين متطوعات جماعاتيات متخصصات في صحة الأم و الطفل، حيث تم تكوين 45 متطوعة على آليات التواصل وتقنيات تنشيط الفرق ومبادئ تتبع الحمل وتنظيم الأسرة والولادة، وهن بمثابة وسطاء بين السكان والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها على أرض الواقع، كما يعملن على توعية النساء في سن الإنجاب وحثهن على الاستفادة من خدمات دور الأمومة". وخلصت إلى أن "صحة الأم والطفل تحظى بأولوية كبيرة بإقليم الفحص أنجرة، لاسيما من خلال برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لكون الاهتمام بالعنصر البشري هو استثمار في المستقبل وفي التنمية ، وهي ايضا مساهمة في إعداد مواطن الغد لكي نعد جيلا من شأنه المضي قدما في مسار دراسي وشخصي ومهني متميز". وتخليدا لليوم العالمي للصحة، الذي يصادف السابع أبريل من كل سنة، تمت برمجة سلسلة من الأنشطة والقوافل الطبية، بتعاون مع المندوبية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية والجمعيات الشريكة، لفائدة السكان المحليين للتحسيس بالعرض الصحي وأهمية الاستفادة من البرامج الموجودة. واعتبر عبد العزيز الزروالي، مسؤول في جمعية ملوسة للتنمية المحلية بإقليم الفحص أنجرة، أن الاحتفاء باليوم العالمي للصحة، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، شمل تنظيم حملات تحسيسية للتذكير بالبرامج المنجزة على مستوى الإقليم، ولاسيما بجماعة ملوسة، حيث توجد واحدة من دور الولادة، والتي سجلت أكثر من 200 ولادة بعد عامين من افتتاحها، والتعريف بدور المتطوعات الجماعاتيات التي تعتبر تجربة نموذجية، إلى جانب تنظيم قوافل طبية لمختلف الشرائح العمرية، مع التركيز على الأشخاص في السن الثالث (فوق 65 سنة). بهذا الخصوص، تمت برمجة سلسلة من الأنشطة والمبادرات خلال الفترة من 4 إلى 19 أبريل بمختلف الجماعات الترابة التابعة لإقليم الفحص-أنجرة، وتشمل على الخصوص لقاءات تحسيسية حول صحة الأم والطفل وطب العيون الخاص بالأطفال والأمراض المزمنة، والتكفل ب 17 مريضا بالقصور الكلوي، وقوافل طبية متنقلة للتحسيس بأهمية صحة الام والطفل والتلقيح ضد الحصبة (بوحمرون)، وتوزيع النظارات الطبية على التلاميذ.