مع بداية موسم الصيف، تعود معاناة مستعملي الطريق الوطنية رقم 16، الرابطة بين مدينة تطوان والجماعات الساحلية المجاورة، في ظل تعثر مشروع تثنية المقطع الطرقي الممتد إلى جماعة أمسا، وغياب أي مؤشرات على انطلاق الأشغال الموعودة منذ سنوات. تبدأ الاختناقات المرورية عند دوار المعاصم بجماعة أزلا، حيث تنحبس حركة السير تدريجيا وسط تضاريس صعبة ومسلكين ضيقين دون مجالات آمنة للتجاوز. وعلى امتداد هذا المقطع، الممتد على حوالي أربعة عشر كيلومترا، يتزايد الضغط المروري بشكل يومي، لا سيما خلال عطلات نهاية الأسبوع، ما يؤدي إلى اختلال في انسيابية التنقل ويزيد من احتمال وقوع الحوادث. "من المعاصم حتى أمسا، كأنك دخلت نفق بلا نهاية"، يقول سائق أجرة يشتغل على الخط بين تطوان وواد لاو. "الطريق لا تواكب حجم العربات ولا الموسم، وكل صيف نعيش نفس العذاب". ويندرج المشروع المتعلق بتثنية هذا المحور ضمن اتفاقية شراكة موقعة بين وزارة التجهيز والماء ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، في إطار العقد البرنامج 2023 – 2027. ورغم إدراجه ضمن أولويات التدخل، لا تزال الأشغال في وضعية جمود، دون إعلان رسمي عن الجدولة الزمنية للتنفيذ أو توضيح مآل الاعتمادات المالية المرصودة له. ويمثل هذا المقطع منفذا حيويا نحو الشريط الساحلي الشرقي لإقليم تطوان، الذي يضم شواطئ أزلا، أمسا، تمرابط، أوشتام، وواد لاو، والتي تستقطب آلاف الزوار خلال أشهر الصيف. ومع ذلك، يظل الممر الطرقي المؤدي إليها في وضعية لا تواكب التوسع العمراني ولا الدينامية السياحية التي تعرفها المنطقة. في غياب رؤية زمنية واضحة لتفعيل المشروع، يظل المقطع الرابط بين تطوان وأمسا نقطة اختناق حقيقية، تزداد حدتها كلما ارتفعت درجات الحرارة وكثافة حركة التنقل، فيما تستمر الانتظارات موسما بعد آخر دون جواب.