تشهد السوق المغربية تحولا لافتا في توازنات قطاع السيارات، بفعل الزحف المتسارع للعلامات الصينية، التي باتت تحجز لنفسها مكانة متقدمة في مشهد تنافسي لطالما احتكرته الماركات الكلاسيكية الأوروبية واليابانية. وسجلت شركة BYD، الرائدة في تصنيع السيارات الكهربائية والهجينة، قفزة استثنائية في مبيعاتها داخل المغرب، بعدما انتقلت من بيع 11 سيارة فقط في يونيو 2024 إلى 412 سيارة في يونيو 2025، مسجلة بذلك نسبة نمو مذهلة بلغت 3645 بالمئة. ولا تقتصر الدينامية الجديدة على شركة BYD، بل امتدت لتشمل علامات صينية اخرى مثل Changan، التي حققت نموا بنسبة 85.15 بالمئة، وGeely التي سجلت بدورها ارتفاعا بنسبة 115.71 بالمئة، مما يعكس طلبا متزايدا على السيارات المزودة بتقنيات حديثة وبأسعار تنافسية. ويعتبر مراقبون ان هذه القفزة النوعية تعكس تحولا استراتيجيا في سلوك المستهلك المغربي، الذي اصبح اكثر انفتاحا على السيارات الصديقة للبيئة وعالية الاداء، شريطة الحفاظ على معادلة السعر والجودة، وهو ما تستجيب له بمرونة الشركات الصينية. ويرجح متابعون ان تؤدي هذه المتغيرات الى اعادة رسم خريطة القطاع خلال السنوات المقبلة، خصوصا في ظل البطء النسبي الذي تعانيه بعض العلامات التقليدية في تجديد عروضها وتكييفها مع متطلبات المرحلة الجديدة، في وقت تواصل فيه الشركات الصينية تسريع وتيرة اختراقها للسوق المغربية.