أصدرت دار النشر الفرنسية "Editions Vérone" بباريس، مؤلفاً جديداً للصحفي والكاتب سمير شوقي، يحمل عنوان: "ترامب الثاني، في مواجهة العالم". الكتاب يقدم قراءة جيوسياسية واقتصادية معمقة لمسار الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، خلال ولايته الثانية، مع التركيز على قراراته الأولى في البيت الأبيض وما خلفته من تداعيات داخلية وخارجية. ويكشف المؤلف عن التناقض بين وعود ترامب الانتخابية، التي قدم نفسه من خلالها ك"رجل سلام"، وبين السياسات التي انتهجها لاحقاً، سواء تجاه حلفاء الولاياتالمتحدة أو على مستوى القضايا الدولية. ويستعرض الكتاب تصريحات مثيرة للرئيس ال47 للولايات المتحدة، من بينها اعتباره أن كندا تصلح أن تكون "الولاية 51″، وغرينلاند "الولاية 52″، إضافة إلى رغبته في السيطرة على قناة بنما وخليج المكسيك، وهو ما يراه شوقي تهديداً لاستقرار القارة الأمريكية. كما يتناول الكتاب إخفاق ترامب في إيجاد مخرج للأزمة الأوكرانية، ودعمه غير المشروط لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحرب على غزة، مكتفياً باقتراح تحويل القطاع إلى ما يشبه "ريفيرا سياحية". على الصعيد الاقتصادي، ينتقد المؤلف السياسات الجمركية التي فرضها ترامب، معتبراً أنها تقوض أسس نظام التجارة الدولية الذي كانت الولاياتالمتحدة أحد أبرز مهندسيه. ويشير إلى المخاطر التي قد تترتب على مواجهة الصين لهذه السياسات، خاصة فيما يتعلق بقدرتها على التأثير في استقرار الاقتصاد الأمريكي. وفي الداخل الأمريكي، يسلط الكتاب الضوء على ما يصفه ب"الحرب على الحريات الفردية وحرية الصحافة"، إضافة إلى قرارات أثارت جدلاً واسعاً، مثل إقصاء أصوات إعلامية معارضة، تشديد القيود على الهجرة، وطرد عشرات الآلاف من موظفي القطاع العمومي، إلى جانب إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وما نتج عنه من تداعيات اجتماعية وإنسانية عالمية. ويخلص شوقي إلى أن عودة ترامب إلى الحكم بنَفَس انتقامي تحمل مخاطر جسيمة على السلم العالمي، كما تنذر بانعكاسات سلبية على الوضع الاجتماعي للطبقة الوسطى الأمريكية. وسيكون الكتاب متوفراً قريباً في المكتبات بباريس، على أن يصدر لاحقاً بالمغرب، حيث يقدم في صفحته الأخيرة ملخصاً شاملاً لمحاوره الأساسية: نوايا ترامب، قراراته الأولى، تناقضاته، علاقاته الدولية، نزعاته السلطوية، ومستقبل الولاياتالمتحدة في عهده وما بعده.