وسط ضواحي مدينة طنجة، حيث تصادف المارة كل يوم كلابا ضالة تجوب الأحياء الصناعية والأراضي الفارغة، تستعد السلطات لإطلاق مشروع يراهن عليه سكان المدينة لتحسين أوضاع هذه الحيوانات المشردة. فقد تم تخصيص غلاف مالي يفوق 1,19 مليون درهم لتمويل شراء وتركيب تجهيزات ملجأ جديد مخصص لاستقبال الكلاب والقطط الضالة، في خطوة تُعد الأولى من نوعها بهذا الحجم على صعيد الجهة. المشروع الذي أعلنت عنه وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، بشراكة مع جماعة طنجة، يدخل ضمن التزامات سابقة لتحسين ظروف تدبير الحيوانات الشاردة داخل المدار الحضري، والتي غالبًا ما تكون موضوع شكاوى متكررة من المواطنين، خصوصًا في الأحياء الهامشية ومحيط المؤسسات التعليمية. ومن المرتقب أن تُفتح الأظرفة المتعلقة بطلب العروض يوم 6 أكتوبر المقبل، في مسطرة إدارية ترمي إلى الشفافية وتسريع وثيرة الإنجاز. ويتعلق الأمر بمرحلة تجهيز الملجأ، بعدما تم إنجاز البنية التحتية في وقت سابق داخل فضاء خاص بعيد عن المناطق السكنية. ووفق معطيات المشروع، ستشمل التجهيزات المرتقبة أقفاصًا معدنية وأجهزة تعقيم ومرافق للتطبيب، إلى جانب مساحات للترفيه عن الحيوانات وضمان الحد الأدنى من الرعاية. وكانت طنجة قد واجهت خلال السنوات الماضية انتقادات متكررة بسبب طرق تدبير ظاهرة الكلاب الضالة، خاصة في ظل انتشار مقاطع مصورة توثق لعمليات قتل أو تسميم، ما أثار موجات احتجاج على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع تصاعد الضغط الحقوقي وتوصيات وزارة الداخلية بضرورة اعتماد حلول بديلة تقوم على التعقيم والإيواء، انخرطت جماعة طنجة في هذا البرنامج الطموح، وإن بتأخر نسبي مقارنة بمدن أخرى. ويأتي الملجأ المنتظر ضمن مقاربة أوسع تتبنّاها جماعة طنجة في السنوات الأخيرة، تقوم على إدماج البعد البيئي والاجتماعي في السياسات الحضرية. غير أن فاعلين في المجتمع المدني يرون أن نجاح هذه المبادرة سيظل رهينًا بوجود طاقم طبي بيطري دائم، ومخصصات مالية قارة لتسيير المرفق، وتعاون مستمر مع الجمعيات المتخصصة، بدل الاكتفاء بحلول مؤقتة قد تتعثر لاحقًا بسبب ضعف الصيانة أو غياب التأطير. ومن المنتظر أن تواكب هذه الخطوة حملات تحسيسية في أحياء المدينة، خصوصًا في صفوف الأسر التي تتخلى عن حيواناتها الأليفة في الشوارع، لتفادي تفاقم الظاهرة مستقبلاً.