عثر مواطنون في المنتزه الحضري، غابة الأوسطال بمدينة العرائش، صباح يوم الإثنين 15 شتنبر الجاري، على جثة شاب متدلية ومعلقة على غصن شجرة. وعاش أشخاص كانوا يزاولون رياضة الجري داخل المنتزه، صدمة نفسية، حينما شاهدوا شابا معلقا بدون حراك، وقد لف على عنقه حبلا متدليا من على غصن شجرة. الفاجعة الإنسانية التي تعود لشاب في ربيعه الخامس والعشرين (من مواليد سنة 2000)، خلفت حزناً عميقاً بين الساكنة، وصدمة كبيرة لدى عائلته، بحيث توجهت شقيقته للمديرية الإقليمية للأمن لإخبار السلطات بمآل شقيقها. وحسب مصادر محلية، فقد عثر بعض الممارسين للرياضة بالفضاء الغابوي على جثة الهالك "م.ر"، الذي كان يعاني من اضطرابات نفسية وظغوطات من المجتمع، قبل أن يسارعوا إلى إبلاغ السلطات الأمنية التي حضرت إلى عين المكان. وقد حلت بالمنتزه الغابوي بالفعل، عناصر الشرطة العلمية والتقنية، إلى جانب ممثلي السلطة المحلية، حيث تمت مباشرة المعاينات والإجراءات القانونية اللازمة، ليتم نقل الجثمان إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي الأميرة لالة مريم قصد التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة. الحادث المؤلم أعاد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة توفير مواكبة نفسية وإجتماعية أكثر نجاعة لفائدة الشباب، تجنباً لتكرار مثل هذه المآسي الإنسانية التي تهز المجتمع المحلي بين الفينة والأخرى. وتعليقا على هذا الحادث الأليم، أعرب أنوار العسري، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، عن أسفه العميق على مصير هذا الشاب الذي ينتمي لحي المنار ، وهو من أفقر أحياء المدينة. وحي المنار، هو من أحياء العرائش المستحدثة لإستيعاب موجات الهجرة القروية وساكنة دور الصفيح، حيث يفتقر للبنية التحية وفضاءات تشغل أوقات الشباب. وأضاف أنوار العسري، كيف يعقل أن حيا يضم آلاف الناس، لا يوجد فيه مستوصف القرب، ولا توجد به ثانوية، ولا ملاعب القرب، ولا توجد به دار الشباب أو مراكز الترفيه. وأضاف العسري "ساكنة حي المنار تعيش بالقرب من أكبر مطرح للنفايات في المدينة، وهذا يؤثر على صحة ونفسية الشباب، وأن الأمن فيها منعدم، ما يسمح بإنتشار مواد مخدرة وحبوب الهلوسة، ووسائل النقل فيها ناذرة، والناس تعيش في قوقعة، ومحاصرة. وختم الناشط الحقوقي في تصريحات لجريدة طنجة24 قائلا " هؤلاء الأشخاص إنتقلوا من دور الصفيح أو من قرى بعيدة، ليتم تجميعهم في هذا الحي الذي يطلق عليه البعض منفى الفقراء"