واصل ميناء طنجة المتوسط تعزيز مكانته على خارطة النقل البحري العالمي، بعدما حلّ ضمن المراتب الخمس الأولى في التصنيف السنوي لأداء موانئ الحاويات، الصادر عن البنك الدولي بشراكة مع مؤسسة "ستاندرد أند بورز" العالمية. ويغطي التقرير الموسوم ب "مؤشر أداء موانئ الحاويات من 2020 إلى 2024″، أكثر من 403 ميناءً عبر العالم، معتمدًا على تحليل بيانات تشغيلية لنحو 175 ألف استدعاء سفن وأكثر من 247 مليون حركة حاوية، خلال فترة تمتد على خمس سنوات. ويرتكز التصنيف على مدى كفاءة الميناء في التعامل مع السفن، خاصة من حيث تقليص زمن التوقف في الأرصفة، وتسهيل حركة الشحن والتفريغ، وتحسين تدفقات البضائع، وهي عناصر أصبحت ذات أهمية قصوى في ظل التقلبات التي عرفها الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد في السنوات الأخيرة. وبحسب التقرير، فإن أداء العديد من الموانئ الكبرى تأثر بسبب التحديات المناخية والجيواستراتيجية، مثل أزمة البحر الأحمر، وانخفاض منسوب المياه في قناة بنما، إلى جانب تداعيات جائحة كورونا. في المقابل، استطاعت بعض الموانئ النامية في أفريقيا وآسيا تحقيق نتائج إيجابية رغم الصعوبات. وحاز ميناء طنجة المتوسط على إشادة خاصة، إلى جانب موانئ أخرى كداكار في السنغال وبورت سعيد في مصر، باعتبارها نماذج على قدرة الموانئ النامية على تحسين أدائها، والانخراط في منظومة التجارة العالمية بكفاءة عالية. وفي تقارير موازية، أُشير إلى أن طنجة المتوسط احتل المركز الثالث عالميًا في نسخة 2023 من نفس المؤشر، متقدمًا على موانئ أوروبية وآسيوية عريقة. وتفيد بيانات صادرة عن ميناء طنجة أن عدد الحاويات المعالجة بلغ 8.6 ملايين حاوية نمطية سنة 2024، ما يعزز موقعه كميناء محوري على محور الشحن بين آسيا وأوروبا. ويُعدّ هذا التصنيف تتويجًا لرؤية استثمارية طويلة الأمد تبنّاها المغرب منذ مطلع الألفية، تقوم على تطوير بنية تحتية لوجستية حديثة، وربط بحري وجمركي فعال، إلى جانب تكامل الميناء مع مناطق صناعية وتجارية مجاورة. وبفضل هذا الأداء، يُكرّس ميناء طنجة المتوسط مكانته ضمن شبكة الموانئ الأكثر تنافسية عالميًا، وهو ما ينعكس مباشرة على موقع المغرب في سلاسل الإمداد الدولية، وقدرته على جذب استثمارات صناعية وتجارية متزايدة.