شرعت السلطات المحلية في مدينة طنجة، الثلاثاء، في إزالة مدار المجمع الحسني، أحد أبرز نقاط التقاطع عند المدخل الجنوبي للمدينة، في إطار التنزيل التدريجي لمخطط التنقل الحضري المستدام الذي تشرف عليه جماعة طنجة بشراكة مع وزارة الداخلية وولاية جهة طنجة-تطوان-الحسيمة. وينفذ التدخل تحت إشراف ميداني لمصالح التجهيز والإنارة العمومية بالجماعة الحضرية، بتنسيق مع الوكالة الحضرية لطنجة والمصالح الأمنية المختصة بتنظيم السير، بعد استكمال الأشغال المرتبطة بتهيئة مدار بديل في النقطة المجاورة. وكان مدار المجمع الحسني، الذي شكّل لسنوات إحدى النقاط المرورية الحرجة، قد فقد جدواه التشغيلية بعدما أثبت المدار الجديد المجاور قدرته على تنظيم تدفق المركبات وتخفيف الازدحام اليومي، لا سيما خلال الفترات الصباحية والمسائية. ويندرج هذا التدخل ضمن مقاربة مؤسساتية تعتمدها جماعة طنجة لتنزيل توصيات مخطط التنقل الحضري المستدام، المنبثق عن التوجيهات المركزية لوزارة الداخلية، والرامي إلى تحديث بنية التنقل وضمان انخراط المدينة في دينامية حضرية أكثر نجاعة. كما يواكب الإجراء الأوراش المفتوحة استعدادا لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، حيث أدرج مجلس جماعة طنجة في دورته العادية بتاريخ 2 ماي 2025، 34 مشروعا هيكليا تشمل تهيئة المحاور الكبرى وتحسين التجهيزات الطرقية. وتتضمن الأشغال المرافقة إعادة تهيئة الأرصفة وتوسيع الممرات الجانبية وإعداد التشوير الأفقي والإنارة العمومية، في إطار منظومة موحدة تُشرف عليها المصالح التقنية الجماعية. ويرى متتبعون أن هذا التحول يعكس تغيراً في الفلسفة التدبيرية المعتمدة، عبر الانتقال من نموذج "المدارات الكلاسيكية" إلى التقاطعات المنظمة وفق منظومة إشارات ذكية. ومن شأن إزالة المدار القديم أن تفتح المجال أمام إدماج المنطقة ضمن مشروع النقل الجماعي بالحافلات "حافلات البوغاز"، المرتقب الشروع في تنزيله تدريجياً ابتداءً من 2026، تحت إشراف شركة التنمية المحلية "طنجة موبيليتي". ويُرتقب أن تستمر هذه التدخلات خلال الأسابيع المقبلة في محاور موازية أخرى، ضمن مقاربة مندمجة تسعى إلى تجويد ظروف السير واستيعاب تدفقات النمو الديمغرافي والاقتصادي في المدينة.