حط المنتخب السنغالي لكرة القدم الرحال، مساء الجمعة، في طنجة، حيث خصه حشد من أفراد الجالية السنغالية باستقبال لافت في مطار ابن بطوطة، تأهبا للمشاركة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي يستضيفها المغرب. ويخوض "أسود التيرانغا" غمار البطولة بصفتهم أحد أبرز المرشحين للظفر باللقب، مدعومين بتتويجهم القاري في نسخة الكاميرون 2021 وحضورهم المنتظم في الأدوار المتقدمة، وهو ما بوأهم مكانا ضمن منتخبات المستوى الأول في القرعة. ويستهل المنتخب السنغالي مشواره في المجموعة الرابعة، التي تضم إلى جانبه منتخبات جمهورية الكونغو الديمقراطية وبنين وبوتسوانا، بمواجهة هذا الأخير يوم الثلاثاء المقبل على أرضية ملعب طنجة الكبير. وتحول محيط المطار إلى ساحة احتفال عكست الثقل البشري للجالية السنغالية في المدينة، وسط تباين لافت في المعطيات الديموغرافية؛ ففي حين تشير تقديرات جمعوية إلى أن عدد السنغاليينبطنجة يتراوح بين 5000 و6000 شخص، تفيد الأرقام الرسمية بأن إجمالي الأجانب من مختلف الجنسيات في عمالة طنجة-أصيلة لا يتعدى 5155 فرد. ويحتضن ملعب طنجة الكبير مباريات هذه المجموعة بعد خضوعه لعملية توسعة وتحديث شامل رفعت طاقته الاستيعابية إلى 65 ألف متفرج، حيث أزيلت الحلبة المطاطية لتقريب المدرجات من أرضية الملعب، وذلك في إطار خطة تأهيل الملاعب المغربية لاستضافة كأس العالم 2030. ويعزى الحضور الجماهيري اللافت للسنغاليين إلى متانة العلاقات الدبلوماسية بين الرباط ودكار، إذ يستفيد مواطنو السنغال من إعفاء شامل من تأشيرة الدخول إلى التراب المغربي، فضلا عن وجود آلاف الطلبة السنغاليين المسجلين في الجامعات المغربية ضمن برامج التعاون الثقافي بين البلدين. وتتجه الأنظار في هذه الدورة إلى صراع كروي محتدم، حيث يطمح "أسود التيرانغا" للحفاظ على لقبهم القاري وتكريس هيمنتهم الإفريقية الأخيرة، في مواجهة طموح المنتخب المغربي المضيف الذي يسعى لاستغلال عاملي الأرض والجمهور للظفر بثاني لقب في تاريخه بعد إنجاز 1976.