أظهرت بيانات رسمية استمرار هيمنة قطاع التجارة والخدمات على النسيج المقاولاتي الجديد في شمال المغرب، حيث استحوذ النشاط التجاري وحده على ما يقارب 44 بالمئة من الشركات التي تم تأسيسها خلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2025. وأفاد تقرير للمكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية بأن جهة طنجةتطوانالحسيمة سجلت إحداث 12601 مقاولة جديدة في الفترة الممتدة من يناير إلى أكتوبر، لتحتل بذلك المرتبة الثانية وطنيا من حيث دينامية تأسيس الشركات بعد جهة الدارالبيضاءسطات التي تصدرت القائمة. وتشير الأرقام إلى تركز واضح للاستثمارات الجديدة في الأنشطة ذات العائد السريع والدورة الاقتصادية القصيرة، إذ جاء قطاع التجارة في الصدارة بنسبة 43.96 بالمئة، تلاه قطاع الخدمات المتنوعة بنسبة 16.51 بالمئة، ثم قطاع البناء والأشغال العمومية بنسبة 15.56 بالمئة، في حين لم تتجاوز حصة القطاع الصناعي 6.84 بالمئة من إجمالي المقاولات المحدثة. وعلى مستوى التوزيع الجغرافي للاستثمارات، كرست مدينة طنجة موقعها كمركز ثقل اقتصادي بالجهة باستحواذها على 9409 شركات جديدة، متقدمة بفارق شاسع عن مدينة تطوان التي حلت ثانية ب 1649 شركة، مما يبرز التفاوت الكبير في الجاذبية الاستثمارية بين مدن الجهة. وعكس التقرير ميلا قويا لدى المستثمرين نحو أشكال الملكية الفردية، حيث شكلت الشركات ذات المسؤولية المحدودة بشريك واحد نسبة 63.4 بالمئة من إجمالي التأسيسات، وهو ما يؤشر على أن جزءا كبيرا من النسيج الاقتصادي الجديد يتشكل من مبادرات فردية صغيرة الحجم. وتأتي هذه البيانات في سياق نمو وطني في وتيرة إحداث المقاولات، حيث تم تسجيل تأسيس أكثر من 92 ألف شركة في مختلف أنحاء المملكة خلال الفترة ذاتها، وسط رهان حكومي على تعزيز روح المبادرة لتقليص معدلات البطالة وتحفيز النمو الاقتصادي.