واصلت مدينة طنجة تعزيز موقعها كقاطرة اقتصادية لجهة شمال المغرب، بعد أن سجلت لوحدها إحداث أكثر من 2800 مقاولة جديدة خلال الفصل الأول من عام 2025، ما يعادل نحو ثلاثة أرباع المقاولات المحدثة على صعيد الجهة، في وقت حافظ فيه قطاع التجارة على هيمنته باعتباره النشاط الأكثر استقطابا للمبادرات المقاولاتية. وأفاد المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، في تقريره الفصلي المتعلق بمؤشر إحداث المقاولات، أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة شهدت إحداث 3867 مقاولة جديدة بين يناير ومارس 2025، منها 2136 تهم أشخاصا معنويين و1731 تتعلق بأشخاص ذاتيين. وتربعت مدينة طنجة على رأس الترتيب الجهوي ب 2823 مقاولة محدثة، متقدمة بفارق كبير عن باقي الحواضر، خاصة تطوان (536 مقاولة)، والعرائش (147)، والقصر الكبير (114). كما سُجلت أعداد أقل في مدن شفشاون (52)، وزان (42)، وأصيلة (26)، وتارجيست (15). وأوضح التقرير أن قطاع التجارة استحوذ على النصيب الأكبر من المقاولات المحدثة بنسبة 44.6 في المئة، متبوعا بقطاع البناء والأشغال العمومية والأنشطة العقارية (15.95 في المئة)، والخدمات المتنوعة (15.93 في المئة)، ثم النقل (8 في المئة)، والصناعة (7.17 في المئة)، والمطاعم والفنادق (4.38 في المئة). بينما مثلت الأنشطة ذات الطابع التكنولوجي والمالي والفلاحي نسبا محدودة لا تتجاوز 2 في المئة لكل منها. أما من حيث الشكل القانوني، فأغلب الكيانات المنشأة تتخذ صفة شركة ذات مسؤولية محدودة بمساهم وحيد (SARL-AU) بنسبة 63.8 في المئة، تليها الشركات ذات المسؤولية المحدودة (36.1 في المئة)، في حين تمثل الأشكال القانونية الأخرى نسبة هامشية. وعلى الصعيد الوطني، تم إحداث ما مجموعه 29.103 مقاولة جديدة خلال الفترة ذاتها، لتحتل جهة طنجة-تطوان-الحسيمة المرتبة الثانية وطنيا بعد جهة الدارالبيضاء-سطات (9364 مقاولة)، متقدمة على جهة الرباط-سلا-القنيطرة (3644) وجهة مراكش-آسفي (3252). وتعكس هذه الأرقام الدينامية المتواصلة التي تعرفها جهة الشمال، لاسيما في محورها الصناعي والتجاري، في سياق الجهود الرامية إلى تنويع القاعدة الاقتصادية وتعزيز مناخ الاستثمار المحلي.