يحتفل الجزائريون كثيرا بأي شيء يقع في المغرب، لكن لا يحبون الأشياء الجيدة، فعندما يتعلق الأمر بالتدشينات الكبرى والمشاريع الضخمة المدرة للدخل والمنتجة للثروة تأكل الفأرة ألسنتهم، ولا يعودون يتكلمون بل يغضون الطرف ويشوشون عليها حتى لا يراها الجزائري وينتفض ضد حكام العسكر الممسكين بالسلطة بالريموت كنترول من خلال قصر المرادية. فجريدة الحرية الجزائرية تكتب عن مولاي هشام تحت عنوان غامض يلخصه قوله إن حقوق الإنسان قابلة للتطبيق كونيا وكأنها وقفت على فتح مبين، في حين أن هذا الأمر من الأمور الإنشائية يعرفها الصغير والكبير ولا يجهلها إلا متكبر.
وقديما قالت العرب "وافق شن طبقه" كناية على التقاء شخصين من طينة واحدة، وفي حالتنا فقد التقى مولاي هشام بنزعته التي لا تهتم بكل ما هو وطني، وتحتفل بكل نقد لبلده حتى لو كان مدفوع الثمن لجمعيات الابتزاز الدولي باسم حقوق الإنسان، (التقى) بإغناسيو سيمبريرو، الصحفي الإسباني الشهير زمن إدريس البصري الوزير القوي الراحل، الشهير بأنه كان ينتظر كثيرا في مقاهي الرباط لينال حظوته مع الوزير ويحصل على مبتغاه، وهو نفسه الصحفي الذي أصيب بالسعار تجاه المغرب مع العهد الجديد الذي تركه في غيه يعمه.
واحتفت الصحيفة الجزائرية بتعيين مولاي هشام مستشارا لمنظمة هيومن رايتس ووتش مكلفا بمراقبة حقوق الإنسان بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالتالي سيكون لزاما عليه مراقبة حقوق الإنسان بالمغرب، ونسيت الصحيفة أن تذكر أن مولاي هشام بهذه الصفة أصبح خصما وحكما وبالتالي نزع ما تبقى من مزاعم الموضوعية عن المنظمة المذكورة، لأن مولاي هشام وحسب زعمها نفسها اختار المنفى بالولايات المتحدةالأمريكية وبالتالي فهو على خلافات مع الدولة التي ليست على خلاف معه حيث يستثمر بحرية في المغرب، وبالتالي فهو يضع نفسه ضمن معارضي النظام فكيف سيكون موضوعيا في مراقبة حقوق الإنسان.
هل ستقول لنا الصحيفة الجزائرية المسماة حرية في بلد ما زال مفهوم الحرية ملتبسا إن إغناسيو سيمبريرو نفسه يعترف بأن هيومن رايتس ووتش غير محايدة، فدفاع المنظمة عن توسيع صلاحيات المينورسو هو نفسه دفاع عن أطروحة الجزائر والبوليساريو بهذا الشأن، فتوسيع صلاحيات المينورسو مطلب للبوليساريو التي تحتجز الصحراويين في مخيمات سيئة.
إذا كانت هيومن رايتس ووتش منحازة لأعداء المغرب، وانحاز مولاي هشام لهذه المنظمة فإن وجوده مستشارا لها سيرفع عنها حصانة المنظمة الموضوعية وسيضرب تقاريرها في مقتل.