"يا حمار" او "آ لحمار" او "واينّي شحال حمار".. وغيرها، عبارات كثيرا ما تستخدم كشتيمة ولن تجد أحدا لم ينطق بها في حياته، إلا من رحم ربك وكان من عباده الصالحيبن.. مضمون هذا المقال سيخصص لإنصاف الحمير.. هذه المخلوقات الحيوانية التي قيل عنها الكثير من الأفكار المغلوطة و الصفات الخاطئة ولم ينصفها الانسان عبر التاريخ الذي تواجد فيها على وجه البسيطة..
كثيرا ما نستخدم مفردات حيوانية في حياتنا اليومية وفي لغة التخاطب وتواصلنا مع الناس وذلك تكريساً لمفاهيم معينة؛ فعلى سبيل المثال: "قطيطة" المشتقة من قطة، او وصف "قطة" التي تقال للفتيات الناعمات الجميلات بغض النظر عن نكران الجميل الذي تعرف به القطة…وكذا عبارة "تمشي كالطاووس"، التي تسعد المخاطب به بغض النظر عن صفة الغرور المرتبطة بالطاووس.. وهناك عبارات "ديب" او " ديب واشمن ديب".. أي ذئب .. وهي كلمة تسعد المتصف بها وإن كان للذئب صفات عدائية..
إلا ما يهمنا هنا هو "حمار" او "ماكيفهمش بحال الحمار" التي نستعملها في مجتمعنا كما لو كنا نشم الهواء.. فهل صحيح أن الحمار لا يفهم؟!.. لاشك أن الناظر لعين الحمار لا يجد لمعة الذكاء الموجودة في عيني الثعلب أو الذئب أو حتى القطة، حيث تستوقفنا الأذنان، لنبحث في دلالة كبرها أهي سمة للغباء أم للذكاء؟
وإذا عدنا إلى ما كتب عن أذني الحمار، نجد أن الباحثان "يونغ دين" و"ألكسندر دايفيد –نيل" استنتجا في كتابهما حول "بلاد ما بين النهرين" أن أذني الحمار كانتا رمزاً للمعرفة والحكمة عند شعوب هذه المنطقة قديماً، وذلك أمر بديهي في عصر كان تناقل المعرفة فيه يتم شفهياً، وهو أمر قد لا يعنينا حالياً ونحن نتناقل المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية.. مما يجعل الحظوة الآن للعنكبوت وليس للحمار!
ثم إذا كان الإنسان كلما يكبر تكبر أذناه ويزداد علماً ويخف سمعاً، فلماذا لا نقدر الحمار الذي يولد بأذنين طويلتين وسمع حاد.
وكما أننا لا نستطيع أن نترك القبيلة يوماً.. في تعاملنا مع الناس فإننا نتعامل مع الحمار من ذات المنطلق، فننظر إلى سلالته النظرة ذاتها.. فنضم ابنه الجحش والبغل إلى قائمة الشتائم التي نستخدمها..
وبعيداً عن الصورة النمطية للحمير وأولادهم في أذهاننا تعالوا لنرى صفات الحمار الجسمانية ودلالاتها.. الدراسات العلمية القليلة حوله تبين أن الحمار، ليس حماراً بمفهومنا، فهو ذكي، حذر، حميم، ومتعلم ومتحمس.. كما يتمتع الحمار بحدة السمع.. ولديه قدرة على الحفظ من الوهلة الاولى، ولذلك فهو يستخدم كدليل في سلك الطرقات الوعرة والتي مشى فيها ولو لمرة واحدة، بل أحياناً يقوم الحمار بهذا بمفرده ويعود لصاحبه بمفرده ليعيد التحميل ومن ثم توصيل شحنة جديدة، ويستعمل حدسه الطبيعي للبقاء.
وأخيراً لنتساءل من الحمار او الحمير؟.. اهم الذين أتاهم كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- فيجادلون ويفترون ويفضلون القوانين الموضوعة على القوانين الإلهية؟ الذين يتبعون خطوات الشياطين أم الحمار الذي يرتفع نهيقه كلما رأى الشياطين؟ الذي صدأ سلاحهم، فلم يعودوا يستخدمونه، أم الحمار الذي يستخدم أرجله الخلفية للرفس حين يهدد أمنه أحد؟ من يدخن التبغ والمخدرات أم الحمار الذي يأكل الأعشاب والنباتات، فإذا اقترب من شجرة التبغ لم يأكل منها؟..