تخيل أنك تأكل سندويش ولكن مصدرها ليس حيواني، بل لحمة اصطناعية بديلة عن اللحم الحيواني وبنفس المواصفات، هذا ما يسعى اليه العلماء. فقد تمكن فريق هولندي من الباحثين من إنتاج أول شريحة لحم بقر مصنوعة من الخلايا الجذعية في عام 2013، رغم أنها كانت جافة وبدون طعم، ولكن نفس الفريق عمل منذ ذلك الحين على تحسين المنتج. ويأتي ذلك بعد استخدام الهندسة الوراثية لإنتاج لحوم اصطناعية في المختبر من خلال استنبات أنسجة من لحوم البقر، حيث قام المعمل بإنتاج أول قطعة همبرجر سنة 2013، والتي بلغت تكلفتها 380 ألف دولار بغرض تخفيف استنفاذ موارد الأرض وتجنب الانتهاكات ضد الحيوانات التي تربى للحومها، فضلا عن استهلاك الماء بكثرة في إنتاج اللحوم وانبعاثات الكربون الهائلة نتيجة تربية المواشي.. فمن المعروف أن صناعة اللحوم تستهلك الكثير من موارد الأرض وخاصة منها الموارد الطبيعية، لذلك يعتقد البعض أن الاستغناء عن الحيوانات كمصدر للحوم يمكن أن يكون مفيدا جدا، حيث يعمل العديد من العلماء في العالم على الخلايا الجذعية في محاولة، لصنع شيء قريب من شريحة لحم حقيقية. اليوم، مارك بوست وفريقه مقتنعون بأنه سيكون من الممكن تقديم هذا النوع من اللحوم للجمهور في غضون 5 سنوات، وللقيام بذلك، أسس شركة Mosa Meat، وفي البداية، سيتم إنتاج هذه البرغر الشهيرة "حسب الطلب"، ولكنها ستنتهي في أرفف السوبر ماركت في أقرب وقت، وحينها سيرتفع الطلب وتنخفض الأسعار. وليست هناك أثمان محددة حتى الآن، ولكن فريق الباحثين أعلن أنه تمكن من خفض السعر إلى 11 دولارا للبرغر الواحد، وهذا ليس سيئا. ويبقى السؤال الأبدي: هل هذا اللحم له نفس طعم اللحم العادي ونفس تماسكه؟ من خلال دمج الدهون والحديد كما يفعلون الآن، يبدو أن كل شيء ممكن، ولكن هل ستجرؤ على تناوله؟ شيء واحد يتفق عليه جميع العلماء، وهو ان نمو اللحم بالطريقة الطبيعية هو الحل الاكثر فعالية . ولكن هؤلاء العلماء يريدون خلق مصدر آخر لانتاج اللحوم ليس له أي علاقة بالأبقار أو المزارع. اللحم الاصطناعي من الناحية النظرية يمكن أن يكون البديل الاساسي عن اللحم الذي نأكله الآن والذي مصدره الحيوانات، ويؤكد العلماء انهم سيقومون بتطوير لحوم بنكهات الخنزير يمكن ان تصبح متوفرة بعد عشر سنوات على الاقل..