شاحنات مقطورة وسيارات أجرة، انضمت يوم أول أمس إلى المسيرة التي دعت إليها جمعية السلامة للنقل المزودج، تضامنا مع رجال الدرك الملكي بالقليعة بإنزكان، بعد المواجهة التي باشروها مع عصابة السطو السلب والنهب وانتهت بإطلاق الرصاص على واحد منهم واعتقال اثنين يوم السبت الماضي. مهنيو النقل توقفوا عن العمل لحشد عرباتهم في مسيرة جرارة نحو مقر مركز الدرك الملكي بالقليعة، معبرين من خلال شعاراتهم عن كامل التضامن مع رجال الدرك، الذين كانوا في مواجهة مباشرة مع عصابة دخلت القليعة وشرعت في سلب المارة والتجار أموالهم، فأصابت بعضهم، كما أصابت دركيا عند توقيفهم، وكان زعيمهم قاب قوسين من شرملة عنصر من الدورية، فاضطر لاستعمال سلاحه الوظيفي وتسبب الجرح في وفاة المهاجم بعد وصوله المستشفى الاقليمي بإنزكان. أحمد الرامي رئيس جمعية السلامة للنقل المزدوج ببلدية القليعة، الذي يشغل صفة نائب لرئيس البلدية يؤكد أن الجمعية دعت لهذه الوقفة للتضامن مع الدرك الملكي وللتعبير لهذا الجهاز بأن الساكنة تثمن المجهودات التي بذلت، إلى جانب المطالبة بالأمن وتحفيز عناصر مركز الدرك الملكي على مزيد من العطاء للقضاء على حالات الإجرام التي تعرفها هذه المنطقة. مسيرة تأتي بعد وقفات تضامنية متتالية عرفتها هذه الأيام منطقة القليعة منها وقفة الشاحنات، وأخرى من تنظيم سيارات الأجرة تنسيقية أكادير الكبير، كما نظمت ساكنة حي العرب بالقليعة وقفة مماثلة قبالة مركز الدرك، وقد مكنت هذه الأشكال من خلق وعي جماعي لدى الساكنة يتوحد حول مواجهة كل اشكال الإجرام عوض الاكتفاء بالتفرج، كما قدمت دعما معنويا لرجال الدرك أشعرتهم بأنهم ليسوا وحدهم معنيين بالقضية الأمنية، وأن الساكنة تثمن هذه المجهودات والتضحيات، وما وقفاتها ومسيراتها إلا اعتراف بشهامة رجال واجهوا السيوف بدمائهم، واستعملوا السلاح في آخر المواجهة مضطرين لا مخيرين. وكانت أسرة زعيم العصابة بثت شريط فيديو عبر اليوتوب تطالب خلاله بفتح تحقيق في ظروف إطلاق النار على ابنهم، الشريط صور بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي إنزكان ويظهر من خلاله غياب الساهرين على الأمن بالمستشفى والأطر، حيث عمد المصور المرافق للأسرة إلى تصوير القتيل، وثلاجة المستشفى تفتح وتغلق من قبل المحتجات، مع تصوير جثة مجهولة مغطاة فوق طاولة لم تجد بعد ثلاجة تحفظها من التعفن. إدريس النجار