وقع ضحيتين في شراك النصب والاحتيال حبكها شخص إسباني الجنسية من مواليد 1982 يقطن بحي السلام بسلا، كان تعرف إلى وسيط مغربي من مواليد 1965 يقطن بمدينة القنيطرة لكنه ابن مدينة سلا، من أجل الترويج لعروض عقود عمل وتهجير الحالمين الذين يرغبون في إيجاد عمل بأروبا، بحسب مضمون الشكاية التي كان تقدم بها ضحيتان إلى النيابة العامة لابتدائية سلا، والتي تستهدف الجنسين معا، مقابل تقديم مبالغ مالية لمواطن إسباني. هذا الأخير الذي قام بزيارات متعددة إلى المغرب قبل أن يستقر بحي السلام بمدينة سلا، حيث تعرف على وسيط السالف الذكر، يستدرج له الضحايا الراغبين في الحصول على تأشيرة للسفر نحو الديار الأروبية، ومن تمة انطلقت عمليات التواصل مع العديد من الضحايا للغرض ذاته، حيث استدرج الوسيط ضحيتين بمدينة سلا، واتفق معهما على مبالغ مالية من أجل الحصول على تأشيرة وعقود عمل بإسبانيا، وهو الأمر الذي سارع الضحيتين إلى تنفيذه دون تردد لأنهما من عداد الحالمين بالعمل خارج الوطن الأم، مقابل دفعة مالية قد تصل إلى 60 آلف درهم، يتوصل بها الوسيط عن طريق وكالة "ويسترن ينيون"، لكن حبل الكذب قصير وستنكشف كل خيوطه بعدما تأكد للضحيتين عندما تسلم جواز سفرهما أن التأشيرتين اللتين حصلا عليها مزورتين، ومنذ ذلك الحين انقطع التواصل معهما كما كان الشأن بينهما من قبل، لحظتها أحس الحالمان أنهما وقعا في شراك النصب والاحتيال، ما دفعهما إلى الإسراع بتقديم شكاية في النازلة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسلا. وخلال الاستماع إلى إفادة احد الضحايا، أكد ما ورد في الشكاية المحالة على المصالح الأمنية المختصة، وبناء على المعطيات سالفة الذكر، باشرت فرقة تابعة للشرطة القضائية لأمن بسلا تحرياتها، حيث استطاعت أن تتلمس الخيوط الأولى لفك شفرة هذا الملف الشائك، بعد أن توصلت إلى عنوان المتهم الإسباني الجنسية بإرشاد من أحد الضحايا بمدينة سلا، ومن خلاله إلى هوية الوسيط الذي تحول إليه المبالغ المالية عبر وكالة خاصة لتحويل الأموال، بطلب من الإسباني. ويتبن من خلال الاستماع إلى أقواله أنه تعرف على الإسباني واتفق معه على خطة عمل تعتمد على استدراج الضحايا الراغبين في الحصول على تأشيرة إلى الخارج وإنجاز عقود عمل بها، وانطلقا في تنفيذ خطتهما إلى أن وقع في شراك الشرطة القضائية بسلا. واعترف أنه كان يلعب دور الوساطة في النصب والاحتيال معه على بعض الضحايا المهووسين بالبحث عن عقود عمل خارج أرض الوطن، مقابل حصوله على مبالغ مالية متفاوتة من ملف لآخر، في حين أن المتهم الرئيسي لم يجد بدا من الاعتراف أنه كان ينصب على ضحاياه من خلال إعداد تأشيرات مزورة بمساعدة إسباني آخر بالسفارة الإسبانية بحسب تصريحه. المتهم الرئيسي وشريكه، أحيلا في حالة اعتقال بداية الأسبوع الجاري على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بسلا، للنظر في صك الاتهام الموجه إليهما المتعلق بالتزوير واستعماله، المشاركة والنصب، والإقامة غير الشرعية إدريس بنمسعود