يبدو أن ماكان يعتقد أنه مجرد زلة لسان لوزير الخارجية الجزائري، أو سقطة تحت تأثير شيء غير طبيعي، لم يكن كذلك، بل هو أمر مخطط له ومدروس، وفق تصريح جديد لرئيس الحكومة الجزائرية أويحيى. ففي تصريح للقناة الإذاعية الثالثة، قال الوزير الأول أحمد أويحيى إن «حزب التجمع الوطني الديموقراطي هو حزب جزائري، و في كل مايتعلق بالجزائر ومواقفها إزاء الخارج نحن مع حكومتنا مئة بالمئة، وإذا كان جيراننا مستاؤون ، فهذا أمر غير مهم». وبهذا التصريح يكون النظام الجزائري قد كشف عن نيته تصعيد خلافه مع المغرب، وبين عن وجود رغبة حقيقية لتصدير أزماته الداخلية، التي يبدو أنها استحكمت ولم يعد لها حل، سوى البحث عن قضية يتم بها إلهاء الشعب الجزائري، عن مشاكله الداخلية. وكان أويحيى قد كشف أمام البرلمان أن الوضع المالي في الجزائر وصل حدا لايطاق، وقال بالحرف إن «الموس وصل للعظم»، في تعبير عن عدم وجود أفق حقيقي لحل الأزمة المالية والاقتصادية، لدرجة أنه كشف عن عدم قدرة البلاد دفع أجور الموظفين، سوى عبر بوابة طبع أوراق نقدية دون آن يكون لها رصيد حقيقي. وتوقع عدد من المحللين أن تدخل الجزائر في دوامة أزمة حقيقية قد تقود البلاد نحو الهاوية، وهو أمر بدا واضحا من خلال تصريحات قادة النظام، المتشنجة والتي تبحث عن شماعة تقيهم شر غضب الجزائريين.