سابقة هي ان يخرج احد الصحراويين من المخيم متجها الى عواصم اوروبية ليكشف المستور و يعلن بكل موضوعية و تجرد عن حالات القتل خارج القانون و التنكيل و التعذيب و حالات لا تحصى من العبودية و الاهانة. فالبوليساريو و هي ماهي عليه من الغطرسة و المكابرة لم تكن تظن ان الامر سيكون بهذا الحجم فشهادة الناشط و المعتقل السابق فاظل بريكة بالامس في العاصمة السويسرية جنيف، على هامش الدورة الثالثة و الاربعين لمجلس حقوق الانسان، قد عزلت البوليساريو و الجزائر في الزواية حقا و وضعت النقاط على الحروف و حملت كل ذي مسؤولية مسؤليته. و بصوت مرتفع قال الفاظل ان كل التجاوزات المرتكبة في تندوف تتحمل مسؤوليتها الجزائر ولا احد غيرها فهي وحدها من يجب محاسبتها متهما في نفس الوقت المخابرات الجزائرية بتعذيبه و اختطافه و تعريضه لاشد انواع الإستنطاق طيلة الخمسة اشهر الاخيرة من السنة الفارطة . خرجة فاظل بريكة اربكت حقوقي البوليساريو الذين وجدوا انفسهم وجه لوجه مع معطيات لا يمكن نكرانها و اثار تعذيب لا يزال جسد المعتقل بريكة محتفظا بها فلم يجدوا غير العروب بُداً و التسليم للأمر الواقع فما ترتكبه البوليساريو من اخطاء ضد الانسان لم يعد الكذب و الطلاء على الوبر كافيا لتغطيته. و في ملف ضحايا سجن الرشيد السئ السمعة و الذكر شاركت الحقوقية من المخيمات لمعدلة محمد سالم زروگ بإسم الضحايا و ذويهم و اوضحت ان ما وقع في الرشيد كان على يد ضباط سامون من الامن العسكري الجزائري و انه الى حد الساعة لم يتم جبر ضرر اي ضحية بل ان البوليساريو و الجزائر لا زالوا يتنكرون لبعض الضحايا و اوضحت زروگ انها و رفاقها مستمرون في معركة فضح قيادة البوليساريو و اساليبها البالية في إدارة المخيمات و التي راح ضحيتها جندي في جيش الجبهة الاسبوع الفارط بعد احتجاجات وصفت بالعارمة و الاولى من نوعها خصوصا انها تزامنت مع ذكرى اعلان جمهورية البوليساريو السراب و الوهم . المعارك الحقوقية الاخيرة فتحت اعين العين العالم على حقيقة ما يجري بالمخيمات من تجاوزات كانت البوليساريو و الدبلوماسية الجزائرية الى وقت قريب تعتبرها مجرد دعاية مغربية مغرضة و لا تمتلك شهود عيان على ما يروج له الا ان انفجار الوضع و تدهور اوضاع حقوق الانسان بتلك البؤرة جعلت العالم بجميع مستوياته يعرف من كان يكذب و من كان يدعو العالم لانقاذ ساكنة المخيم.