بهدف المساهمة في دعم تنفيذ سياسة عمومية مندمجة لفائدة الشباب و تحسين نوعية حياتهم ، لا سيما الشباب في وضعية إعاقة منهم ، أطلقت منظمة OVCI la Nostra Famiglia (منظمة إيطالية) و الشبكة الوطنية للتأهيل المجتمعي (RBC) وجمعية كاسا لحنينا . بتمويل مشترك مع الاتحاد ألأوروبي في إطار برنامجه الداعم للمجتمع المدني، مشروع "الشباب كرافعة للتنمية الدامجة بالمغرب" بدعم من هيئات عدة منهم: المجلس الإقليمي لتيزنيت ،معهد أوجينيو ميديا العلمي ،الجمعية المغربية للإعلام والاتصال AMIC ،الرابطة الإيطالية Amici di Raoul Follereau (AIFO). المشروع تم إطلاقه في أربعة جهات بالمملكة هي الدارالبيضاء-سطات، جهة الشرق ، جهة سوس ماسة و جهة طنجهتطوان-الحسيمة ،و تم في مرحلته الأولى تحديد مائة شابة وشاب مغربي خضعوا لتكوينات من طرف خبراء مغاربة وايطاليين ، تم خلالها إكسابهم مهارات خاصة لمصاحبة ألف طفل وشاب في وضعية إعاقة في مسار تحقيق مشروع حياتهم الإرادي . وحسب بلاغ توصلت به الجريدة ، مكن هذا المشروع هؤلاء الشباب الراغبين في الانخراط التطوعي في دينامية جماعتهم من مرافقة الأطفال والشباب في وضعية إعاقة وأسرهم في عملية تأهيلهم الرامية الى إندماجهم في المجتمع وإيجاد مكان لهم، في الحياة الاجتماعية ، الاقتصادية لمجتمعاتهم المحلية وذلك من خلال إعمال و نشر الممارسات الجيدة التي وضعتها منظمة الصحة العالمية في استراتيجية التأهيل المجتمعي (RBC)، المنفذة في مناطق عدة من العالم فيما يتعلق بمشاركة الشباب في أوراش التنمية الدامجة لمجتمعاتهم المحلية. هذه الاستراتيجية التي بحسب منظمة الصحة العالمية، RBC " تهدف إلى تحسين نوعية الحياة للأشخاص في وضعية إعاقة وأسرهم بالاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية وضمان مشاركتهم وإدماجهم في المجتمع بتسخير طاقة الشباب المحلي . ويضيف البلاغ أن الشباب القريب من مكونات المجتمعات المحلية بما فيها أسر الأشخاص ذوي الإعاقة ، وبفضل إطلاعه التام على مشاكل مواطنيه في حياتهم اليومية وتشبعه بالثقافة المحلية ، يجعل استثمار حيويتهم في الدفع بعجلة التنمية الدامجة لكل الفئات المجتمعية غاية في الأهمية حيث يحقق هدفين في الآن نفسه ، فالشباب بتكوين بسيط في مجال الإعاقة والتعامل السليم معها يتم تحويلهم الى "خبراء محليين" في الإعاقة وبذلك يجد هؤلاء الشباب درب عطاء و منفذا لخدمة مجتمعهم ما يؤدي إلى الرضي وتحقيق الشعور بالإفادة والبذل وخدمة الأخر. والأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم يجدون بجانبهم أشخاص من مجتمعهم يزورونهم يساعدونهم يوجهونهم ويهتمون بهم ، مما يجعل الأسر تحس أنها ليست وحدها في مواجهة الإعاقة و ما يترتب عنها ، ويجعل الشخص المعاق نفسه يحس بتثمين إجتماعي لتواجده فسؤال شخص خارج الآسرة عنه وتخصيص وقت له وله فقط يشعره بإعادة الاعتبار لشخصه و يحسن موقعه ضمن الأسرة ويغذي الثقة في النفس لديه وينشط الرغبة في تحسين مستوى مشاركته في المجتمع ما يعزز جهود تحسين الوضعية والرفع من استقلاليته من خلال النصائح والمرافقة التي يؤمنها هؤلاء الشباب للأشخاص ذوي الإعاقة في ولوجهم للخدمات التأهيلية المحلية على بساطتها. وسجل المسيرون ،أن المشروع قد نجح في تعبئة مائة شابة وشاب بمختلف الجهات التي شملها ، والذين تحولوا بعد تكوينهم الى متطوعي RBC وفاعلين حقيقين للتغيير بالمرافقة لفائدة الأشخاص في وضعية إعاقة كما تم تعبئة 100 مهني مختص في الإعاقة بنفس الجهات و 80 إطارا جمعويا من 51 جمعية من المناطق المستهدفة – فيما استهدفت 16 مؤسسة عامة معنية بالإعاقة من أجل إذكاء الوعي والاهتمام بالشباب في وضعية إعاقة من قبل صانعي القرار والساكنة على حد سواء. كما أن الإستنتاجات من الأنشطة التي تمت في إطار مشروع" الشباب كرافعة للتنمية الدامجة بالمغرب " مع متطوعي برنامج التأهيل المجتمعي سيتم رسملتها وترصيد معطياتها لفائدة المتدخلين المحليين في مجال الإعاقة بشكل يمكن من الوقوف على الاكراهات الميدانية لاشتغال المتطوعين في مجال الإعاقة والإشكالات المرتبطة بها وكيفية التغلب عليها .الى جانب تبويب الممارسات الفضلى التي يقف المتطوعون على نجاعتها و بإمكانها إغناء المخزون المعرفي لصياغة روزنامة عمل ميداني لمتطوعي البرنامج مستقبلا بالعالم القروي . أيضا ساهم إنخراط الشباب في هذه المبادرة في تعزيز مكتسبات المتطوعين الشخصية من حيث التعلمات الفعلية والتجارب الحياتية الداعمة لشخصيتهم وقدرتهم على لعب دور اجتماعي ناهض بالتنمية المحلية الدامجة عامة والتنمية القروية خاصة ، بمقاربة مؤسسة على إستحضار حقوق كافة الفئات المجتمعية المهددة بالإقصاء والتهميش في السياقات التنموية الجارية . كما أن لقاءات التقاسم وتبادل الافكار والمعطيات طيلة مدة المبادرة/ المشروع مكنت من تحديد الاكراهات الميدانية ذات الاولوية التي يرى المتطوعون أنها تؤثر و تحد بشكل كبير من نجاعة تدخلات الفاعلين التنمويين من قبيل ضعف الاستجابة لدى بعض الأسر النابعة من نظرتهم السلبية تجاه إعاقة أطفالهم وعدم إيمانهم بقدراتهم. و تواجد أغلب الحالات بالمناطق النائية ما يصعب التنقل وانتظام زيارات المتدخلين .كما سمحت إستراتيجية العمل هذه من تمكين المتطوعين من مهنيي الإعاقة من التعرف على طرق مغايرة للاشتغال "الاشتغال وسط الأسرة وإدماجها في العملية التأهيلية مباشرة" فضلا عن تعلم مهارات مهنية مفيدة" الإنصات" "الإقناع " والإحساس الايجابي بكون متطوع RBC موضع ثقة وتقدير الأسر و الاطلاع على المعيش الواقع للأسر و الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية المؤثرة والمتأثرة بالإعاقة. وشدد البلاغ ،أن تملك استراتيجية التأهيل المجتمعي من قبل الشباب الذين استفادوا من المبادرة/المشروع سيمكن لا محالة من الإقتراب أكثر من إلتقائية ناجعة في الجهود لمبذولة في مجال التنمية الاجتماعية المحلية عامة وقضايا الاعاقة خاصة في علاقاتها مع المحيط ومختلف مكونات المجتمع المحلي بشكل يفضي الى إستجابة وتعبئة مجتمعية حول تأهيل الأطفال في وضعية اعاقة وإدماجهم في المجتمع بنهج حقوقي يضمن ولوجهم لحقوقهم المتأصلة إسوة بأترابهم ، الشيء الذي يعتبر جزء من هدف أكثر شمولية و هو الوصول لمجتمع دامج وعادل .