مع مرور الأيام بدأت تتضح للمتتبعين وللرأي العام المحلي على الأقل حقيقة التستر وراء ما سموه بالقرية الريفية وإن كنا لا ننتقص من مجهودات أخينا ماسين في السهر على إنجاح هذه المبادرة التي تذكرنا بالتراث الأمازيغي ، لكن لست أعلم إن كان الأخ ماسين كان ذكيا كما تعودنا فيه ذلك دائما أم تم " تصييده " من طرف ذوي النيات السيئة ؟ أقول هذا لأن القرية الريفية قيل للرأي العام بأنها ستظل مفتوحة من 15 غشت المنصرم إلى غاية 30 من سبتمبر الحالي ، بينما فوجئنا مع مستهل الشهر الحالي بسحب " الحمار " الذي كان متواجدا في القرية وأصبحت مهجورة ، بينما ظلت المقهى – وهذا هو بيت القصيد – والتي تم تفويتها لأحد أصدقاء رئيس المهرجان المتوسطي في نسخته الرابعة " المبهدلة "مفتوحة إلى غاية ساعات متأخرة من الليل يوميا وسيارة الهلال الأحمر المغربي راكنة عند الباب والملك العام يتم استغلاله بهذه الطريقة البشعة وباسم " القرية الريفية " والمهرجان ككل. لا أعتقد أن الأخ ماسين كان سينخرط في هذا " التخلويض " لو كان يدركه سابقا، لأنه حريص على الحفاظ على مصداقيته كواحد من المنتمين للحركة الثقافية الأمازيغية وليس من الذين تزاحموا على سيدتهم " مريم فارس " لالتقاط صور معها وتعجبهم لهم أنفسهم والسرور باديا على أوجههم ، لكن دسائس " المحنكين " في التخلويض كانت أقوى من حسن نية الأخ ماسين فوقعت مبادرته في مأزق واتضح أن المستفيد الوحيد منها هو من يستغل المقهى والمطعم، وبعد الضجة التي أحدثتها هذه الفضيحة وتحرك جمعيات ومنظمات مدنية للاحتجاج لدى السلطات الإقليمية ولإنقاذ ماء الوجه ، تحرك بعضهم قبل يومين صوب القرية الريفية لإعادة الحياة إليها ولا أدري أين عثروا على بائع أحذية ليعرض كمشة من الأحذية وسط القرية المهجورة وبهذا يكون هؤلاء يضحكون على ذقون الناس ... وفي الوقت الذي كان على رئيس المهرجان أن يراجع تصرفاته ، واصل أخطاءه القاتلة وصب جام غضبه على المذيعة المقتدرة والمعروفة عند متتبعي الإذاعة الوطنية الأمازيغية ولدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج الزميلة أمينة شوعة بعد رفضها – احتراما لمهنيتها ولمصداقية ما تقدمه للمستمعين – أن تكون لقمة سائغة في فم هذا الرئيس وزبانيته من الفاشلين ، واتضح أن رئيس المهرجان له مفهوم خاص واستثنائي في التواصل ،فهو يعني الإنكفاء على الذات ونهج سياسة الإنتقائية من أجل غايات وأهداف محددة تحركها حسابات وخلفيات مكشوفة ومشجعة من طرف السلطات الإقليمية حيث أصبح مدير ديوان العامل هو في الحقيقة مدير ديوان رئيس المجلس الإقليمي ، فمنه يتلقى التعليمات ولعل حرمان الإذاعية أمينة شوعة من مقابلة عامل الإقليم تشكل واحدة من هذه التعليمات .. لقد نجح رئيس المهرجان المتوسطي في نسخته الرابعة في أن يشوه مفهوم التواصل ويقلبه رأسا على عقب ، ويضفي عليه لمسة من البشاعة والغموض والريبة والشبهة ويصف ضيوف برنامج إذاعي محترم تقدمه الإذاعة الوطنية الأمازيغية ب " الشماكرية " بينما هو كان واحدا من ضيوف نفس البرنامج كما توضح الصورة المرفقة بهذه الحلقة ولا ندري هل يدخل هو الآخ ضمن هذه التسمية التي أطلقها على الضيوف أم هو معفي منها؟ إن ما أقدم عليه رئيس المهرجان المتوسطي تجاه الزميلة أمينة شوعة وما قام به بعض زبانيته ضد وجه إذاعي آخر من الإذاعة الوطنية الأمازيغية الزميل ميمون الرزاقي الذي كان إلى جانب زميلته أمينة شوعة ناجحا في تغطية النسخ الثلاث من المهرجان المتوسطي ، وحرمان الزميلة من حق مقابلة عامل الإقليم هو أمر لا يسيئ إلى أصحاب هذه الفضائح وإنما يسيئ أيضا إلى الإقليم ولساكنته ككل .. إذا كان الرحموني قد اختار أن يكون رئيسا للنسخة الرابعة من المهرجان وينهج هذا النمط الغريب والشاذ في التواصل ، قد جاء الى المهرجان ليستفرد بما يساير مزاجه وحساباته المفضوحة ، فإن المهتمين بالمجال الثقافي والإعلامي مطالبون بتحديد مواقفهم وعلى صاحبنا أن يعرف أن من يريد أن يقدم الجديد المفيد لمدينته ولساكنتها ، لا يمكن أن يرفع شعار الانغلاق وتوزيع الاتهامات على الكفاءات الإعلامية الأمازيغية وتسخير مرافق تجارية أقيمت باسم المهرجان ، لأصدقاءه .. ضوابط وشروط وقواعد التواصل معروفة السي الرحموني ، لكن أنت تريد أن تتعامل معها " بمنطق" من أجاب حين سئل " هل تفهم في العلم ؟ " فأجاب " أفهم الزيادة فيه " وإلى الحلقة الخامسة بإذن الله وقوته