انطلقت اليوم الأحد بقلعة امكونة بإقليم تنغير فعاليات الدورة الثانية للملتقى الدولي لقصبة الفنان، وذلك بمشاركة أزيد 100 فنان تشكيلي يمثلون حوالي 30 دولة . ويهدف هذا الملتقى، المنظم إلى غاية 5 أكتوبر المقبل بمبادرة من قصبة الفنان وجمعية فناني القصبة، إلى الإسهام في خلق تواصل دولي ووطني ومحلي بين الفنانين التشكيليين، بالإضافة إلى خلق فضاء لتبادل الخبرات والتجارب بين الفنانين التشكيليين من مختلف أقطار العالم. ويروم هذا الملتقى، أيضا، نشر ثقافة التسامح والتقارب بين الشعوب وإبراز المقومات السياحية والثقافية التي تزخر بها هذه المنطقة، علاوة على المساهمة في تنشيط هذه المنطقة وجعل الفن وسيلة ثقافية وتنموية هامة لإشعاع الإقليم. وأكد مدير هذا الملتقى، السيد نور الدين التباعي، بهذه المناسبة على أهمية التي تكتسيها هذه التظاهرة في تبادل التجارب والخبرات ما بين الفنانين المشاركين، والتي ستتيح الفرصة للفنانين المحليين من الاحتكاك والاطلاع على تجارب الدولية في هذا الميدان. وبعد أن ذكر أن الفن يعتبر جزء من الحياة المدنية للإنسان، أوضح السيد نور الدين التباعي أنه رغم حداثة مؤسسة قصبة الفنان فقد كرست جهودها لتنظيم الملتقى الدولي لقصبة الفنان باعتباره وسيلة لتحقيق الأهداف التي سطرتها الدولة في تفعيل الدبلوماسية الثقافية. ومن جهته، أبرز عامل إقليم تنغير السيد الحسن أغجدام أن هذا الملتقى يشكل منبعا للمشاريع الإبداعية لشباب الإقليم ونقطة لربط علاقات ثقافية وفنية مع فاعلين وطنيين وأجانب قصد تبادل الخبرات وإثراء الرصيد المعرفي والفني، مشيرا إلى ضرورة استحضار الأهداف النبيلة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تتيح فرصا مهمة للشباب من اجل إبراز مواهبهم وطاقاتهم، مما يمكن من فتح المجال لهذه الفئة من المجتمع قصد تحسين ظروفها الاجتماعية ودفعها إلى الإبداع والإقدام على المشاريع الهادفة. وأوضح أن ما يشعر به الفنان الأجنبي حين زيارته للمغرب، يجعل من المملكة مكانا للفنون الجميلة التي تحمل في جعبتها أصدق رسالات التعايش السلمي، مؤكدا أن مثل هذه التظاهرات من شأنها توثيق العلاقات الثقافية بين جميع الفنانين التشكيليين والشعوب أيضا، فضلا عن التعريف بالموروث الثقافي للمملكة . وأشارت تدخلات عدد من الفنانين المشاركين إلى أن هذا الملتقى يشكل فضاء فريدا من نوعه للالتقاء بين عدد مهم من الفنانين من عدة دول لتلاقح الثقافات على الخصوص الفن التشكيلي الذي يعتبر فنا كونيا يعكس تحولات الشعوب وانطباعاتهم، بالإضافة إلى كون هذا الملتقى سيبقى راسخا في حياة هؤلاء الفنانين التشكيليين الذين سيستمتعون كثيرا بسحر وجمالية طبيعة هذه المنطقة وكرم سكانها. وتتضمن برنامج هذا الملتقى تنظيم معرض بالهواء الطلق للفنون التشكيلية، وندوة حول موضوع الفن والتراث، ولقاءات لمناقشة إعمال المشاركين، وورشات للمهتمين بهذا المجال لإبراز أهمية التربية الفنية.
