في إطار تسليط الضوء على المبادرات الشبابية المغربية في المهجر، أجرى موقع "القناة" حواراً خاصاً مع زكي مانشات، رئيس ومؤسس جمعية الشباب المغربي الموهوب في العالم (JTMI)، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى دعم وتطوير المواهب المغربية المقيمة بالخارج، وخاصة في المجال الرياضي. هذه الجمعية، التي وُلدت من روح الانتماء وحب الوطن، تسعى إلى خلق جسور متينة بين الكفاءات المغربية في الخارج ومؤسسات الوطن، من خلال برامج التأطير، التكوين، والمواكبة المهنية. من خلال هذا الحوار، يتحدث حوار مع زكي مانشات، الرئيس المؤسس لجمعية "المواهب المغربية الشابة بالخارج" (JTMI)، عن تجربته الشخصية ومساره المهني، وظروف تأسيس الجمعية وأهدافها المستقبلية ضمن رؤيتها الممتدة إلى أفق 2030، كما يتطرق إلى النجاحات التي حققتها الجمعية في وقت وجيز، والتحديات التي تواجهها، معبّراً عن طموحه في جعل المغرب منصة قارية لتأطير المواهب الرياضية وتثمين طاقات شبابه داخل الوطن وخارجه. فيما يلي نص الحوار: 1- بدايةً، حدّثنا عن نفسك وعن مسارك المهني. اسمي زكي مانشات، وأنا الرئيس المؤسس لجمعية المواهب المغربية الشابة بالخارج (JTMI)، التي كانت تُعرف سابقاً باسم جمعية المواهب المغربية-الفرنسية (AJTFM). أنا شغوف بكرة القدم منذ صغري، واشتغلت لأكثر من عشر سنوات في المجال الرياضي للهواة، حيث توليت عدداً من المهام الإدارية من بينها رئيس مؤقت لأحد الأندية. هذه التجربة الميدانية مكّنتني من الاقتراب أكثر من اللاعبين الشباب، وفهم واقعهم وطموحاتهم واحتياجاتهم. كما كان لمساري الدولي أثر كبير في توسيع رؤيتي، خاصة بعد مشاركتي في ندوة بدبي حول مهن كرة القدم، حيث حظيت بفرصة لقاء أسماء بارزة مثل لويس فرنانديز، سوني أندرسون، ستيف سافيدان، المدرب ميدّي دبي، وإيريك أولاتس. هذه التجربة ألهمتني لإنشاء إطار مؤسساتي يُعنى ب مواكبة وتكوين وإبراز المواهب المغربية الشابة في الخارج. 2- كيف وُلدت فكرة إنشاء الجمعية؟ وما كانت أهدافها الأولى؟ انبثقت الفكرة من ملاحظة بسيطة لكنها عميقة: هناك عدد كبير من الشباب المغاربة مزدوجي الجنسية في فرنسا وأوروبا يمتلكون مؤهلات كبيرة، لكنهم يفتقرون إلى المواكبة، والاعتراف، والتأطير المهني. وكان الحدث الذي شكّل الشرارة الحقيقية لهذه المبادرة هو الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي في كأس العالم 2022 بقطر، الذي بعث فينا جميعاً شعوراً بالفخر والمسؤولية، ودفعني إلى المساهمة بطريقتي الخاصة في هذه الدينامية الوطنية الإيجابية. من هنا تأسست أول نسخة من جمعيتنا تحت اسم JTFM (المواهب المغربية-الفرنسية الشابة)، قبل أن تتحول إلى JTMI (المواهب المغربية الشابة بالخارج). ومع النجاحات المتتالية التي حققتها المنتخبات الوطنية، سواء في كرة القدم أو كرة القدم داخل القاعة (الفوتسال)، قررنا توسيع نطاق عملنا دولياً وتعزيز هيكلنا التنظيمي. هدفنا الأساسي لم يتغير: توفير إطار مهني وإنساني متين لاكتشاف المواهب المغربية بالخارج، ومواكبتها وتأهيلها، وتعزيز ارتباطها بوطنها الأم. 3- كيف كانت بدايات الجمعية؟ وكيف استقبلتها الجالية المغربية؟ كانت الانطلاقة مدروسة ومُحكمة التنظيم. فحتى قبل التأسيس الرسمي، خصصنا أكثر من خمسة أشهر من العمل التحضيري لاختيار الاسم والشعار وتشكيل المكتب الإداري ومجلس الإدارة واللجان التقنية المتخصصة. وقد تم تأسيس الجمعية رسمياً في 6 فبراير 2024، في خطوة رمزية جسّدت بداية مرحلة جديدة لمشروع نحمله منذ سنوات. أما الظهور العلني الأول للجمعية فكان خلال التظاهرة الكبرى لاكتشاف المواهب، المنظمة يومي 8 و9 يونيو 2024 بباريس على ملاعب نادي مونتفرماي (FC Montfermeil). وشهد الحدث مشاركة أكثر من 150 شاباً مغربياً من مختلف أنحاء أوروبا، بحضور السيدة القنصل العام للمملكة المغربية، وتغطية إعلامية من القناة الأولى المغربية. وقد استقبلت الجالية المغربية هذا المشروع بكثير من الفخر والتقدير، معتبرة جمعية JTMI إطاراً جاداً ومنظماً يحمل أملاً جديداً للشباب المغربي في الخارج. 4- ما أبرز إنجازاتكم وشراكاتكم إلى اليوم؟ منذ تأسيسها، حققت جمعية JTMI تقدماً سريعاً وعدداً من الإنجازات الملموسة، من بينها: تنظيم فعاليات رياضية وتربوية، أبرزها تظاهرة اكتشاف المواهب لعام 2024، والمشاركة في مشروع "هدف واحد، شجرة واحدة" بمدينة ميسور بشراكة مع أكاديمية "إسبوار فوتسال". إحداث فريق عمل متعدد التخصصات يضم خبراء في مجالات الإعداد البدني، الدعم النفسي، القانون الرياضي، الطب، التكوين التقني، والتسيير الإداري. بناء شبكة دعم قوية تضم شخصيات رياضية معروفة مثل نصر الدين لارجيت ومصطفى الحداوي والسفيرة سميرة سطايل، الذين عبّروا عن ثقتهم ودعمهم للجمعية. هذه الإنجازات تؤكد مصداقية رؤيتنا ومتانة مشروعنا، وتعزز موقع الجمعية كشريك فاعل لدى المؤسسات الرياضية المغربية والدولية. 5- كيف تقيّمون تجربة الجمعية حتى الآن؟ وما أبرز التحديات التي واجهتموها؟ تجربتنا لغاية اليوم إيجابية ومشجعة للغاية. ففي فترة زمنية قصيرة، تمكّنا من تحريك طاقات شبابية مؤمنة بقدراتها وراغبة في المساهمة في إشعاع بلدها. أما أبرز التحديات، فتتمثل في ضعف الإمكانيات المالية واللوجستية، وفي ضرورة تعزيز التنسيق مع المؤسسات المغربية لتأمين استمرارية مشاريعنا. لكننا نعتبر هذه الصعوبات فرصاً للتعلم والتطور. فكل تحدٍّ بالنسبة لنا محطة لاكتساب الخبرة، وكل نجاح خطوة نحو بناء مؤسسة أقوى وأكثر تأثيراً واستدامة. 6- ما هي أهدافكم المستقبلية في إطار رؤية 2025-2030؟ تعتمد رؤية JTMI 2025-2030 على أربعة محاور استراتيجية: 1. هيكلة واحتراف عملية اكتشاف المواهب المغربية بالخارج ومواكبتها مهنياً. 2. إحداث أكاديميات ومراكز تكوين بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والجماعات الترابية، والقطاع الخاص. 3. توسيع نطاق العمل نحو القارة الإفريقية، وجعل المغرب منصة قارية لكرة القدم والفوتسال. 4. تعزيز التبادل الثقافي والتربوي والبيئي بين شباب المغرب والمهجر عبر مشاريع مثل "هدف واحد، شجرة واحدة". وتهدف هذه الرؤية إلى ترسيخ الاحترافية والاستدامة، والمساهمة في إشعاع المغرب دولياً من خلال شبابه ومواهبه. 7- ما الرسالة التي تودون توجيهها للمؤسسات المغربية وللشباب المغربي في الخارج؟ رسالتي الأولى هي رسالة شكر وثقة ووحدة. إلى المؤسسات المغربية، والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وإلى كل الفاعلين في الساحة الرياضية الوطنية والدولية، أقول: نحن نتقاسم نفس الرسالة، وهي خدمة الوطن من خلال شبابه. فدعم هؤلاء الشباب هو استثمار في مستقبل المغرب، في جيل طموح ومنضبط يحمل قيم بلده في كل مكان. أما رسالتي للشباب المغربي داخل الوطن وخارجه فهي: آمنوا بأنفسكم، واجتهدوا، وافتخروا بانتمائكم، وواصلوا العمل بثقة وطموح. لقد أثبت المغرب أن بالعزيمة والوحدة والإصرار يمكن تحقيق المستحيل. وحان الوقت لنتابع معاً كتابة فصول جديدة من قصة النجاح المغربية التي نعيشها جميعاً بفخر. img fetchpriority="high" fetchpriority="high" decoding="async" width="827" height="544" src="data:image/svg+xml;base64,PHN2ZyB2aWV3Qm94PScwIDAgMTAyNCA2NzQnIHhtbG5zPSdodHRwOi8vd3d3LnczLm9yZy8yMDAwL3N2Zyc+PC9zdmc+" class="attachment-large size-large lazyload" alt="زكي مانشات: جمعية "المواهب المغربية الشابة بالخارج" منصة حقيقية لاكتشاف وتأطير الجيل الجديد" sizes="(max-width: 827px) 100vw, 827px" data-srcset="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-1024x674.jpg 1024w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-300x197.jpg 300w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-768x505.jpg 768w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-1536x1011.jpg 1536w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-150x99.jpg 150w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-450x296.jpg 450w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-1200x790.jpg 1200w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI.jpg 1600w" data-src="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI-1024x674.jpg" / img decoding="async" width="800" height="333" src="data:image/svg+xml;base64,PHN2ZyB2aWV3Qm94PScwIDAgMTAyNCAxMDI0JyB4bWxucz0naHR0cDovL3d3dy53My5vcmcvMjAwMC9zdmcnPjwvc3ZnPg==" class="attachment-large size-large lazyload" alt="زكي مانشات: جمعية "المواهب المغربية الشابة بالخارج" منصة حقيقية لاكتشاف وتأطير الجيل الجديد" sizes="(max-width: 800px) 100vw, 800px" data-srcset="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI2.jpg 800w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI2-300x125.jpg 300w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI2-768x320.jpg 768w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI2-150x62.jpg 150w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI2-450x187.jpg 450w" data-src="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI2.jpg" / img decoding="async" width="827" height="620" src="data:image/svg+xml;base64,PHN2ZyB2aWV3Qm94PScwIDAgMTAyNCA3NjgnIHhtbG5zPSdodHRwOi8vd3d3LnczLm9yZy8yMDAwL3N2Zyc+PC9zdmc+" class="attachment-large size-large lazyload" alt="زكي مانشات: جمعية "المواهب المغربية الشابة بالخارج" منصة حقيقية لاكتشاف وتأطير الجيل الجديد" sizes="(max-width: 827px) 100vw, 827px" data-srcset="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-1024x768.jpg 1024w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-300x225.jpg 300w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-768x576.jpg 768w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-1536x1152.jpg 1536w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-150x113.jpg 150w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-450x338.jpg 450w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-1200x900.jpg 1200w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3.jpg 1600w" data-src="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI3-1024x768.jpg" / img loading="lazy" loading="lazy" decoding="async" width="768" height="1024" src="data:image/svg+xml;base64,PHN2ZyB2aWV3Qm94PScwIDAgNzY4IDEwMjQnIHhtbG5zPSdodHRwOi8vd3d3LnczLm9yZy8yMDAwL3N2Zyc+PC9zdmc+" class="attachment-large size-large lazyload" alt="زكي مانشات: جمعية "المواهب المغربية الشابة بالخارج" منصة حقيقية لاكتشاف وتأطير الجيل الجديد" sizes="(max-width: 768px) 100vw, 768px" data-srcset="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4-768x1024.jpg 768w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4-225x300.jpg 225w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4-1152x1536.jpg 1152w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4-150x200.jpg 150w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4-450x600.jpg 450w, https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4.jpg 1200w" data-src="https://www.al9anat.com/wp-content/uploads/2025/11/JTMI4-768x1024.jpg" /