بنكيران: "البيجيدي" هو سبب خروج احتجاجات "جيل زد" ودعم الشباب للانتخابات كمستقلين "ريع ورشوة"    الأقاليم الجنوبية، نموذج مُلهم للتنمية المستدامة في إفريقيا (محلل سياسي سنغالي)    نبيل باها: عزيمة اللاعبين كانت مفتاح الفوز الكبير أمام كاليدونيا الجديدة    اتحاد طنجة يفوز على نهضة بركان    مجلس الشيوخ الفرنسي يحتفل بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة    "أونسا" ترد على الإشاعات وتؤكد سلامة زيت الزيتون العائدة من بلجيكا    ست ورشات مسرحية تبهج عشرات التلاميذ بمدارس عمالة المضيق وتصالحهم مع أبو الفنون    الدار البيضاء تحتفي بالإبداع الرقمي الفرنسي في الدورة 31 للمهرجان الدولي لفن الفيديو    نصف نهائي العاب التضامن الإسلامي.. تشكيلة المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة أمام السعودية    المنتخب المغربي الرديف ..توجيه الدعوة ل29 لاعبا للدخول في تجمع مغلق استعدادا لنهائيات كأس العرب (قطر 2025)    كرة القدم ..المباراة الودية بين المنتخب المغربي ونظيره الموزمبيقى تجرى بشبابيك مغلقة (اللجنة المنظمة )    بعد فراره… مطالب حقوقية بالتحقيق مع راهب متهم بالاعتداء الجنسي على قاصرين لاجئين بالدار البيضاء    أيت بودلال يعوض أكرد في المنتخب    أسيدون يوارى الثرى بالمقبرة اليهودية.. والعلم الفلسطيني يرافقه إلى القبر    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    حصيلة ضحايا غزة تبلغ 69176 قتيلا    بأعلام فلسطين والكوفيات.. عشرات النشطاء الحقوقيين والمناهضين للتطبيع يشيعون جنازة المناضل سيون أسيدون    بين ليلة وضحاها.. المغرب يوجه لأعدائه الضربة القاضية بلغة السلام    توقيف مسؤول بمجلس جهة فاس مكناس للتحقيق في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الإثنين    مديرة مكتب التكوين المهني تشتكي عرقلة وزارة التشغيل لمشاريع مدن المهن والكفاءات التي أطلقها الملك محمد السادس    عمر هلال: اعتراف ترامب غيّر مسار قضية الصحراء، والمغرب يمد يده لمصالحة صادقة مع الجزائر    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الرئيس السوري أحمد الشرع يبدأ زيارة رسمية غير مسبوقة إلى الولايات المتحدة    أولمبيك الدشيرة يقسو على حسنية أكادير في ديربي سوس    شباب مرتيل يحتفون بالمسيرة الخضراء في نشاط وطني متميز    مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين في غارات إسرائيلية على جنوب لبنان    دراسة أمريكية: المعرفة عبر الذكاء الاصطناعي أقل عمقًا وأضعف تأثيرًا    إنفانتينو: أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي    "حماس" تعلن العثور على جثة غولدين    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأزمة المالية العالمية لن تؤثر على تطبيق البرنامج الإستراتيجي للمكتب الوطني للمطارات
«العلم » في حوار مع المدير العام للمكتب الوطني للمطارات
نشر في العلم يوم 23 - 04 - 2009

يعتبر المكتب الوطني للمطارات فاعلا أساسيا في التطور الاقتصادي والاجتماعي في بلادنا ، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني ، من خلال مساهمته في تطوير قطاع النقل الجوي بصفة خاصة ، وتحقيق التنمية الاقتصادية بصفة عامة. ولا شك أن ضمان نجاح مهام هذه المؤسسة يجب أن يكتسي طابعا استراتيجيا في توجهات الحكومة ، باعتبار الدور الأساسي الذي يمكن أن يقوم به المكتب في تطوير قطاع النقل الجوي ببلادنا ودعم القطاعات الاقتصادية المرتبطة به، ومن شأن هذا التوجه أن ينعكس يشكل إيجابي على المصداقية الدولية للمغرب إزاء المجتمع الدولي للطيران، ارتباطا بتدفق التيارات الدولية للنقل الجوي و ضمان سلامة الملاحة الجوية، وتوفير الأمن المطاري وجودة الخدمات. في هذا اللقاء تستضيف جريدة العلم عبد الحنين بنعلو المدير العام للمكتب الذي تحدث عن حصيلة هذه المؤسسة برسم سنة 2008 ، والأهداف المسطرة في المخطط الاستراتيجي الممتد من 2008 إلى 2012، ومدى تأثير الأزمة العالمية على استثمارات وأنشطة المكتب ، إضافة إلى مواضيع أخرى ..
في ما يلي نص الحوار:
***************
سؤال : السيد المدير العام، في البدء ماهي النتائج التي عرفها المكتب الوطني للمطارات في سنة 2008 ؟
جواب : سنة 2008 شهدت هي الأخرى استمرارا للنمو الذي بدأ منذ سنة 2004، فجميع المؤشرات الاقتصادية والمالية وكذا مؤشرات النقل الجوي تؤكد ذلك فرقم المعاملات بلغ سنة 2008 إلى 2 366 مليون درهم وكذا عدد المسافرين انتقل من ما يناهز 6 مليون مسافر سنة 2004 إلى حوالي 13 مليون في سنة 2008.
وقد بلغت العائدات التجارية 370 مليون درهم بنمو قدره % 53 مقارنة مع سنة 2007 وهو ما يرجع إلى نمو عائدات استغلال الأملاك العمومية التابعة للمكتب نتيجة لمختلف عمليات التوسعة التي خضعت لها المنشآت المطارية.
من جهة أخرى بلغت رسوم الطيران خلال سنة 2008 زهاء 1,9 مليار درهم، مقابل ما يناهز 1,7 مليون درهم السنة الفارطة وهو ما يمثل نموا قدره % 10.
وتبرز هذه الأرقام بالملموس نجاح المكتب في استراتيجياته المطبقة و وفي خياراته المعتمدة.
سؤال : صادق المجلس الإداري للمكتب في اجتماعه الأخير على برنامج سنة 2009، وعلى الميزانية السنوية، فما هي الأولويات بالنسبة لهذه السنة ؟
جواب : إن البرنامج المتعلق بسنة 2009 يدخل ضمن المخطط الإستراتيجي 2008-2012، ويتضمن استثمارا سنويا بمعدل 2 مليار ونصف درهم في السنة.
ويهدف البرنامج الإستراتيجي 2008-2012 إلى مواصلة إنجاز جميع المشاريع التي برمجها المكتب الوطني للمطارات من حيث تحسين المردودية وجودة الخدمات وتزويد المغرب بالمساحات المطارية ومطارات في مستوى الإقلاع الاقتصادي الذي يعرفه المغرب وذلك رغم الأزمات العابرة مثل التي نعيشها الآن.
أما فيما يخص مشاريع المكتب في سنة 2009، فعلاوة على الاستثمارات التي أنجزت خلال سنة 2008 والتي بلغت قيمتها ما يناهز 2483 مليون درهم والتي همت توسيع مختلف مطارات المملكة ومواصلة عصرنة نظام الملاحة الجوية، ستشهد سنة 2009 التي خصصت لها ميزانية بقيمة2 594 مليون درهم إنجاز عدة مشاريع أهمها :
- إعادة تهيئة وتوسيع المحطة الجوية 1 لمطار محمد الخامس وكذا مطارات أخرى؛
- بناء المحطة الجوية الجديدة لمطار الحسيمة؛
- بناء محطة جوية جدية بمطار وجدة أنكاد وكذا المدرج الثاني لهاته المنشأة.
سؤال : ألم تنعكس الأزمة المالية التي عرفها العالم مؤخرا على المكتب الوطني للمطارات ؟ وهل سيكون هناك تقليص ما في الأنشطة الاستثمارية للمكتب ؟
جواب : ما يمر به العالم الآن ليس له تأثير على دينامية وحجم الاستثمارات، لأن البنيات التحتية تبرمج على مدى يتراوح بين 30 إلى 40 سنة، والبرنامج الذي تحدثنا عنه يدخل ضمن رؤية استراتيجية تروم سد حاجيات المغرب خلال العشرين سنة المقبلة، وذلك في إطار إعداد البنيات التحتية لخلق بنيات استقبال 30 مليون مسافر واستقبال الرواج الاقتصادي والشحنات التجارية ما بين المغرب وأوروبا وإفريقيا ، فالتحضير لكل هذا يتم على أساس رؤية وبعد نظر، صحيح هناك انعكاسات للأزمة العالمية على بعض القطاعات ، لكنها سوف لن تؤثر على الإستراتيجية التي يسير عليها المكتب الوطني للمطارات.
سؤال : كيف هي الوضعية الحالية للمطارات الجهوية، وهل هناك أوراش للإنشاء والإصلاح والتوسع ؟
جواب : لقد تم إنجاز المشاريع التي كانت مسطرة في مخطط 2004-2007، وتم فتح عدة محطات جوية بكل من الدار البيضاء ومراكش والجديدة وطنجة وبن سليمان، وتم إنهاء الأشغال بالنسبة للمحطة الجديدة لمطار الصويرة وكذا المحطات الجهوية الثانوية بتازة وبوعرفة وزاكورة. كما تم في إطار مخطط 2004-2007 إطلاق أوراش إنشاء المحطات الجديدة لمطارات الداخلة ووجدة والحسيمة والرباط سلا وتوسيع وإعادة هيكلة المحطة الأولى لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء.
سؤال : السيد المدير العام، إذا سمحت سنرجع قليلا إلى الوراء، ماهي الخطوط العريضة للبرنامج الإستراتيجي 2008-2012 ؟
جواب : إن البرنامج الإستراتيجي المخصص للفترة 2008-2012، هو امتداد لبرنامج 2004-2007، ويهدف إلى مواصلة الجهود التي بدأت منذ سنة 2004، وهو يتضمن عدة محاور يمكن اختصارها في الآتي :
- مواصلة الأوراش الكبرى المتعلقة بتوسيع المطارات ورفع طاقتها الاستيعابية.
- استمرار الأوراش المتعلقة بسلامة الملاحة الجوية بما في ذلك الرفع من مستوى المدرجات وتجهيزاتها ورفع مستوى التجهيزات اللاسلكية فيما بين الطائرات والمراقبين.
- تجهيز مركز المراقبة الجوية بأحدث التجهيزات وخلق مركز جديد للمراقبة الجوية بجنوب المغرب.
- الرفع من الطاقة الاستيعابية للأجواء المغربية.
وأود هنا أن أتطرق بشيء من الإسهاب لتوجه التسويق المطاري الذي يرتكز على :
- أولا: اعتماد توجه تسويقي يهدف إلى تطوير المداخيل التجارية للمطارات وعدم الإقتصار على عائدات الرسوم المطارية؛ فمداخيل المكتب الوطني للمطارات تتكون من شقين : الأول هو الرسوم المطارية والثاني هي المداخيل التجارية.
ففي السابق كانت سياسة المداخيل تعتمد على الرسوم المطارية بنسبة 95 %، في حين أنه لجلب أكبر عدد من شركات الطيران ينبغي كذلك الرفع من العائدات التجارية، وقد تم الاعتماد على هذا النهج منذ سنة 2005، الشيء الذي أعطى أكله، فالجوانب التجارية أصبحت مساهمتها ملموسة في مداخيل المؤسسة (% 53). ورغم تخفيض المكتب للرسوم المطارية، فقد عرفت مداخيلها هي الأخرى ارتفاعا منذ سنة 2005 إلى حدود الآن.
وفيما يتعلق بالجانب التجاري حقق الفندق الذي تم إحداثه بالمحطة الجوية 2 لمطار محمد الخامس نجاحا كبيرا ، فخلال السنة الأولى وبناء على وجود طلب ملموس تم الرفع من الطاقة الاستيعابية للفندق، وهناك برامج متعلقة بإقامة فنادق ملتصقة بالمطارات (الدار البيضاء، مراكش) وهذا ما يمكن اعتباره صلة وصل بين السياحة والمطارات.
فسياحة رجال الأعمال تعتمد على وقت مضبوط ومحسوب، الشيء الذي يتعين أخده بعين الاعتبار في مختلف مشاريع التوسعة التي نعكف على إنجازها.
وفي هذا الإطار لدينا مشروع فندق ملتصق بالمحطتين المطاريتين 1 و2 بالدار البيضاء، فالدراسات المتعلقة بذلك استكملت ويجري الآن محاولة ترجمة ذلك على أرض الواقع من خلال المناقشات الجارية مع بعض المستثمرين.
سؤال ماذا عن قطب الطيران بالنواصر ؟
جواب : نحن نقوم بدور الدينامو والمحرك، فنحن لا نستثمر مباشرة بأنفسنا وإنما بالبحث عن مستثمرين لإنجاز تلك المشاريع.
ويتوفر مطار محمد الخامس على قطب لصناعة الطيران تتواجد به كبريات المقاولات العالمية المتخصصة في هذا القطاع، ونظرا لمساهمة هذا القطب في مداخيل المؤسسة يعقد المكتب العزم على إحداث مشاريع مماثلة بمطاري وجدة وأكاد ير.
فالهدف هو جلب أكبر عدد من شركات الطيران والمسافرين والرفع من الخدمات، ومثل هذه المشاريع من شأنها إذكاء التنمية الاقتصادية بالمنطقة وخلق مناصب شغل جديدة للساكنة بجوار المطارات.
ففي السابق كان عدد من الشباب في محيط مطار محمد الخامس لا يجدون عملا، عكس اليوم فهم يشتغلون ويقومون بأعمال مفيدة ضمن فرص الشغل التي خلقت، وهي تتعدى 4000 منصب شغل بمنطقة النواصر.
وهناك حركية لخلق مراكز تجارية كبرى ما بين النواصر والمطار (أسيما _ مرجان) بحيث أن هناك عدة جهات تبحث عن الاستثمار بهذه المنطقة.
كذلك استمرار في نهج الرفع من مستوى الجودة ومن مستوى أمن المطارات وسلامتها، وذلك بتجهيز جميع المطارات بأحدث التجهيزات التقنية التي أبانت عن فعالية كبيرة في ضبط محاولات التهريب وضمان السلامة المطارات، وذلك بمواكبة ممنهجة ومدروسة لإعداد أطر مكونة تكوينا تقنيا لائقا تكون قادرة على استعمال تلك التجهيزات التقنية.
سؤال : ذلك يجرنا للحديث عن الموارد البشرية والتكوين، فما هي سياسة المكتب الوطني للمطارات في هذا المضمار ؟
جواب : تشكل الموارد البشرية العمود الفقري لأي برنامج تنموي، ومن هذا المنطلق فقد حضيت مواردنا البشرية بأهمية قصوى في مختلف البرامج التنموية التي يعكف المكتب على إنجازها، وهو ما تم تكريسه عبر تسوية الوضعية الإدارية لعدد من المستخدمين وعبر إسناد مناصب المسؤولية لعدد من الأطر المقتدرة التي أبانت عن جديتها في العمل، وعبر انتهاج سياسة انتقائية في توظيف الكفاءات ترتكز على الاستحقاق كمعيار أساسي في الارتقاء المهني.
ويبقى أبرز إنجاز على مستوى تدبير الموارد البشرية هو النظام الجديد للمستخدمين، الذي أصبح يتلائم في بنوده مع المقتضيات الواردة في قانون الشغل.
ونظرا لأن نجاح أي سياسة تتعلق بالموارد البشرية يمر حتما عبر التكوين فقد حضي هذا الجانب باهتمام المكتب سواء خلال البرنامج التنموي 2004-2007 أو خلال البرنامج التنموي 2008-2012، وذلك عبر أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني التي تعتبر مركز إشعاع للمعرفة المطارية على الصعيدين الإقليمي و الدولي، حيث راهنت الأكاديمية على الظفر بمكسب التكوين العالي المرتكز على التقنيات الحديثة وكذلك التكوين المستمر باعتباره ركيزة حقيقية للرفع من مستوى الشغيلة بالمكتب في جميع التخصصات وهو ما يشكل أرضية صلبة للمؤسسة في مواجهة جميع التحديات الوطنية أو الدولية.
وتتوفر أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني التابعة للمكتب على سلك لتكوين تقنيي سلامة الملاحة الجوية وسلك للمراقبين الجويين وآخر لتكوين مهندسي الطيران، تخرج الفوج الأول منه سنة 2007 في سابقة هي الأولى من نوعها في المغرب وإفريقيا، كما توفر في إطار التكوين المستمر تكوينات قيمة لشغيلة المكتب في تقنيات الاستقبال والإعلاميات واللغة الأنجليزية ...
كما أن الوضعية الاجتماعية للمستخدمين تحضى باهتمام إدارة المؤسسة ويبرز ذلك جليا في سعينا الدؤوب لتحسين وتنويع الخدمات الاجتماعية لكي تكون حافزا إضافيا على العمل البناء وعلى التشبع بمبادئ و أهداف المؤسسة وعاملا رئيسيا في ترسيخ السلم الاجتماعي.
وفي هذا الإطار تمتلك المؤسسة عددا من الدور الاصطيافية كما تقوم خلال العطلة الصيفية بكراء مساكن أخرى استجابة لطلبات المستخدمين، وقد استفاد من هذه الخدمات خلال الموسم الصيفي 2008 330 فردا بتكلفة قدرها 540 543 درهم. هذا إضافة إلى تنظيم رحلات للعمرة و أخرى خارج الوطن وخرجات لفائدة أطفال المستخدمين.
كما يساهم المكتب بقسط كبير في واجبات اشتراك مستخدميه في القطار، إضافة إلى تقديمه مجموعة من المنح الاجتماعية بحلول مختلف المناسبات الدينية
وتشجيعا لمستخدمي المكتب للحصول على السكن اللائق يتحمل المكتب قسطا من معدل الفائدة التي يسددها المستفيد للمؤسسات المقرضة، ينضاف إلى كل هذا باقة أخرى من الخدمات الاجتماعية من قبيل التأمين الصحي والتقاعد التكميلي...
سؤال : ما هو واقع الأمر بمطار بنسليمان ؟
جواب : افتتح مدرج مطار بنسليمان سنة 2006 وهو يستعمل في الطيران الخفيف، وهناك بعض الشركات الأجنبية تبحث عن مستودعات قصد جلب الطائرات الأجنبية بغرض الصيانة.
فمطار بنسليمان يمكن أن يتحول في المستقبل إلى محطة كبيرة للشحن، وقد تم إنجاز بعض الدراسات في هذا المجال، فالمحطات ينبغي أن تكون في إطار شراكات مع الموزعين الكبار للمواد المصنعة ذات القيمة المضافة العليا (الإلكترونيك، الألعاب الإلكترونية، الهواتف، المواد الفلاحية .....).
فإيجاد مثل هذه الشراكات شيء مطلوب، والمكتب الوطني للمطارات أجرى اتصالات بمطارات دولية أخرى للاستفادة من تجربة خلق محطة وشبكة لتوزيع المواد، وقد أكدت الدراسات حول التموقع ذلك بالنسبة لمطار بنسليمان الذي يوجد في خط متوازي بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا والشرق الأوسط وهو صالح لعمليات الشحن.
نحن الآن بصدد وضع الجسور الأولى مع العاملين في هذا الميدان، الذي هو جديد بالنسبة للمغرب، فالتجهيزات اللوجستيكية الجوية للمملكة تتضمن الجهة الشرقية، الجهة الساحلية، الجهة الوسطى والجهة الجنوبية، وسنقوم بإطلاق دراسة جديدة لوضع شبكة وطنية لدعم مطار بنسليمان.
سؤال : ما هي مكانة التنمية المستدامة في استراتجية المكتب ؟
جواب : اعتمد المكتب نهج التنمية المستدامة منذ سنة 2004، ونجد ذلك مترجما على أرض الواقع من خلال تصميم المشاريع التي تهم المطارات وكذا الاستعمال العقلاني للطاقة والماء.
فمطار الدار البيضاء هو أول مطار يعتمد في جزء من احتياجاته الكهربائية على الطاقة الشمسية وسيتم توسيع قاعدة الاعتماد على الطاقات البديلة بهذه المنشأة حتى يصبح مطارا أخضرا وسنقوم بتعميم هذه التجربة لاحقا على باقي المطارات.
كما أن المكتب يقوم بتصفية المياه الملوثة ويستعملها في سقي المساحات الخضراء وفي عمليات التنظيف.
فالمكتب الوطني للمطارات كمؤسسة هو عضو موقع على الميثاق العالمي للأمم المتحدة فيما يخص احترام الأخلاقيات : العناية بالعنصر البشري، احترام قوانين العمل والحريات النقابية، محاربة الرشوة والغش، حماية البيئة والتنمية المستدامة، ويدخل ضمن هذا الإطار برنامج شواطئ نظيفة الذي تشرف عليه صاحبة السمو الملكي الأميرة لآلة حسناء، وقد حصل شاطئ المضيق على شارة اللواء الأزرق سنة 2007، وتم تجديده هذه الشهادة سنة 2008 وسنكرر هذا التجديد إن شاء الله خلال سنة 2009.
هناك إضافة أخرى تتعلق بمبادرة قام بها المكتب، وهذا يدخل ضمن المقاولة المواطنة، حيث ساهم في تشجيع الفئات الضعيفة بمراكش، وذلك بوضع فضاء خاص بمطار مراكش هو عبارة عن رواق يشتمل على عدة دكاكين تجارية قامت باستغلالها الجمعيات والتعاونيات التي تنشط في ميدان الصناعة التقليدية لتسويق المنتوجات بثمن يناسب مجهودات الصناع وهذا ما يمكن تسميته بالتجارة التضامنية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.