تتويجا للجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة المغربية لتطوير البنية التحتية للموانئ، وتعزيز قدرة البلاد التنافسية اللوجستية، وتعزيز التجارة، وجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية يواصل المركب المينائي طنجة المتوسط رغم المنافسة الشديدة مسار التألق و الريادة على الصعيدين الإقليمي و العالمي . تقييم حديث لمؤشر الأداء العالمي للموانئ لعام 2024 طوره البنك الدولي ومؤسسة ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتليجنس صنف ميناء طنجة المتوسط من بين أفضل ثلاثة موانئ الحاويات في العالم، حيث احتل المركز الثالث في مؤشر الأداء العالمي الذي يقيم بصرامة أنشطة منصات التعامل مع الحاويات على أساس معايير مثل فترة مكوث السفينة والكفاءة التشغيلية لتجهيزات المركبات المينائية . برصيد 159.56 نقطة، تفوق ميناء طنجة المتوسط على العديد من الموانئ العالمية و الاقليمية ، من بينها ميناء الجزيرة الخضراء في إسبانيا، الذي جاء في المرتبة 12، وبورسعيد في مصر، الذي جاء في المرتبة 16. يواصل ميناء طنجة المتوسط الذي تمكن في ظرف أقل من سنة كسب 14 نقطة كاملة في ترتيب موانىء الحاويات تثبيت موقعه كقطب بحري إقليمي وعالمي، متنافساً مع كبريات الموانئ في الشرق والغرب مستفيدا من موقعه الجيواستراتيجي العام في مفترق طرق النقل البحري التجارب وبفضل بنيته التحتية المتطورة، وتبنيه لرقمنة العمليات، وسرعة معالجة الحاويات حيث أصبح هذا المركب الرائد بوابة المغرب نحو الأسواق العالمية، ومركز تعاون مهم بين دول الجنوب، لاسيما مع الصين التي تملك استثمارات ضخمة في المجال. التصنيف الدولي المعتمد على تقرير حديث صادر عن البنك الدولي وضع ميناء "يانغشان" الصيني كأكفأ ميناء حاويات في العالم، يليه ميناء صلالة في سلطنة عمان في المرتبة الثانية، فيما حقق ميناء طنجة المتوسط بالمغرب المركز الثالث، ليصبح بذلك رمزاً لنهضة اقتصادية إفريقية تتماشى مع أعلى المعايير الدولية. ويُبرز هذا التصنيف الدولي، الذي شمل أكثر من 400 ميناء حول العالم، الحضور القوي للموانئ الآسيوية والإفريقية ضمن المراتب الأولى، مما يعكس تحولات عميقة في خارطة التجارة العالمية التي لم تعد محصورة في الموانئ الأوروبية والأمريكية كما كان عليه الحال لعقود. يتوج النجاح الباهر و المتصاعد بوتيرة ملفتة لميناء طنجة المتوسط ثمار جهود مضنية لسياسات متكاملة اعتمدتها الحكومة المغربية في مجالات النقل، التجارة، والتصنيع، حيث أصبح الميناء منصة لوجستية تربط بين إفريقيا، أوروبا، وأمريكا، ويساهم بشكل فاعل في سلاسل التوريد الدولية. في المقابل، تواجه العديد من الموانئ الأوروبية التقليدية تحديات متعددة مثل البيروقراطية وقدم البنية التحتية، ما منح الفرصة للموانئ الحديثة في المغرب وآسيا لتقديم نموذج متقدم يرتكز على الكفاءة التشغيلية، والتكامل بين الفاعلين الاقتصاديين، والتوجه القوي نحو الرقمنة. ويركز مطورو هذا التصنيف على أهمية الكفاءة المينائية كعامل رئيسي في تحديد مكانة الدول ضمن منظومة التجارة العالمية، وهو ما تدركه كل من الصين والمغرب جيداً، حيث تستثمران بشكل استراتيجي في تطوير موانئهما بما يتماشى مع طموحاتهما الاقتصادية والسياسية على المستوى الدولي. وفيما يلي ترتيب أفضل خمسة موانئ في التقرير: ميناء يانغشان – الصين ميناء صلالة – سلطنة عمان ميناء طنجة المتوسط – المغرب ميناء تانجونغ بيليباس – ماليزيا ميناء تشي وان – الصين ويُظهر هذا الترتيب تنوع القارات التي تنتمي إليها الموانئ المتصدرة، مما يبرز تحول موازين القوة في القطاع المينائي، وتحول الجنوب العالمي إلى لاعب رئيسي في الاقتصاد البحري. وبذلك يثبت المغرب، عبر ميناء طنجة المتوسط، أن الاستثمار الاستراتيجي والرؤية الواضحة يمكن أن يحققوا نتائج ملموسة في قطاعات تنافسية كبرى مثل النقل البحري، وأن مسيرة الريادة لا تقتصر على دول الشمال ...