عودة أسطورية تقرب المنتخب الفلسطيني من دور الربع من مونديال العرب وتضع منتخب تونس على حافة الإقصاء سطر المنتخب الفلسطيني لكرة القدم واحدة من أجمل ملاحم كأس العرب فيفا قطر 2025، بعدما فرض تعادلا مثيرا بطعم الفوز على المنتخب التونسي بهدفين لمثلهما، في مباراة درامية لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات، ليرسم الفدائيون بسالتهم فوق العشب الأخضر ويضعوا قدمهم الأولى في الدور الثاني، بينما تزداد حسابات "نسور قرطاج" تعقيدا قبل مباراة أخيرة نارية أمام العنابي بطل آسيا وصاحب الأرض والضيافة.
ورغم أن المنتخب التونسي دخل اللقاء بقوة ورغبة واضحة في تدارك هزيمته في الجولة الأولى أمام سوريا، ونجح في التقدم بهدفين دون رد، فإن الفدائيين قلبوا الصورة رأسا على عقب، وقدموا واحدة من أفضل عروضهم القارية والعربية في السنوات الأخيرة، وبرغم الضغط التونسي في البداية، أظهر لاعبو فلسطين شجاعة كبيرة وتركيزا عاليا مكّنهم من العودة إلى أجواء اللقاء في الشوط الثاني، مستغلين ضعف التمركز الدفاعي لنسور قرطاج وإصرارهم على تجنب السقوط المبكر من البطولة.
وبفضل الروح القتالية العالية، تمكن المنتخب الفلسطيني من تقليص الفارق أولا عبر حامد حمدان عند الدقيقة 61، قبل أن يحقق زيد قنبر التعادل المستحق في الدقيقة 85 وسط فرحة عارمة اجتاحت مدرجات الملعب، فيما بدا المنتخب التونسي عاجزا عن مجاراة الإيقاع السريع للفدائيين في الدقائق الأخيرة.
وبهذا التعادل، رفع المنتخب الفلسطيني رصيده إلى أربع نقاط، وضعته مؤقتا في صدارة المجموعة الأولى، ليصبح على بعد خطوة واحدة من التأهل التاريخي للدور الموالي، في حين تجمد رصيد المنتخب التونسي عند نقطة وحيدة، ليجد نفسه أمام سيناريو معقّد، خصوصا مع مباراته المقبلة أمام بطل آسيا الذي يبحث هو الآخر عن نجاة متأخرة بعد هزيمته في أولى المباريات ودخوله مواجهة سوريا دون أي نقطة.
المباراة حملت كل عناصر الإثارة من اندفاع تونسي في البداية، ثم ثبات فلسطيني وعودة قوية، وفرص ضائعة، وضغط جماهيري مكثف من طرف التونسيين ومناصري المنتخب الفلسطيني، وبين هذا وذاك، برهن الفدائيون أنهم قادرون على مجاراة كبار العرب وإفريقيا، بل وفرض أنفسهم رقما صعباً في البطولة رغم فقدانهم للمنافسة الأسبوعية في الدوري المحلي، مقدمين لباقي المنتخبات درسا كرويا في الغرينتا والروح القتالية على القميص الوطني رغم الإكراهات والتحديات التقنية واللوحيستيكية.