توصلت جريدة «العلم» برسالة مفتوحة موجهة من قبل آباء وتلاميذ قسم الرقص التعبيري بالمعهد الموسيقي بسلا الى وزير الثقافة جاء فيها مايلي: كلنا نتساءل السيد الوزير، هل يعقل أنه في إحدى مؤسسات التعليم الفني يقابل النجاح بالإقصاء بدل التشجيع بدل الدعم، ما المطلوب من المسؤول عن القطاع الفني هل الإضافة أم الحذف، ولا يعقل أن تحذف مادة لمجرد أن أستاذ هذه المادة لا يلقى الترحيب من المدير ورئيس القسم، وما العلاقة بين الشخص والتكوين؟. إن تلامذة قسم الرقص التعبيري بالمعهد الموسيقي بسلا بلغوا مستويات السنة السابعة، فكيف يحذف هذا التكوين وفي هذه السنة بالذات؟. لا يشك أحد في أنكم الرجل الفنان والمثقف، فأنتم تعلمون أن فنون الكوريغرافية لا تنحصر في الرقص الكلاسيكي وحده لكنها تشمل التعابير والنماذج الحركية والمسرحية التي تعتمد على التكوين الموسيقي والإيقاعات المختلفة. فالتناغم الحركي والموسيقي وحدة متكاملة تجسد أحداثا وأشكالا فنية جديرة بالمشاهدة، ولعل عرض «الباليه» الذي جسده طلبة قسم الرقص التعبيري على خشبة المسرح وما حققه من نجاح ومتابعة إعلامية تركت صدى طيبا لدى الجمهور، كما أن زيارة الأطر والأساتذة الهولنديين في وفد مكون من ما يقارب الخمسين إطارا إلى معهد سلا ومشاهدتهم لعرض تدريبي نال كل الإعجاب والتشجيع لهو تكريم للمعهد وللمدينة ولوزارة الثقافة. كما أن دعوة أعضاء الوفد لنخبة من تلامذة هذا القسم لزيارة مدن هولندية لتقديم عروض لفائدة أبناء الجالية المغربية لتحفيز أبناء المغاربة المقيمين بهولندا على الانفتاح وتشجيعهم على التكوين الفني حتى يتغير مفهوم بعض الأسر لفنون الرقص إذا ما احترمت أهداف هذا الفن وطبق بشكله الأكاديمي، ألا تستحق مبادرة الوفد الهولندي التشجيع أم أن المدير ورئيس القسم يريدان توقيف هذا التكوين؟ ألا تكفيهما النتائج المحصلة والظاهرة للعيان، وأين منها نتائج المواد الأخرى المدرسة بالمعاهد الموسيقية باستثناء اجتهادات الأفراد، وأين هي الأجواق والفرق الموسيقية وفرق الباليه التابعة للمعاهد.؟ لقد كان لمعهد سلا السبق في تأسيس مجموعة الباليه من تلامذة الرقص التعبيري، فكيف يعقل أن يتوقف في عهدكم، السيد الوزير هذا الاستثناء. لماذا طُلِب من أستاذ المادة التوقف عن التدريس والرجوع إلى أوروبا لمواصلة إبداعاته هناك أليس من حق أبنائنا الاستفادة من هذا التكوين؟ وأليس من حق الأستاذ العمل في بلده، إننا نلتمس منكم، السيد الوزير، إعادة الأمور إلى نصابها حتى لا تسيطر المزاجية لدى بعض المسؤولين للعبث بالمبادئ والقيم وأهداف التعليم الفني ولا يعبثوا بمصائر أبنائنا وحرمانهم من ممارسة تكوين منحهم إضافات رائعة نالت إعجاب الجمهور المغربي والأجنبي وبلغوا به مستوى من النضج الفني والثقافي.