ترأس الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ حميد شباط رفقة وفد قيادي هام من اللجنة التنفيذية وأعضاء من الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب بعد زوال أمس الإثنين بإحدى الساحات العمومية بسيدي قاسم تجمعا جماهيريا حاشدا لمساندة ترشيح الأخ محمد الحافظ للانتخابات التشريعية الجزئية الخاصة بهذه الدائرة، وكان هذا الحدث الهام الذي عاشته المدينة فرصة هامة أمام الرأي العام المحلي والوطني للاطلاع على مواقف الحزب إن على المستوى المحلي بهذه الدائرة الانتخابية التي انطلقت فيها الانتخابات بخروقات وتجاوزات أو على المستوى الوطني، ولعل هذا ما يفسر الحضور اللافت للصحافيين الممثلين للعديد من المنابر لهذا التجمع الحاشد. استهل مفتش الحزب بالإقليم الأخ محمد محبوب هذا اللقاء بكلمة ترحيبية عبر من خلالها عن اعتزاز الاستقلاليين والاستقلاليات وسكان مدينة سيدي قاسم باستضافة وفد قيادي من الحزب برئاسة الأمين العام للحزب الأستاذ حميد شباط، وبعده تناول الكلمة الأخ عبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمنسق المسؤول عن جهة الغرب الشراردة الذي قال إن حزب الاستقلال يخوض هذه الانتخابات في هذه الدائرة بالتحديد بقناعة الانتصار للديمقراطية ومحاربة الفساد، ودعا المسؤولين الترابيين بهذا الإقليم وفي مقدمتهم السيد العامل إلى الالتزام بالحياد وعدم الخضوع لسلطة المال والفساد، وعبر عن يقينه أن سكان سيدي قاسم يقاسمون الحزب قناعته في التصدي بصلابة لجميع مظاهر الفساد في هذا الإقليم الذي يعتبر أغنى الأقاليم ثراء ولكنه أكثر الأقاليم فقرا وتخلفا. وأوضح الأخ البقالي أن حزب الاستقلال يخاطب عقول المواطنين ولا يخاطب جيوبهم ولا بطونهم لأنه يحترم كرامة المواطنين ولأنه يرفض الخضوع لهذه المظاهر المسيئة للوطن. ودعا الجميع إلى الاصطفاف إلى جانب الحزب في هذه المعركة من خلال التصويت على مرشح الحزب الأخ محمد الحافظ. وتناول الكلمة إثر ذلك الأخ عبد اللطيف معزوز عضو اللجنة المركزية للحزب ووزير الجالية الذي عبر عن اعتزازه بالحضور في هذا التجمع الحاشد ودعا المواطنين إلى مناصرة مرشح الحزب، وبعد ذلك تناول الكلمة الأخ حميد شباط الأمين العام للحزب في عرض سياسي هام قدم أجوبة مقنعة للأسئلة المطروحة بإلحاح، وقال في البداية إن الانتخابات بهذه الدائرة تكتسي أهمية استثنائية جدا بالنظر إلى أن حزب الاستقلال هو المقصود والمستهدف فيها، وأكد الأمين العام أن الحزب يدرك مدلول هذه الإشارات وأبعادها، وهو مقتنع بأهمية وحتمية مواجهتها، وأوضح في هذا السياق في رسالة موجهة إلى السلطات الإقليمية أن أي تهور يهدف الى المس بسلامة العملية الانتخابية سيكون له ما يليه، ودعا اللجان التفتيشية التي زارت العمالة بعد أن فضح حزب الاستقلال ما كان يحدث أن تنقل الحقيقة وأن الحزب سيظل مراقبا متتبعا لما يحدث ، وعبر عن أمله في أن يعود الجميع إلى رشده. وقال موجها خطابه إلى السلطات ومسؤولي البلدية ما الذي تحقق في إقليمسيدي قاسم، فالمعامل أغلقت أبوابها، والتجارة تعاني من الكساد والمشاكل الاجتماعية حاضرة بقوة، مضيفا أنه كان من واجب السلطات أن تعمل إلى جانب المنتخبين لتوفير الشغل وتحقيق التنمية... وأوضح أن حزب الاستقلال بعد المؤتمر العام السادس عشر، وبعد اجتيازه لما اعتبره ربيعا سياسيا يطالب بالتغيير، وحل مشاكل الشعب المغربي، وإسعاده، ومن موقعه الحكومي يضيف الأخ شباط، عمل الحزب على ثلاثة محاور، الدفاع عن مصالح الشعب وكرامته، توفير التشغيل، ومنع أي إجراء يرهق القوة الشرائية للمواطنين... فنحن يقول شباط لا نقوم بالمعارضة في الحكومة كما يقول البعض، بل نقوم بالتغيير من داخل الحكومة، ونعلن الحقيقة، لأن الحزب نابع من الشعب ومعني بقضاياه... لذلك فإن إصلاح صندوق المقاصة لا يجب أن يكون على حساب الشعب، فالدعم الذي نريده للفقراء هو الرفع من الحد الأدنى للأجر إلى 2500 درهم، وعدم المس بأثمنة المواد الأساسية المدعمة وتكاليف استهلاك الماء والكهرباء... مضيفا أن مشروع حزب الاستقلال بالنسبة للتقاعد هو تعميم الحماية الاجتماعية... وأوضح أن التواصل مع الساكنة هو من أجل محاربة الفساد وحماية إرادة الناخبين، سنلاقي الصعوبات إنه شيء طبيعي، لكن نحن شعب لا نخاف وأوفياء للوطن قبل أي شيء، ويضيف الأمين العام أنه إذا كانت السلطات تريد تزوير الانتخابات، فإن إرادة المواطن لم تعد قابلة للتزوير، سنواجه أي سلوك ضد الاختيارات الشعبية، صحيح أن الأخيرة تعهدت الآن بالحرص على سلامة الانتخابات لكن يجب الحذر، لذلك أطالب بلجنة محايدة لمراقبة العملية الانتخابية، لأننا لا نريد سوى الحق الذي يعلو ولا يعلى عليه، وهدفنا يقول الأخ شباط في ختام تدخله تحقيق الديمقراطية لأن الديمقراطية، هي التي تفرز الحكومة الشعبية، والحكومة الشعبية هي التي تحل الأزمات وتجيب على تطلعات الشعب.. وحث المناضلين والمواطنين على اليقظة لمواجهة أي انحراف من شأنه أن يمس بسلامة العملية الانتخابية، ومن جهة أخرى قال الأمين العام إن حزب الاستقلال متمسك بانتمائه للأغلبية الحالية لأن الأمر يتعلق بالنسبة إليه بخيار استراتيجي يخدم مصلحة الوطن برمته، ولذلك لن يتوانى في دعم التجربة الحكومية الحالية من خلال اتخاذ ما يلزم من قرارات سياسية في مواعيدها المناسبة، إلا ان الانتماء الى الأغلبية يضيف الأمين العام للحزب لا يحول دون أن يقوم الحزب بدوره التصحيحي والإصلاحي، فالحزب منخرط في التجربة الحكومية الحالية للدفاع عن المصالح الاستراتيجية للمواطنين ، لذلك لن يقبل الحزب بأي مساس بالقدرة الشرائية للمواطنين وإن اتخذت صورا وأشكالا غير واضحة، والحزب يطالب اليوم بإعمال الاجتهاد والإبداع في الأفكار والاقتراحات التي من شأنها تخليص البلاد من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها عوض الالتجاء إلى الحلول السهلة التي لا تتطلب جهدا ولا إبداعا. وتعاقب على الكلمة بعد ذلك مجموعة من الإخوة الذين جددوا التأكيد على أهمية كسب الرهان في هذه المعركة وكان في مقدمتهم الأخ عبد القادر الكيحل ومنية غولام عضوا اللجنة التنفيذية وخالد السبيع والأخ السنتيسي عضوا الفريق الاستقلالي بمجلس النواب ورئيس جماعة تكنة الأخ الرقبة وجماعة الصفاصف الأخ عبد الله الحافظ ومستشار من بلدية سيدي قاسم.