انطلقت الشرارة خلال كلمة افتتاحية لرئيس الجلسة، إدريس الشطيبي، الذي استغل بداية أشغال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، بعد زوال الاثنين، للتعبير عن استيائه من تكرر غياب عدد من الوزراء عن قبة البرلمان. الشطيبي أوضح أن بعض أعضاء الحكومة يختفون عن جلسات المساءلة، بينما يظهرون بكثافة في أنشطة حزبية، مستحضِرًا زيارات وزراء إلى إقليمصفرو، مسقط دائرته الانتخابية، نهاية الأسبوع الماضي. هذا التوصيف فجّر احتجاجًا قويًا من صفوف الأغلبية؛ إذ كان النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، بوعزة، أول من انتفض ضد ما اعتبره "اتهامات غير موضوعية" من رئيس الجلسة. وردّ بوعزة بحدة معلنًا أن وجود وزراء حزبه بصفرو جاء تنفيذًا للتعليمات الملكية المتعلقة بالتواصل مع المواطنين، وليس بدافع حزبي ضيق. النائب ذاته، وفي لحظة توتر واضحة، خاطب الشطيبي بلهجة مباشرة قائلاً: "إيلا قسحاتك زيارة وزرائنا، فراه ماشي غير صفرو.. وغادي ننزلو لباقي الأقاليم كذلك". وتعزز الغضب بتدخل النائب الاستقلالي منصب الطوب، الذي اتهم الشطيبي بالخروج عن سياق الجلسة وتحويلها إلى منصة لتوجيه اتهامات "غير دقيقة" حول حضور الوزراء والتزامهم بمواعيد البرلمان. هذا التوتر الحاد دفع رئيس الجلسة إلى توقيف الأشغال، بعد أن فقدت النقاشات طابعها المؤسساتي وتحولت إلى ملاسنات بين مكونات البرلمان.