أيدت محكمة الاستئناف في مدينة تيزي وزو بالجزائر، الأربعاء، الحكم بالسجن سبع سنوات على الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، المسجون منذ حزيران/يونيو الماضي بتهمة "الإشادة بالإرهاب".فيما تأسفت فرنسا بشدة لتأييد هذا الحكم. وقرر رئيس المحكمة في ختام الجلسة تأييد الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية، وهو إعلان أثار حالة من الاستياء في القاعة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية. وأعرب والدا المتهم نفسها عن "الصدمة" إزاء الحكم الصادر بحق ابنهما الذي طلب في بداية الجلسة "الرأفة" به. وقال زوج والدته فرنسيس: "نحن منهارون". وقالت والدته سيلفي غودار "أنا في حال صدمة. في جميع السيناريوهات التي نُظر فيها، لم أتخيل أبدا تأكيد الحكم. كانت جميع المؤشرات إيجابية لتهدئة العلاقات" بين البلدين. وقال ممثل النيابة العامة الأربعاء إن "المتهم لم يأتِ إلى الجزائر لأداء عمل صحافي بل (لارتكاب) فعل عدائي"، كما طالب بفرض غرامة قدرها 500 ألف دينار (حوالي 3300 يورو) عليه. وكان كريستوف غليز البالغ 36 عاما ويعمل لحساب مجلتي "سو فوت" و"سوسايتي" الرياضيتين الفرنسيتين، طلب "الرأفة" من المحكمة وقال خلال الجلسة إنه كان ينبغي عليه طلب تأشيرة مراسل صحافي وليس تأشيرة سياحية للقدوم في مهمة عمل. يتولى الدفاع عن غليز محامياه، الجزائري عميروش باكوري، الذي يزوره بانتظام في سجن تيزي وزو، والفرنسي إيمانويل داود. ويذكر أن عائلة الصحافي وأقاربه يأملون أن يعود غليز (36 عاما) إلى بلاده قريبا، خاصة بعد الإفراج عن الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في 12 نوفمبر مستفيدا من عفو رئاسي. وعلى عكس صنصال، لا يستطيع غليز في الوقت الحالي أن يأمل في الحصول على عفو رئاسي. فلن تتاح له هذه الفرصة إلا بعد صدور الحكم النهائي بحقه. وأعرب محامي الصحافي الفرنسي إيمانويل داود عن "خيبة أمل كبيرة وعدم فهم عميق". وقال: "سنواصل النضال، لأنه عندما تدافع عن شخص بريء، فإنك تواصل النضال حتى النهاية". وأضاف إنه "نادرا ما رأى ملف قضية فارغا إلى هذه الدرجة ينتهي بمثل هذا الحكم القاسي". وأمام كريستوف غليز ثمانية أيام للطعن في الحكم أمام محكمة النقض، بحسب رئيس المحكمة. وفي باريس، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن "أسفها الشديد" لتأييد الحكم، وقال متحدث باسمها "ندعو إلى إطلاق سراحه ونأمل في نتيجة إيجابية حتى يتمكن من العودة بسرعة إلى أحبائه". كان كريستوف غليز البالغ 36 عاما ويعمل لصالح مجلتي "سو فوت" و"سوسايتي" الفرنسيتين وصل إلى الجزائر لإعداد مقال عن أحد أكبر أندية كرة القدم، شبيبة القبائل بمدينة تيزي وزو التي تبعد 100 كم شرق الجزائر العاصمة. (أ ف ب)