تنظم الشبكة المغربية الأمريكية بشراكة مع جامعة "جورج تاون" العريقة في واشنطن وقسم الشؤون الإفريقية ببلدية واشنطن العاصمة، القمة المغربية الأمريكية الثانية "سيو سامت 2017" بداية شهر ماي من السنة القادمة بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، وتنعقد قمة هذه السنة تحت شعار : "خلق فرص جديدة معا من أجل مستقبل أفضل"، وسيتم خلال القمة القادمة التي ستمتد لأربعة أيام نقاش أربعة قضايا آنية وهي المقاولات الصغرى والتجربة الأمريكية والآفاق السياحية للمغرب وتحدي الطاقات المتجددة وبرنامج التغطية الصحية والمواطنة وهو البرنامج الذي تدعمه مؤسسة الابتكار والبحث العلمي التابعة لجامعة جورج تاون، وتتميز دورة هذه السنة بالرهان على المغرب في بعده وعلاقته الإفريقية، إذ ستعرف القمة حضور فعاليات سياسية واقتصادية وسياحية من المغرب ولقاء نظرائهم الأمريكيين والأفارقة الأمريكيين في ورش مفتوح للتفاعل وتبادل الخبرات والأفكار. وقال "مامادو سامبا" مدير قسم الشؤون الإفريقية ببلدية واشنطن ل "الأيام 24" على هامش التهييء الأولي لهذه القمة : "قبلنا الدخول في شراكة مع الشبكة المغربية الأمريكية لإيماننا بأهداف القمة وراهنيتها، ونظرا لأننا نعرف الدور الكبير الذي يلعبه المغرب إفريقيا على جميع المستويات، ونحن نعرف التحديات الطاقية التي تواجهها إفريقيا والدور الكبير الذي قطعه المغرب في الطاقة البديلة كإحدى دعامات الاستراتيجية الطاقية، وسيكون اللقاء فرصة للإطلاع على ما حققه المغرب في هذا الصدد، كما سيكون اللقاء فرصة للمغرب والعديد من البلدان الإفريقية في واشنطن للإطلاع على التجربة الأمريكية فيما يخص المقاولات الصغرى باعتبارها أصبحت الدعامة الأساسية والصمام الاقتصادي لأي بلد"، وأضاف مامادو الذي سيحل بالرباط مطلع يناير القادم لتسليط مزيد من الضوء على قمة التحدي : "أنا سعيد للعمل مع المغرب كمحور إفريقي مهم وهي فرصة للإطلاع على المؤهلات الثقافية والتاريخية والسياحية لدولة تحاول بكل جهودها جر قاطرة التنمية الإفريقية وسيكون الأمر فرصة في لقاء واشنطن للمزيد من الاحتكاك والإطلاع وتبادل الخبرات بين المغاربة والأمريكيين وخاصة من أصل إفريقي".
وثمن من جهته عادل العلوي المغربي الأمريكي، رئيس مؤسسة الابتكار والبحث العلمي بجامعة جورج تاون هذه المبادرة، واعتبرها جاءت في توقيت مهم لأنها ستأتي ثلاثة شهور على دخول ترامب البيت الأبيض، إذ ستمنح المغرب الفرصة لإبراز نفسه وتقديمه كفاعل قوي في إفريقيا، وقال العلوي : "هي فرصة جيدة للملكة لإبراز الأشواط التي قطعتها في الطاقة المتجددة والأوراش المفتوحة في هذا الصدد من خلال مشروع الطاقات البديلة، هي فرصة أن تحتضن جامعة جورج تاون أنشطة تخص المغرب الذي له علاقات تاريخية متجذرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أننا سنناقش داخل رحاب الجامعة أحد محاور القمة وهي التغطية الصحية والمواطنة وسنحاول بحث سبل استفادة المملكة من مشاريع وبرامج أمريكية وخليجية مرتبطة بالتغطية الصحية والمواطنة".
ويحظى برنامج "سيو سامت 2017" بدعم من عمدة واشنطن وعمدة مدينة أليكسندريا في ولاية فيرجينيا، كما يحظى بدعم قوي من "تيري ماكوف" حاكم ولاية فيرجينيا، وبمساندة سياسيين ورجال أعمال كبار أصدقاء للمغرب، ومغاربة أمريكيين يتفاعلون داخل فضاء الشبكة المغربية الأمريكية التي تأسست قبل أربع سنوات، وقال الإعلامي المغربي الأمريكي رئيس الشبكة ل "الأيام 24" : "هذه القمة سيحضرها أكاديميون وسياسيون وأطباء ومقاولون ورجال الأعمال أفارقة ومغاربة وأمريكيين، هي فرصة للتحاور وتبادل الأفكار والتجارب، والهدف من هذه القمة المغربية الإفريقية الأمريكية هو تعزيز الشراكة المغربية الإفريقية بواشنطن، والانفتاح على التجربة الأمريكية والاستفادة منها، واختيار المقاولة الصغرى والسياحة كمواضيع هذه القمة الثانية في واشنطن سيكون مفيدا للمغرب للاستفادة من فرص دعم واشنطن للمقاولات الصغرى إذ أن هناك منحا تقدمها أمريكا للمقاولين الصغار وعلى المغرب الاستفادة منها، كبرنامج المنح الذي ترعاه "إس بي آي" وهي منظمة أمريكية لتشجيع المقاولين"، وأضاف الحجام : "ستكون فرصة للمغرب للكشف عن الإمكانات الهائلة المتاحة للمستثمرين المغاربة والأفارقة الأمريكيين، وسنركز في هذه القمة على قطبي الشمال والجنوب وإبراز المؤهلات الكبيرة التي يتوفر عليها المغرب لإقناع وجلب المستثمرين، فجهة الشمال مثلا ستكون حاضرة في القمة لأنها تمثل منطقة خصبة ومهمة، فبالإضافة إلى ما تعرفه المنطقة من نهضة عمرانية واقتصادية كبرى فهذه المنطقة الشمالية الفتية تضم المنطقة الحرة والميناء المتوسطي باعتباره أكبر ميناء في إفريقيا، كما أنها تحوي مناظر طبيعية وتضم بنية تحية جيدة تغري المستثمرين، بالإضافة إلى الشمال فإن رهاننا في هذه القمة سينصب على الترويج للجنوب المغربي وبالضبط منطقة الصحراء، إذ سنحاول خلال قمة واشنطن التعريف بالمنتوج الثقافي والسياحي للصحراء ومدنها الرائعة وخاصة الداخلة جوهرة إفريقيا، وسيكون هناك رواق خاص خلال أيام القمة متعلق بالصناعة التقليدية الصحراوية المغربية بما تمثله من غنى ثقافي موروثا عن الأسلاف، وخزانا اقتصاديا ضخما وحافزا اجتماعيا هائلا في تماسك وصلابة الصحراء".
وقالت المحامية الحقوقية "إليزابيت مايور" منسقة الشبكة المغربية الأمريكية ل "الأيام 24" : "البرنامج كبير وطموح وعلى المغرب أن ينخرط فيه بقوة لأن القمة ستبرز المغرب في بعده الإفريقي، كما أنها فرصة للتحاور وتبادل الخبرات بين المغاربة الأمريكيين والمسؤولين المغاربة من جهة وبين المسؤولين والمقاولين والزائرين المغاربة والمسؤولين والسياسيين الأمريكيين"، واستطردت إليزابيت : "البرنامج سيمتد لأربعة أيام وسيقوم خلاله الوفد المغربي الذي سيضم سياسيين ومقاوليين ورجال الأعمال بزيارة لجامعة جورج تاون حيث ستحتضن بعض أوراش القمة كما ستتم زيارة البرلمان والكونغريس الأمريكي وفتح نقاش بين السياسيين ورجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الأمريكيين في كل المواضيع المرتبطة بالبلدين".
ومن جهته أكد رئيس نادي واشنطن المقاول المغربي الأمريكي "حسن الصمغوني" ل "الأيام 24" أن هذه المبادرة جد فعالة وستفتح آفاقا جيدة للعلاقات التاريخية المغربية الأمريكية، وأن توقيتها جيد جدا على اعتبار تزامنها مع بداية حكم الرئيس الجمهوري الجديد دونالد ترامب، وأضاف الصمغوني : " الرهان على إفريقيا فكرة جيدة، لأن المغرب عبر عن تشبته بعمقه الإفريقي من خلال تحركات الملك محمد السادس في إفريقيا، هذه القمة ستكون نافذة سيطل من خلالها المقاولين المغاربة الأمريكيين على فرص وحظوظ الاستثمار في وطنهم الأم ولما لا الاستثمار في إفريقيا مادامت هناك ضمانات قوية للنجاح، هذه القمة في نظري ستحاول الترويج لإسم المغرب كدولة تقود قاطرة التنمية في إفريقيا وستكرس عمق العلاقة التي تجمع المغرب بالجمهوريين كما أنها فرصة كبيرة للرباط للترويج الثقافي والسياحي للملكة في الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصا وأن القمة ستعرف مشاركة وازنة للعديد من رجال الكونكريس ورجال السياسة والأكاديميين ورجال المال والأعمال الأمريكيين من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء".