«مصافحة سياسية ودّية» أثارت جدلا واسعا، وردود أفعال متباينة، داخل الدوائر السياسية والإعلامية في الرباطوالجزائر، بعد نشر الصور والفيديو الذي ظهر فيه رئيس وزراء الجزائر، أحمد أويحيى، وهو يتقدم إلى مصافحة الملك محمد السادس، والتي دامت بضعة ثوان، تحت أنظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وقف يراقب المشهد بابتسامة.. على هامش قمة إفريقيا أوروبا التي تستضيفها العاصمة الاقتصادية للكوت ديفوار « أبيدجان». وكشف أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري عن فحوى ما دار بينه وبين الملك محمد السادس، مؤكدا أنه لما صافح الملك بلغه تحياته وتحيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأن هذا أمر طبيعي بين الجيران، داعيا الصحفي المغربي الذي سأله عن المصافحة، بإبلاغ سلام الشعب الجزائري إلى الشعب المغربي. ويأتي تصريح أويحيى المقتضب في أعقاب الجدل الذي أثارته «مصافحة الملك».. وبينما يرى البعض من المحللين السياسيين، ومن المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي من الجزائريين، أن المصافحة عادية، وأن ذهاب أويحيى لمصافحة الملك المغربي أمر عادي، خاصة أن العلاقات بين البلدين قائمة، حتى وإن كان هناك بعض التوتر بينهما، وأن الملك لم يتأخر في مصافحة رئيس الوزراء الجزائري، وتبادل بعض الكلمات معه.. ويرى فريق ثان ،أن أويحيى كان عليه ألا يذهب هو بنفسه إلى الملك المغربي، خاصة وأن العاهل المغربي، لما انتبه إلى أن رئيس الوزراء الجزائري يقترب منه ووقف أمامه، واصل الحديث لبرهة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يمد أويحيى يده مصافحة .. وراح الطرف الثالث، يحاول قراءة نظرة الملك المغربي ويقول إن فيها احتقارا وتعاليا !! وتأتي هذه المصافحة بعد عودة السفير المغربي، لحسن عبد الخالق، إلى منصبه في العاصمة الجزائرية عقب أسابيع من مغادرته نحو المغرب، وذلك بعد استدعائه للتشاور من طرف سلطات بلده، كاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، التي قال فيها إن المغرب يقوم بتبييض أموال الحشيش في دول أفريقية، وهو تصريح أثار الكثير من الجدل، وتسبب في أزمة دبلوماسية بين البلدين.. فيما قالت مصادر من الخارجية المغربية، إن هذه العودة تأتي بسبب رغبة كلا الطرفين في عدم الوصول إلى قطيعة، وكذا الحفاظ على الحد الأدنى من العلاقات والاتصال الدبلوماسي للتخفيف من حدة التوتر بين البلدين.