دعت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في افتتاحيتها إلى الخروج مما وصفته ب"الفخ الجزائري"، قائلة إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون صرح مؤخرا بأنه لا يريد "فرض الجزائريين غير الشرعيين على فرنسا"، فلماذا رفضت بلاده عشر مرات استعادة المهاجر الجزائري الذي نفذ الهجوم الأخير في مدينة ميلوز بشرق فرنسا؟، تساءلت لوفيغارو.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية، أن الإجابة على هذا السؤال تعني بطبيعة الحال "الوقوع في الفخ الذي نصبته الجزائر لباريس منذ الاستقلال"، مضيفة أنه "من غير المقبول أن نسمع سلسلة من الشكاوى التي يتقدم بها نظام مصاب بجنون العظمة ويعيش على "شهداء" ماضيه"، على حد تعبير الصحيفة.
وتابعت أنه في هذه اللعبة الصغيرة، خسرت فرنسا الكثير، ولاسيما مع الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في السنوات الأخيرة، مشددة على أنه لا بد من طي هذه الصفحة حتى تتوقف بلادنا عن إظهار عجزها وإظهار نفسها بمظهر الأحمق.
وترى الصحيفة، أن الجزائر تتصرف وكأنها ''ديكتاتورية'' لا يمكن قبول طبيعتها، مبينة أنه لا شيء يبرر اعتقال السلطات الجزائرية للكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال تعسفيا منذ مئة يوم وهو اليوم في خطر كبير. لم يعد أحد يستطيع أن يتسامح مع الاستغلال البغيض للمؤثرين الذين يهينون فرنسا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وشددت الصحيفة على أنه لا يمكن لأي دولة أن تسمح بأن تُملى عليها دبلوماسيتها، كما تسمح الجزائر لنفسها أن تفعل مع فرنسا، في علاقاتها مع المغرب.
كما شددت لوفيغارو، من ناحية أخرى، على أنه يجب أن يتوقف الفرنسيون عن البقاء في مستوى منخفض ويتحلوا بالواقعية. وقالت الصحيفة إنه من حسن الحظ أن رئيس الوزراء فرانسوا بايرو كسر صمته ليظهر تصميمه على الرد، معتبرة أنه لا ينبغي أن يسود إلا خط واحد، وهو خط الحزم الذي يدعو إليه وزير الداخلية برينو روتايو.
وتساءلت صحيفة لوفيغارو في نهاية افتتاحيتها هذه عما هي القرارات التي سيتخذها المجلس الوزاري الذي يعقد الأربعاء؟، وهل سيكون على جدول الأعمال مراجعة الاتفاقيات الثنائية الموقعة على مر السنين؟، قائلة إنه من المؤكد أن الجزائر شعبها والطبقة الحاكمة التي تسيطر عليها لديها ما تخسره في أي مواجهة أكثر من فرنسا.