قرر الأردن عدم مشاركة منتخبه لكرة السلة في اللقاء المقرر، الأحد، أمام نظيره الإسرائيلي في بطولة كأس العالم لفئة تحت 19 عاماً، في وقت تستمر الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة منذ أكثر من 20 شهراً، وسط رفض محلي لما اعتُبر "تطبيعاً رياضياً". وقال الاتحاد الأردني لكرة السلة في بيان، إنه طلب من نظيره الدولي "عدم خوض المباراة"، مشيراً إلى أن الاتحاد الدولي المعروف اختصاراً ب "فيبا"، قرر "عدم إقامة المباراة بين الطرفين" مع "قرار باحتساب النتيجة لصالح الفريق الخصم". وبالفعل، أكد الاتحاد الدولي، أن نظيره الأردني أبلغه بقرار عدم المشاركة في المباراة، التي لن تقام وستحتسب نتيجتها لصالح إسرائيل. وأشار الموقع الرسمي للبطولة إلى فوز المنتخب الإسرائيلي بنتيجة 20-0. وعلى الرغم من رفض الاتحاد الأردني إرجاع عدم لعب المباراة إلى سبب "سياسي" إلا أن صحفاً إسرائيلية رأت أن القرار اتخذ على خلفية "ضغوط سياسية". تأييد واسع وكان المنتخب الأردني افتتح مشاركته الثانية في تاريخه في كأس العالم تحت 19 عاماً (بعد مشاركة أولى في عام 1995)، السبت، بالخسارة أمام جمهورية الدومينيكان بنتيجة 69-79، في الجولة الأولى لحساب منافسات المجموعة الثالثة. ومنذ وقوع الأردن في مجموعة تضم إلى جانب الدومينيكان وإسرائيل، سويسرا مستضيفة البطولة، برزت دعوات لمقاطعة المباراة أمام إسرائيل. وبدا أن الأردن سينسحب من المباراة حتى قبل بدء البطولة حينما لم يدرج اتحاد كرة السلة المحلي المباراة أمام إسرائيل ضمن مباريات سيخوضها في دور المجموعات. https://www.facebook.com/jordan.basketball.fed/posts/1123659276462890 وعقب قرار الانسحاب، رفض رئيس الاتحاد الأردني لكرة السلة، أحمد الهناندة، اعتبار القرار "سياسياً"، مشيراً إلى أنه جاء ل "حماية اللاعبين"، بحسب ما نقلت عنه قناة المملكة الرسمية. وقال الهناندة، الوزير السابق، "اتخذنا القرار المناسب بما يحمي مصالح لاعبينا، وعدم تعرضهم لأي موقف ممكن يعانوا منه من أي نوع من أنواع التنمر أو المضايقات. حفاظاً على مصلحة لاعبينا وفريقنا اتخذ مجلس إدارة الاتحاد هذا القرار"، وأشار إلى أن "الموضوع ليس سياسياً الموضوع فيه مصلحة ومستقبل لاعبين، ودورنا حمايتهم". لاقى انسحاب المملكة، الموقعة على اتفاقية سلام مع إسرائيل في عام 1994، تأييداً محلياً واسعاً. وعبرت العضو في مجلس النواب الأردني، نور أبو غوش، عن "فخرها" بالقرار، وكتبت عبر منصة إكس، "فوزكم بالثبات على المبادئ خيرٌ من ألف كأس ولعبة". عقوبات محتملة Getty Images وعبر رئيس الاتحاد الأردني لكرة السلة، أحمد الهناندة، عن "أمله في أن ينظر الاتحاد الدولي للأمور من منظور صحيح"، قائلا "خوض لاعيبينا لهذه المباراة سيعرضهم لتحديات كبيرة تخالف قواعد حماية اللاعبين ووضعهم كأولوية أولى". و"نأمل أن نتظر اللجنة المختصة في الاتحاد الدولي في هذه الاسباب، ولا يكون هناك تبعات كبيرة على الاتحاد أو اللاعبين أو حتى على الفئات العمرية الأخرى"، وفق الهناندة. وحصل المنتخب الإسرائيلي على "فوز فني" بعد انسحاب الأردن ونقطتين لحسابات التأهل إلى الدور المقبل، فيما لم يحصل المنتخب الأردني على أي نقطة، وفق ما أظهره الموقع الرسمي للبطولة. وبات رصيد إسرائيل 4 نقاط بعد انتصارين ونقطة لصالح الأردن بعد خسارته الأولى أمام الدومينيكان. وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن عقوبات محتلمة قد تفرض على الاتحاد الأردني لكرة السلة، وقالت صحيفة جيروزاليم بوست، "إذا انسحب أي منتخب وطني من مباراتين في البطولة نفسها، يُستبعد من المنافسة نهائياً، وتُحتسب جميع المباريات التي خاضها أو كان من المقرر أن يلعبها كخسائر فنية". ورأى فادي صباح الذي يعمل مع الاتحاد الدولي لكرة السلة الأردني كمراقب فني للمباريات، أن العقوبات التي قد تفرض على الاتحاد بعد انسحاب منتخبه من المباراة "ستقتصر على الغرامات المالية" من دون حرمان المنتخب من المشاركة في المسابقات الدولية مستقبلاً. وأشار في حديثه لبي بي سي، إلى أن العقوبات قد تطال الجهاز الفني للمنتخب واللاعبين. جدل في الأردن بعد قرار نادي الوحدات خوضه مباراة فيها "لاعب إسرائيلي" وغالباً ما ترفض المنتخبات والأندية العربية خوض مباريات ضد الفرق الإسرائيلية. وانسحبت إسرائيل من المنافسات الرياضية في قارة آسيا في مطلع السبعينات من القرن الماضي نتيجة لضغوط متزايدة من قبل الدول العربية، التي رفضت اللعب ضد الفرق الإسرائيلية، مما أدى إلى مقاطعة رياضية واسعة النطاق وانتقلت إسرائيل لخوض المنافسات في القارة الأوروبية. وبعد تطبيع الإمارات علاقاتها مع إسرائيل في عام 2020، وقعت رابطتا دوري كرة القدم للمحترفين في الإمارات وإسرائيل اتفاق تعاون في أول خطوة من نوعها بين دولة عربية وإسرائيل. وعلى مستوى الرياضات الفردية، اختار بعض اللاعبين العرب خوض مبارياتهم أمام نظرائهم الإسرائيليين، فيما انسحب آخرون من المنافسات. فعلى سبيل المثال، رفض اللاعب المصري، محمود محسن، مصافحة خصمه اللاعب الإسرائيلي دانييل فريدمان في بطولة كأس العالم لسلاح السيف التي أقيمت في سويسرا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 بعد فوز اللاعب المصري بنتيجة 5- صفر، وهو الأمر الذي فعله مواطنه لاعب الجودو المصري، إسلام الشهابي، بعد خسارته أمام اللاعب الإسرائيلى أور ساساون في مواجهة دور ال32 من أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل في عام 2016. في حين، تعرض لاعب الجودو الجزائري، فتحي نورين، للإيقاف لمدة 10 سنوات من قبل الاتحاد الدولي للجودو بعد انسحابه من مباراة ضد منافسه الإسرائيلي توهار بوطبول في أولمبياد طوكيو عام 2021، وقال نورين حينئذ إن دعمه السياسي للقضية الفلسطينية جعل من المستحيل عليه المنافسة. * هل يوقع أحمد الشرع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل؟ * بعد مقابلة رئيس الوزراء القطري مع قناة إسرائيلية: من سيطبّع أولا، قطر أم السعودية؟ * اتفاق شراكة بين الدوري الإماراتي والإسرائيلي لكرة القدم