كشف بوشعيب الصوفي محامي الطفلة غيثة ضحية حادث الدهس بسيدي رحال، عن معطيات صادمة تضمنها التقرير الطبي القضائي الذي أنجزه الخبير المحلف الدكتور نور الدين هلال، مشددا على أن الملف يتجاوز مجرد أضرار جسدية إلى معاناة عميقة قد ترافق الطفلة طيلة حياتها.
وأوضح الصوفي، في تصريح ل"الأيام 24″، أن المحكمة الابتدائية الزجرية ببرشيد قررت تأجيل النظر في الملف إلى غاية 13 غشت المقبل، وذلك من أجل تمكين دفاع الطرفين من الاطلاع على نتائج الخبرة القضائية، معبرا عن أمله في أن تأخذ المحكمة بعين الاعتبار حجم الضرر الذي كشفت عنه التقارير، سواء في جانبه الجسدي أو النفسي.
وتقدم المحامي خلال جلسة المحاكمة بملتمس رسمي للمحكمة من أجل إجراء خبرة طبية نفسية ومعنوية، بناءً على مقتضيات المادة 7 من القانون، التي تنص على ضرورة تعويض الأضرار النفسية والمعنوية التي تلحق بالضحايا، خصوصاً في حالات القاصرين الذين يعجزون عن التعبير عن معاناتهم.
وأكد الصوفي أن الطفلة غيثة تعرضت بتاريخ 15 يونيو 2025 لحادثة دهس عنيفة تسببت في كسر خطير على مستوى الجمجمة، وجرح غائر في فروة الرأس، بالإضافة إلى خدوش في الوجه واليد، وتمزق في الجفن الأيمن استدعى تدخلاً جراحياً دقيقاً.
وأوضح أن التقرير الطبي الذي أعده الدكتور برطال، أخصائي جراحة المخ والأعصاب، كشف أن الضحية كانت في حالة فقدان وعي لحظة وصولها إلى المصحة، حيث أظهرت الفحوصات وجود ورم دموي وضغط على الفص الجبهي للمخ، ما استوجب تدخلاً جراحياً مستعجلاً لترميم العظام وتخفيف الضغط.
وحسب ما أورده المحامي الصوفي، فإن تقرير الخبير القضائي حدد مدة العجز الكلي المؤقت في 120 يوماً، فيما بلغت نسبة العجز الجزئي الدائم 80%، معتبراً أن الطفلة باتت تحتاج إلى مساعدة دائمة من طرف ثالث في أنشطتها اليومية.
وأكد المحامي عينه من خلال التقرير وجود أعراض نفسية مقلقة، أبرزها اضطرابات سلوكية، نوبات بكاء حادة دون سبب، تبول لا إرادي، وصعوبة في النوم، معتبرا أن هذه المعطيات تفرض إحالة الطفلة على تتبع نفسي مستمر تحت إشراف متخصصين، مع برمجة حصص للترويض الذهني والعضلي.
واختتم الأستاذ الصوفي تصريحه بالتأكيد على أن حجم المعاناة التي تعيشها غيثة وأسرتها يستوجب إنصافاً قضائياً عادلاً، مشدداً على ضرورة تحميل المسؤولية كاملة للمتسبب في الحادث، وتعويض الضحية تعويضاً يراعي ما لحق بها من أذى جسيم قد يُلقي بظلاله على مستقبلها.