جنرال إسباني يحذر من "مخاطر التنازلات" للمغرب وسط غضب داخل الجيش        إطلاق مناقصة جديدة لتشييد مبان ومرافق طاقية بميناء الناظور غرب المتوسط    حصيلة بيع تذاكر مباراة "الأسود" في الرباط تتجاوز 47 ألف تذكرة في بضعة ساعات    ينقل فيروسات حمى الضنك وشيكونغونيا وزيكا.. انتشار بعوض النمر في بلجيكا    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    المغرب يبحث عن لقبه الثالث في مواجهة نارية مع السنغال            بعد غياب طويل .. 320 ألف متفرج يستقبلون سعد لمجرد        صفقات السلاح .. كيف يوازن المغرب بين تحالفاته الدولية واستقلالية قراره العسكري ؟    باكيتا يعود لقائمة المنتخب البرازيلي واستبعاد نيمار وفينسيوس ورودريجو    "الشان".. "الكاف" يعين الجنوب أفريقي شافاني حكما لمباراة المغرب والسنغال    أستراليا تتهم إيران بالوقوف وراء هجمات معادية للسامية وتطرد السفير الإيراني    برنامج الأغذية العالمي يرى أن المساعدات الداخلة إلى غزة "قطرة في بحر"        زبناء مستاؤون من خدمات شباك بنكي أوتوماتيكي شاشته مظلمة    توضيح بشأن المعطيات المغلوطة بخصوص تنفيذ قانون العقوبات البديلة    مولاي الحسن يستقبل الأطفال المقدسيين المشاركين في المخيم الصيفي لوكالة بيت مال القدس الشريف    أسود الأطلس يواجهون السنغال وعينهم على النهائي    بطولة ألمانيا: دورتموند يمدد عقد مدربه كوفاتش إلى غاية 2027    دعوات للاحتجاج أمام ابتدائية عين السبع تزامنا مع محاكمة المدونة سعيدة العلمي        شي جينبينغ يستقبل رئيس مجلس الدوما الروسي ويؤكد على عمق الشراكة الاستراتيجية بين بكين وموسكو    اجتماع أخنوش بأعضاء مكتب جماعة أكادير: قضايا الأولوية بين أجندة المجلس وانتقادات المعارضة    ذكرى ميلاد صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم.. مناسبة لإبراز جهود سموها من أجل النهوض بوضعية المرأة والطفل    النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي تعلن برنامجا احتجاجيا جديدا بسبب مشروع القانون الأساسي    عائلتا الدريدي وبلهواري تحييان الذكرى 41 لوفاتهما بعد إضراب 1984        عمالات الدار البيضاء تطلق لقاءات تشاورية لإعداد جيل جديد من برامج التنمية الترابية    فرقة الراب "نيكاب" تلغي جولتها الأميركية بسبب محاكمة أحد أعضائها بتهمة دعم حزب الله    كيوسك الثلاثاء | أكثر من نصف المغاربة واعون بالتغيرات المناخية        303 وفاة بسبب المجاعة بقطاع غزة        الصحافي والإعلامي علي حسن في ذمة الله    بولتون ‬رأس ‬حربة ‬اللوبي ‬الانفصالي ‬بواشنطن ‬في ‬ورطة ‬جنائية ‬جديدة ‬تبدد ‬ما ‬تبقى ‬له ‬من ‬تأثير ‬و ‬مصداقية ‬                    جفاف قياسي يضرب أوروبا وحوض المتوسط مطلع غشت الجاري (مرصد)    الدكتور المغربي يوسف العزوزي يبتكر جهازاً ثورياً لتصفية الدم يفتح آفاقاً جديدة لزراعة الأعضاء    موريتانيا تتخذ إجراءات وقائية بعد تسجيل حالة إصابة بمرض جدري القردة بالسنغال    انطلاق بيع تذاكر مبارة المغرب والنيجر    «مهرجان نجوم كناوة».. رواد الفن الكناوي يلهبون حماس جمهور الدار البيضاء    وفاة الإعلامي علي حسن أحد الوجوه البارزة في التلفزيون والسينما المغربية    رأي : الحسيمة الثقافة والهوية    الإعلامي محمد الوالي (علي حسن) في ذمة الله.. مسار حافل في خدمة التلفزيون والسينما    الإعلامي محمد الوالي الملقب بعلي حسن نجم برنامج "سينما الخميس" في ذمة الله    أمر فرنسي بترحيل ثلاثيني مغربي لقيامه بفعل خطير    دراسة: النظام الغذائي النباتي يقلل خطر الإصابة بالسرطان    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بي بي سي توثق هجوم مستوطنين إسرائيليين على مزرعة فلسطينية في الضفة الغربية
نشر في الأيام 24 يوم 19 - 08 - 2025

BBCشهدت لوسي ويليامسون، مراسلة بي بي سي، وفريقها هجوماً شنه مستوطنون ملثمون
من بين بقايا أشجار الزيتون المحطمة التي يمتلكها إبراهيم حمايل، في الضفة الغربية المحتلة، رأينا الرجال الملثمين يقتربون.
كان هناك نحو عشرة مستوطنين، ينزلون من البؤرة الاستيطانية غير القانونية الرابضة فوق مزرعته وعبر الحقل نحونا، يتحركون بسرعة ويحملون عصياً ضخمة.
كان هجوماً مفاجئاً ولم يكن رداً على أي استفزاز.
* الاستيطان الإسرائيلي: هل تسعى إسرائيل إلى منع إمكانية إقامة دولة فلسطينية؟
كان إبراهيم يطلعنا على الأشجار، التي قال إن المستوطنين من البؤرة الاستيطانية قطعوها أشلاءً هذا الأسبوع.
Fred Scott, BBCمستوطنون ملثمون يقتحمون الأراضي الزراعية الفلسطينية
لأجيال، تقوم عائلة إبراهيم بزراعة الزيتون هنا على أراضٍ قريبة من بلدة ترمسعيا، ما يجعلها هدفاً للمستوطنين المتطرفين، الذين يعتقدون أن تدمير الأشجار وقتل المواشي الفلسطينية سيقضي أيضاً على فكرة الدولة الفلسطينية، من خلال إجبار سكان مثل إبراهيم على مغادرة أراضيهم.
"الخوف أمر طبيعي"، قال لي إبراهيم، وهو ينظر إلى التل حيث ترفرف قطعة قماش مشمع على نقطة مراقبة للمستوطنين أمام بضع كرفانات ومنازل مؤقتة. "لكن هناك شيء أقوى من الخوف يدفعني للبقاء هنا – رائحة أجدادي وارتباطي الذي يعود إلى مئات السنين – حتى لو دفعت الثمن من دمي".
* تسارع استيلاء مستوطنين متطرفين على أراضٍ في الضفة الغربية المحتلة
عندما يركض الرجال الملثمون نحونا، نتراجع إلى الطريق ونبتعد لمسافة آمنة.
في غضون دقائق، يتجمع بعض جيران إبراهيم من المزارع والقرى المجاورة حاملين المقاليع والحجارة لمواجهة المهاجمين.
Fred Scott, BBCإبراهيم حمايل يقف بجانب بقايا أشجار الزيتون المحطمة
اشتعلت النيران في النباتات على جانب الطريق، ودخانها يشير إلى موقع المواجهة، بينما يطارد المستوطنون على دراجات رباعية طاقم طوارئ متطوع يحاول الوصول إلى منزل ريفي في وسط الحقل.
أصبح هذا الآن مشهداً مألوفاً. يقول الفلسطينيون الذين يعيشون في هذه القرى جنوب نابلس إن هناك هجمات ومواجهات على أراضيهم كل أسبوع، وإن المستوطنين يستخدمون هذا النوع من التكتيكات للاستيلاء على الأراضي، حقلاً حقلاً.
لكن سرعة وانتشار هذا الهجوم مذهلان.
في أقل من ساعة، انتشر العشرات من المستوطنين عبر التلال. شاهدناهم وهم يقتحمون مبنى معزولاً، ويشعلون النار بشكل منهجي في السيارات والمنازل.
اندفع الرعاة على الحافة الأبعد للتلال وهم يسوقون قطعانهم بعيداً، بينما اندلعت النيران في التلة خلفهم، وتصاعد الدخان من عدة مواقع.
بحلول ذلك الوقت، وجد الفلسطينيون الذين وصلوا من جميع أنحاء المنطقة لمساعدة جيرانهم أن الطريق الرئيسي مغلق من قبل الجيش الإسرائيلي، بينما استمرت أعمال التدمير.
وأفادت التقارير أن أحد الفلسطينيين تعرض للضرب على يد المستوطنين، وأخبرنا الجيش لاحقاً أن كلا الجانبين تبادلا إلقاء الحجارة على بعضهما البعض، وأن الفلسطينيين أحرقوا الإطارات. وقال إن أربعة مدنيين إسرائيليين تلقوا العلاج الطبي في مكان الحادث.
من بين الحشد الذي كان ينتظر بالقرب من حاجز الجيش، وجدنا رفعة سعيد حميل، التي استبدلت إيماءاتها المضطربة بابتسامة دافئة وعناق عندما تحدثنا إليها.
Fred Scott, BBCالمستوطنون الإسرائيليون أشعلوا النار في السيارات والمنازل
أخبرتنا رفعة أن زوجها محاصر في منزلهم الريفي بالقرب من مزرعة الزيتون خاصة إبراهيم، ومحاط بالمستوطنين، لكن الجيش لم يسمح لها بالمرور.
وقالت: "يفعل المستوطنون هذا بنا كل يومين – يهاجموننا ويقطعون أشجار الزيتون ويحرقون المزارع. هذه ليست حياة. لا أحد يستطيع إيقافهم. ليس لدينا ما نقاومهم به. لديهم أسلحة، ونحن لا نملك شيئاً".
علمنا لاحقاً أن المستوطنين أحرقوا جزءاً من ممتلكاتهم، وأن زوج رفعة أصيب بجروح في وجهه وساقه بعد أن ضربوه بالحجارة.
تقول منظمة السلام الآن الإسرائيلية، التي تراقب انتشار المستوطنات في الضفة الغربية، إن عدد البؤر الاستيطانية – وعدوان المستوطنين – تضاعف منذ هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2023، وحرب غزة التي تلت ذلك.
وتقول المنظمة إنه منذ بداية عام 2024، ظهرت حوالي 100 مستوطنة في الضفة الغربية. كما وجدت أن المستوطنين استولوا على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي، في السنوات القليلة الماضية، باستخدام نفس نمط الترهيب العنيف - الذي يشجعه، حسبما تقول، دعم الحكومة وعدم تطبيق القانون بشكل سليم من قبل إسرائيل.
في الأسبوع الماضي، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، اليميني بتسلئيل سموتريتش، عن إنشاء آلاف الوحدات السكنية الجديدة في كتلة استيطانية كبيرة في الضفة الغربية جنوباً، قائلاً إن ذلك "سيدفن فكرة الدولة الفلسطينية".
بين 5 و11 أغسطس/آب 2025، وثق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ما لا يقل عن 27 هجوماً، شنها المستوطنون ضد الفلسطينيين وأسفرت عن وقوع إصابات أو أضرار في الممتلكات أو كليهما، في أكثر من عشرين مجتمعاً محلياً مختلفاً.
وقال المكتب إن هذه الهجمات أدت إلى نزوح 18 أسرة.
لم نتمكن من التحدث إلى أي من المستوطنين المتورطين في الهجوم الذي شهدناه. أخبرنا مجلس المستوطنين المحلي أن هناك عناصر من كلا الجانبين تسعى إلى الاستفزاز، وهو ما أدانه بشدة.
أخبرنا إبراهيم أنه قدم شكويين منفصلتين بشأن الهجمات على أرضه، لكن قلة من الفلسطينيين هنا يثقون في العدالة الإسرائيلية أو قوات الأمن، قائلين مراراً وتكراراً إنها تحمي المستوطنين فقط.
أخبرني أحد أفراد طواقم الطوارئ المتطوعين، الذين جاءوا للمساعدة خلال الاشتباكات يوم السبت، أن الجيش الإسرائيلي منعهم من الوصول إلى مكان الحادث.
وقال يحيى الخطيب: "كنا نحاول إنقاذ الشباب، عندما جاء الجيش، وأطلق أبواق سياراته وأمرنا بالابتعاد عن المكان".
وأضاف: "كنا متطوعين نرتدي ستراتنا. نحن لسنا هنا لمهاجمة المستوطنين أو إيذائهم. نريد إطفاء الحرائق وعلاج المصابين. لكنهم [الجيش] منعونا ووقفوا في طريقنا".
وتزداد التوترات بين السكان المحليين والمستوطنين تعقيداً، بسبب السيطرة المتزايدة للقوات الإسرائيلية في جميع أنحاء الضفة الغربية، التي شهدت إخلاء وتدمير واسع النطاق لمخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية.
من يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران من عام 2025، وثقت الأمم المتحدة مقتل 149 فلسطينياً على يد مستوطنين أو جنود إسرائيليين، في الضفة الغربية المحتلة. وقتل تسعة إسرائيليين على يد فلسطينيين.
بعد ساعات من الاشتباكات، التي اندلعت حول مزرعة إبراهيم يوم السبت، أضيفت ضحية فلسطينية أخرى إلى هذا العدد المروع.
قُتل حمدان أبو العيا، البالغ من العمر 18 عاماً، برصاص القوات الإسرائيلية في قرية "المغير"، على بعد بضعة أميال من حقل إبراهيم.
Fred Scott, BBCوالدة حمدان أبو العيا، 18 عاماً، تبكي في جنازته بعد أن قُتل برصاص القوات الإسرائيلية
أخبرتنا والدته أنه ذهب ليرى الحرائق التي أشعلها المستوطنون في الجوار. وقالت: "ربيتُه لمدة 18 عاماً، ورحل في غمضة عين".
سألنا الجيش الإسرائيلي عما حدث. قال إن "إرهابيين" ألقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف على القوات في القرية، وإن الجنود "ردوا بإطلاق النار لإزالة التهديد".
تجمع المئات في منزل حمدان لحضور جنازته يوم الأحد، حيث تم نقل جثمانه لكي تودعه والدته.
قال والده، أمين أبو العيا، غاضباً لأصدقائه وعائلته، إنه رفض أن يظهر دموعه للإسرائيليين.
وقال: "ظنوا أننا سنغادر إذا قتلوا ابننا. لن أصرخ وأقول: لماذا ذهب إلى هناك؟ لست حزيناً لوفاته. أشجع الشباب على فعل أي شيء في استطاعتهم ضد المحتل المجرم".
في المسجد المحلي، استُقبل جثمان حمدان استقبال الأبطال عندما تم حمله لأداء صلاة الجنازة - حيث علقت أعلام فلسطينية ضخمة إلى جانب أعلام فتح وحماس على الأسطح والنوافذ، واصطفت الحشود على طول مسار النعش.
في لغة هذا الصراع، كل ولادة وكل جنازة لا تؤدي إلا إلى تعزيز الروابط بالأرض.
* حماس تعلن موافقتها على مقترح الوسطاء الجديد لوقف إطلاق النار، وترامب يقول إنه يجب "تدمير الحركة بأسرع وقت"
* الأمم المتحدة: إجراءات إسرائيل ساهمت في تفشي المجاعة، و15 ألف مريض بحاجة لإجلاء طبي من غزة
* المستوطنون المتطرفون يستولون على أراضي الضفة الغربية بوتيرة متسارعة - تقرير لبي بي سي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.