أثار تقرير نشرته مجلة متخصصة في الشأن العسكري جدلا واسعا في الجزائر، بعدما أشار إلى أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط القادرة على صد هجمات جوية إسرائيلية. ومما أوردته مجلة "ميليتري ووتش ماغازين" في تقريرها، أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك فضاءً جويا محميا ضد أي هجمات إسرائيلية أو غربية، وذلك بفضل استثماراتها الضخمة في أنظمة الدفاع الجوي الحديثة من روسيا والصين.
وجاء في تقرير المجلة الصادر يوم 10 شتنبر الجاري، تحت عنوان "الدولة العربية الوحيدة التي لا تستطيع إسرائيل والغرب قصفها: ما الذي يجعل الجزائر محصّنة بشكل فريد؟"، أن الجزائر هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي استثمرت بشكل واسع في أنظمة دفاع جوي حديثة من مصادر غير غربية، إذ اعتمدت على روسيا والصين لتزويدها بشبكة رادارات ومنظومات صواريخ أرض-جو، إضافة إلى أساطيل من المقاتلات الاعتراضية.
وخلصت مجلة "ميليتري ووتش"، إلى أن الواقع يمنح إسرائيل وتركيا ودول الغرب حرية كبيرة في توجيه ضربات جوية عبر المنطقة، في حين تبقى الجزائر البلد الوحيد الذي يملك فضاء جويا محميا ضد مثل هذه الهجمات، سواء بفضل تنوع مصادر تسليحه أو قوة منظومته الدفاعية وتدريب قواته.
وعلى المستوى الجزائري، أثار هذا الطرح نقاشا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عده متتبعون محاولة لتضخيم القدرات العسكرية الجزائرية ضمن خطة تستهدف البلاد.
ووصف معلقون ما أوردته المجلة الأمريكية، بأنه "حملة مدبرة، تشبه ما حدث مع العراق في التسعينيات حين تم تضخيم قدراته العسكرية في الإعلام الغربي تمهيدا لاستهدافه".
وذهب أصحاب هذا الرأي، إلى أن الاهتمام المفاجئ بالقدرات الدفاعية الجزائرية، يعكس عملية "خداع إستراتيجي" جديدة. ودعوا إلى الحذر من الانسياق وراء ما وصفوه ب"الكذب الممنهج".
الصحافي الجزائري المختص في الشأن الدولي رضا شنوف، قال إن "الآلة الدعائية التي تريد أن تصور الجزائر كدولة مسلحة بتسليح لا يقهر، يعيدني إلى الحملات التي صورت العراق كقوة أكثر من نووية".