تواصل غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء جلساتها الخاصة بملف ما بات يُعرف إعلامياً بقضية "إسكوبار الصحراء"، التي يُتابع فيها عدد من المتهمين، من بينهم القياديان السابقان بحزب الأصالة والمعاصرة، سعيد الناصيري وعبد النبي البعيوي. وخلال جلسة اليوم الخميس، التي حضرت فيها الفنانة لطيفة رأفت ورضوان الناصيري نقيب الزاوية الناصيرية الى باقي الشهود، أثار دفاع البعيوي، المحامي محمد كروط، مسألة تعذر حضور موكله بدعوى وضعه الصحي، مؤكدا أنه يخضع حاليا لعمليتين جراحيتين متتاليتين داخل المستشفى. وبعد أن شدّد الدفاع على أن غياب البعيوي مبرَّر بشهادة طبية، وأنه كان حريصا دوما على الحضور للجلسات، طالب المحكمة بتأجيل الملف ضمانا لحقوق الدفاع واحتراما لشروط المحاكمة العادلة، موضحا أن الاستماع إلى الشهود يقتضي حضور المتهم، واعتبر أن أي مناقشة في غيابه تُخِل بمبدأ المواجهة. وردا على تساؤل القاضي حول المدة اللازمة لتعافي البعيوي، أشار إلى أن النيابة العامة وحدها تملك إمكانية التواصل مع الطبيب المعالج، مرجحا أن تتراوح فترة الغياب بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. من جهته، اعتبر دفاع الناصيري، المحامي المسكيني، أن مبدأ المحاكمة العادلة يفرض عدم تجزيء مسارها، وأنه لا يمكن المضي في الاستماع إلى الشهود في غياب أحد المتهمين، مؤكدا أن الأمر يتعلق بضمانات المحاكمة العادلة. وهو نفس الموقف الذي أيّده المحامي المسعودي، مبرزا أن المرحلة الحالية تتعلق بالبحث، وأن حضور المتهمين فيها أمر جوهري، خاصة مع وجود عذر قانوني واضح يبرر الغياب. وفي المقابل، دعت النيابة العامة إلى المضي في الاستماع إلى الشهود الذين لا تربطهم علاقة مباشرة بالبعيوي، تفاديا لمزيد من التأجيل، غير أن دفاع المتهم شدّد على أن شهادات أي من المصرّحين قد تتضمن معطيات مرتبطة بجميع المتهمين، ما يستوجب حضورهم جميعا دون استثناء. وبعدما تبيّن للمحكمة حضور جميع الشهود والمصرحين، وتسجيل المتغيبين منهم، قررت هيئة الحكم إرجاء البت في طلب التأجيل إلى ما بعد المداولة في آخر الجلسة.