قال رشيد لزرق، أستاذ القانون العام بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، إن إعلان الولاياتالمتحدة تشجيع الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية للمغرب يمثل تحولا نوعيا في الموقف الأمريكي، إذ انتقل من الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه إلى ترجمة ذلك عمليا عبر دعم مشاريع اقتصادية على الأرض.
وأوضح لزرق، في تصريح ل"الأيام 24″، أن هذه الخطوة تحمل دلالات سياسية وجيوستراتيجية قوية، فهي تعزز مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي يحظى بتأييد دولي متنام، وتضعف في المقابل حجج الأطراف المناوئة، مشيرا إلى أنها تشكل رسالة واضحة إلى الجزائر والبوليساريو بأن الكفة الدولية باتت تميل أكثر نحو تثبيت السيادة المغربية على الصحراء.
وعلى المستوى الاقتصادي، أكد المتحدث أن الإعلان الأمريكي يفتح الباب أمام تدفق رؤوس الأموال والخبرات الأمريكية نحو الأقاليم الجنوبية، خاصة في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، التعدين، السياحة والبنى التحتية، بما يسهم في تنمية المنطقة وخلق فرص شغل محلية.
غير أن نجاح هذه الدينامية، يضيف لزرق، يبقى رهينا بإشراك الساكنة في منافع المشاريع وضمان الشفافية في تدبيرها، حتى تصبح التنمية رافعة إضافية لترسيخ الوحدة الترابية وتعزيز موقع المغرب كفاعل إقليمي وازن.
وكان نائب وزير الخارجية الأمريكي، كريستوفر لانداو، قد أعلن عقب مباحثاته أمس الأربعاء مع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة بنيويورك، أن واشنطن، في سياق اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه، ستشجع الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية، في إطار المبادرات الرامية إلى تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية ودعم الاستقرار بالمنطقة.