قالت مجلة “لكسربيس” الفرنسية إن تأهل نادي مانشستر يونايتد إلى ربع نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا على حساب نادي باريس سان جرمان الفرنسي، سيزيد بالفعل من سعر النادي؛ وذلك في وقت عادت فيه إلى الواجهة فرضية شرائه من قبل ولي العهد السعودي في أعقاب اجتماع، في شهر في فبراير، بين مسؤولي النادي الانكليزي مع مسؤولين في الصندوق الاستثمار الحكومي للسعودية. وأضافت المجلة الفرنسية أن فرص شراء السعودية لنادي الشياطين الحمر تبدو أقل، حيث إن الاخوان غلازير، مالكي النادي الحاليين، حوّلاه واحداً من أكثر الشركات ربحاً “الشركات” الأكثر ربحاً في السوق الرياضية: وفقًا لقائمة فوربس، تصل قيمة مانشستر يونايتد إلى 3.6 مليار يورو. لكن على المستوى الكروي تبدو الأمور مختلفة، كما اتضح من خلال عمليات شراء نادي مانشستر سيتي الانكليزي من قبل الإماراتيين أو كذلك شراء نادي باريس-سان-جرمان الفرنسي من قبل القطريين. وعليه، فإن محمد بن سلمان، بدوره، يَحلم بشراء نادي الشياطين الحمر العريق الذي ارتدى قميصه أبطال كثيرون من قبيل جورج بيست و إيريك كانتونا وكريستيانو رونالدو، من أجل أن يجعل منه سفينة القيادة لسياسته الطموحة الهادفة إلى وضع المملكة العربية السعودية في مركز كوكب كرة القدم.
كما اعتبرت المجلة أنه بالاضافة إلى “البيزنس” الخالص؛ فإن محمد بن سلمان يأمل في الاقتداء أو تقليد دولة قطر وينتصر بالتالي في القوة الناعمة، هذه الدبلوماسية الرياضية التي تهدف إلى تحسين صورة المملكة مع مساعدتها في الظفر ببعض العقود في الخارج. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن ولي العهد السعودي يدرك أنه قبل أن يتمكن من رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين مع مانشستر يونايتيد تحت العلم السعودي؛ سيكون عليه أولاً تحسين وضع الدوري السعودي الكارثي، حيث تعود – حتى الآن- ملكية كافة الاندية المحترفة إلى عائلة آل سعود الحاكمة. ولتسريع احتراف هذه الأندية، ضخت الدولة السعودية 650 مليون دولار من أجل جذب المستثمرين الخاصين وجعل الدوري السعودي – أصبح في سبتمبر 2018 دوري محمد بن سلمان – بطولة جذابة.
ومضت المجلة إلى التوضيح أنه علاوة على المسابقات الرياضية، فإن محمد بن سلمان يسعي إلى النجاح في التأثير على هيئات صنع القرار، ومن أجل تلك المهمة عين صديقه المقرب وحارسه الشخصي السابق تركي آل الشيخ على رأس الهيئة العامة للرياضة. كما أن المملكة أصبحت تتخذ من “ اقتصاد كرة القدم” أيضا وسيلة للمضي قدما في المنافسة مع الدوحة التي حققت نجاحات كبيرة في هذا المجال على الصعيد العالمي.
لكن مساعي ولي العهد السعودي اصطدمت بقوة بحريمة قتل الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي والتي تصدرت وسائل الاعلام العالمية على مدى أسابيع، وكان من تداعياتها أن اتخذ عدد من الشركاء الماليين والاقتصاديين بعض الشيء مسافة من المملكة السعودية.