"البيجيدي" يعلن تضامنه مع البقالي ويطالب المغرب بالتدخل "الفوري" لإطلاق سراحه        هل يغض مجلس المنافسة الطرف عن فاحشي أرباح المحروقات؟    منظمة إسبانية تحتفي بمئوية "إنزال الحسيمة" بندوة مثيرة للجدل في الجزيرة الخضراء    وزير خارجية فرنسا: دول أوروبية أخرى ستتعهد قريبا بالاعتراف بدولة فلسطين    الملك يهنئ أعضاء المنتخب الوطني المغربي النسوي لكرة القدم على المسيرة المتألقة في كأس أمم إفريقيا للسيدات نسخة 2024    ميناء طنجة المتوسط: إجهاض محاولة تهريب أربعة أطنان و374 كيلوغراما من مخدر الشيرا    عيد العرش.. مشاريع تنموية مهيكلة تعيد رسم ملامح مدينة أكادير    اليماني: مجلس المنافسة تحاشى الحديث عن مدى استمرار شركات المحروقات في مخالفاتها    هيئات تستنكر التعديلات غير الدستورية للحكومة على قانون المجلس الوطني للصحافة    فيلدا: اللقب ضاع منا بسبب تفاصيل صغيرة    بنك المغرب: أرباح المجموعات البنكية تتجاوز 21 مليار درهم في 2024    مؤسسة الفقيه التطواني تعلن عن تنظيم جائزة عبد الله كنون    توقعات أحوال الطقس اليوم الأحد    فيلدا حزين بعد خسارة "لبؤات" الأطلس.. التراجع عن احتساب ضربة جزاء أثر على سير المباراة    الجزائر تسحب بطاقات امتياز دخول مطاراتها وموانئها من السفارة الفرنسية    الملك يهنئ المنتخب الوطني النسوي    جمالي: تحديات ثلاث أمام تحويل الدعم المباشر إلى رافعة للتمكين    زيادات مرتقبة في منح مؤسسات الرعاية الاجتماعية    طفلة هولندية تقود سيارة وتصطدم بمنزل    نيجيريا تحسم نهائي كأس إفريقيا للسيدات ب3-2 أمام "لبؤات الأطلس"    بين ابن رشد وابن عربي .. المصباحي يحدد "أفق التأويل" في الفكر الإسلامي    من قلب +8: أسئلة مؤجلة من المستقبل عن الهوية والتنمية وروح المجتمع    بدء دخول قوافل مساعدات إلى غزة عبر معبر رفح بعد إعلان إسرائيل "تعليقا تكتيكيا" لعملياتها العسكرية    "واتساب" يطلق ميزة جديدة تتيح للمستخدمين التحدث صوتيا مع المساعد الذكي "ميتا أي"    رقم 5 يُكرّس بقاء أكرد في "وست هام"    موجة جفاف غير مسبوقة تضرب إيران    كينيدي يعيد هيكلة الصحة الأمريكية    "عدو هارفارد" يستهدف جامعات أمريكا    مهمة استطلاعية حول دعم استيراد المواشي واللحوم تُواجه مأزقاً سياسياً بالبرلمان    تهنئة من السيد محمد بولعيش، رئيس جماعة اكزناية، بمناسبة الذكرى ال26 لعيد العرش المجيد    "حماة المستهلك" يطالبون باليقظة أمام زحف العطور المقلدة في المغرب    مشروع "تكرير الليثيوم" ينوع شراكات المغرب في قطاع السيارات الكهربائية    نسبة ملء سدود المغرب تستقر عند 36% وتفاوت واسع بين الأحواض المائية    بيدرو باسكال .. من لاجئ مغمور إلى ممثل يعكس قلق العالم في هوليوود                المغرب مركز القرار الكروي الإفريقي الجديد    رسالة تعزية ومواساة من جلالة الملك إلى أسرة المرحوم عفيف بناني والد الدكتور أيوب    نشرة إنذارية... موجة حر من الأحد إلى الثلاثاء بعدد من مناطق المملكة            وفاة الموسيقار اللبناني زياد الرحباني        صحة: اكتشاف "نظام عصبي" يربط الصحة النفسية بميكروبات الأمعاء لدى الإنسان    عصيد: النخبة المثقفة تركت الساحة فارغة أمام "المؤثرين وصناع المحتوى"    سجلماسة: مدينة وسيطية بتافيلالت تكشف عن 10 قرون من التاريخ    بعوض النمر ينتشر في مليلية ومخاوف من تسلله إلى الناظور    الوصول إلى مطار المدينة المنورة‮:‬‮ على متن طائر عملاق مثل منام ابن بطوطة!    اكتشافات أثرية غير مسبوقة بسجلماسة تكشف عن 10 قرون من تاريخ المغرب    المشي 7000 خطوة يوميا مفيد جدا صحيا بحسب دراسة    ما المعروف بخصوص "إبهام الهاتف الجوال"؟        الحج ‬إلى ‬أقاليم ‬الله ‬المباركة‮! .. منعطف المشاعر    زمن النص القرآني والخطاب النبوي    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخطر الإرهابي القادم من تندوف.. إلى متى هذا الصمت؟
نشر في الدار يوم 17 - 03 - 2023

الارتباط بين ميليشيا البوليساريو المسلحة وبين التنظيمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء لم يعد أمرا في حاجة إلى إثبات. فتنظيم ولاية الدولة الإسلامية بالصحراء الكبرى يخضع اليوم لقيادة عدنان أبو الوليد الصحراوي، الذي يعد أحد العناصر البارزة التابعة لجبهة البوليساريو الانفصالية. كما أن مخيمات اللاجئين المحتجزين في تيندوف أضحت تشكل خطرا واضحا بسبب تفريخها لعناصر تنتقل من جبهة البوليساريو للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية. ينضاف إلى هذا وذاك الارتباطات الجديدة التي فتحتها الجزائر عبر علاقاتها المشبوهة مع إيران وحزب الله لكي تدعم الجبهة الانفصالية في مخططاتها التخريبية. وقبل هذا كله احتفاظ هذا التنظيم الانفصالي بترسانة من الأسلحة الفتاكة من كل الأنواع بعيدا عن أي رقابة دولية أو إقليمية.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو لماذا هذا الصمت الغريب عن تنظيم بهذه الخطورة في منطقة حساسة وجد ملتهبة؟ ما الفرق بين تنظيم البوليساريو والتنظيمات الإرهابية بمنطقة الساحل التي لم تتردد قوى دولية كبرى في العمل على تفكيكها والقضاء عليها؟ مثلما فعلت فرنسا قبل سنوات في مالي. هذا السؤال يؤكد بالملموس أن هناك توظيفا سياسيا دوليا، أو على الأقل من بعض القوى الغربية على الخصوص، لهذا الملف من أجل ممارسة المزيد من الابتزاز والتحكم في هذه المنطقة، تحت طائلة التهديدات الأمنية واستمرار مطالب الانفصال وتقرير المصير المزعوم. وإلا فإن مجرد توفر تنظيم عسكري لا يمتلك لا دولة ولا حكومة، ولا أرضا ولا هوية، على ترسانة هائلة من الأسلحة وعلى أعداد كبيرة من المقاتلين المرتزقة من كل البلدان والجهات، يمثل في حد ذاته تنسيقا إرهابيا ينبغي الحد منه.
وهذا هو موقفنا المشروع في المغرب تجاه ما يحدث من حولنا، وعلى حدودنا الشرقية. استمرار الجزائر في احتضان جبهة البوليساريو الإرهابية هو دعم للتخريب والإرهاب وتهديد لاستقرار بلادنا، ومن ثمة فإن ما ينبغي القيام به سواء من طرف السلطات المغربية أو من قبل الهيئات العربية والإفريقية والدولية هو الانكفاء على مقاربة هذه الظاهرة من وجهتها الحقيقية. جبهة البوليساريو لم تعد مجرد تنظيم راديكالي يساري من بقايا الحرب الباردة، وإنما هي تنظيم إرهابي خالص، فحمل السلاح والتهديد به باستمرار لا يمكن أن يخرج أبدا عن هذه التهمة، ولا أن يبرّر بأي مبررات أخرى، سواء كانت إيديولوجية أو تاريخية أو جيواستراتيجية. ينبغي العمل إذن منذ الآن على تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية.
لذلك فإن الرهان الذي ينبغي أن ترفعه الدبلوماسية الوطنية على المدى القريب والمتوسط سيكون هو العمل على تصنيف رسمي، أممي ودولي، لهذا التنظيم باعتباره تنظيما إرهابيا لا أقل ولا أكثر. ولأجل تحقيق هذه الغاية سيتعيّن علينا حشد كل الإمكانات المتوفرة دبلوماسيا وسياسيا وفكريا وثقافيا من أجل إقناع المنتظم الدولي بخطورة استمرار هذا التنظيم في حمل السلاح، خصوصا بعد كل الارتباطات التي ثبتت بينه وبين مختلف التنظيمات الناشطة في منطقة الساحل والصحراء، بعيدا عن أي رقابة أو متابعة بآليات دولية أممية أو إفريقية. وإذا كانت بعض القوى الدولية الفاعلة تعتبر هذا الملف خارج دائرة أولوياتها، فإنه بالنسبة لنا في المغرب يحتل موقع الأولوية العظمى بالنظر إلى ما يشكله من تهديد لاستقرار بلادنا ووحدتها الترابية.
تنظيم البوليساريو لا يزال يحتفظ بسلاحه، بل لا يزال يتزود بما استجد من الأسلحة، مثلما هو الحال بالنسبة لصفقة الطائرات الإيرانية المسيّرة، وهذا التسلح وحده دليل قاطع على أن الأمر يتعلق بعصابة إرهابية تهدد الأمن والاستقرار، ولا مجال أبدا لاستمرار الترويج لكل الذرائع الإيديولوجية، التي تمت التغطية عليها على مدى سنوات الحرب الباردة بقرارات "الشرعية الأممية"، وتقارير مجلس الأمن، في الوقت الذي كانت فيه الهيئة الدولية قادرة على تصنيف تنظيمات أخرى في نطاق الحركات الإرهابية دون مواربة أو تردد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.