غضب واسع واتهامات بالعنصرية بعد قرار فرنسا منع اللاعبين من الإفطار في المباريات

لم يكن قرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعدم إيقاف المباريات للسماح للاعبين الصائمين بالإفطار خلال المباريات، ليمر دون أن يثير غضبا وجدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العديد من الدول.
منتقدو القرار اعتبروا ما جاء في قرار الاتحاد الفرنسي، نقيضا لقرار لجنة الحكام التابعة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، والتي أصدرت في بداية شهر رمضان تعليماتها للحكام في الدرجات الممتازة والأولى وباقي البطولات، بضرورة التعامل بطريقة خاصة مع اللاعبين المسلمين خلال شهر رمضان.
لجنة الحكام التابعة للاتحاد الانجليزي لكرة القدم، طلبت من حكامها، تسهيل عملية إفطار اللاعبين المسلمين الصائمين، خلال المباريات التي تتزامن مع أذان المغرب، بحيث يكون بإمكان اللاعبين تناول السوائل أو المكملات الغذائية خلال فترة التوقف على أن يتم استئناف المباراة بعد ذلك مباشرة.
قرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أثار لغطا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي، في العديد من الدول العربية، حيث ظهر اسم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم من بين أكثر المواضيع تداولا على تويتر، و غلب على التعليقات طابع الغضب، كما عبر كثيرون عن عدم اقتناعهم بالحجج التي ذكرها الاتحاد في بيانه لمنع إيقاف المباريات متهمين الاتحاد الفرنسي بالعنصرية.
و أثار قرار منع الحكام في فرنسا من إيقاف المباريات من أجل الإفطار، كذلك، سخرية كبيرة، حيث اقترح مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي، على اللاعبين إدعاء الإصابة ليتوقف بعدها اللعب حتى إتمام الإسعاف وهو الأمر الذي يمكن للاعبين الصائمين استغلاله لكي يفطروا.
وتنديدا بقرار الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، أبدى أنصار فريق باريس سان جيرمان، أمس الأحد احتجاجهم ضد القرار ، حيث
رفع أنصار الفريق لافتة كتب عليها :" تمرة وكأس ماء.. كابوس اتحاد كرة القدم الفرنسي"، وذلك خلال مباراة فريق باريس سان جيرمان وضيفه نادي أولمبيك ليون، بِرسم الجولة ال 29 من البطولة الفرنسية.
كما انتقد الدولي الفرنسي السابق، لوكاس ديني، لاعب "أستون فيلا" القرار عبر خاصية "الستوري" بحسابه في "إنستغرام".
وكتب ديني "في عام 2023 يمكننا إيقاف المباراة لمدة 20 دقيقة من أجل مراجعة قرارات الحكام، ولكن يُمنع ذلك لمدة دقيقة واحدة من أجل شرب الماء!".
وكان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، قد دعا الحكّام إلى عدم إيقاف المباريات موقتا للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار خلال شهر رمضان.
وفي تبرير اعتبره العديد من المتتبعين، "متناقضا" و "عنصريا"، أكد الاتحاد الفرنسي لكرة القدم أن " هذه الممارسة المسموحة في الدوري الإنكليزي، لا تتوافق مع قوانين الاتحاد الفرنسي للعبة".
وفي خضم الأزمة الداخلية التي تعيشها فرنسا، ينتظر أن يثير هذا القرار المجحف، المزيد من الاحتقان داخل الأوساط الكروية الفرنسية، وفي صفوف اللاعبين المسلمين الذين يلعبون لاندية فرنسية، خاصة و ان الجميع أجمع على أنه قرار عنصري يحرم اللاعبين من ممارسة طقوسهم الدينية.