قال سعود الأطلسي رئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن، إن هذه الأخيرة، قد وجهت رسالة إلى كل السفراء المعتمدين بالرباط للدول العظمى الدائمة العضوية في مجلس الأمن، فرنسا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، الصين الشعبية وروسيا. وأضاف الأطلسي في ندوة صحفية عقدها أمس بالرباط، أن هدف هذه الرسالة هو التعبير عن قلقنا كلجنة مغربية للسلم والتضامن غير حكومية مشكلة من ثلاثة أحزاب سياسية، معنية بإشاعة قيم التضامن داخل الوطن الواحد وما بين الشعوب ومهتمة بمساندة القوى العاملة من أجل السلام العالمي، والتنبيه إلى خطورة ما تفوه به السيد الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لمخيمات إخواننا الصحراويين في الأراضي الجزائرية من تصريحات متحت من قاموس جبهة البوليساريو، الشيئ الذي جعل الأمين العام يزيغ عما هو منذور له وهو الحياد المفروض أن لا يحيد عنه. وجاء في الرسالة الموجهة للسفراء الخمسة المعتمدين بالرباط، أن «تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، صعدت اللهجة في وجه المغرب، متجاهلة مقترح بلدنا السلمي الذي انبثق من حرص المغرب على التقدم بالمفاوضات السلمية نحو حل متوافق عليه، وهو مقترح الحكم الذاتي. واعتبرت الرسالة نفسها أن هذه التصريحات مشجعة لمن يسعى إلى عرقلة، أمام التقدم في المساعي السلمية و أنها تحرض على تصعيد التوتر بل وتسوغ للبوليساريو تنفيذ تهديداتها بالعودة الى الحرب ضد المغرب. وأكد الأطلسي بالمناسبة أن المغرب حين اقترح مشروع الحكم الذاتي، لم يكن الاقتراح من باب الضعف، بل من أجل حل سياسي متوافق عليه. ومشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، الذي اعتبره مجلس الأمن مشروعا ذا مصداقية وواقعيا مطروح كأرضية للتفاوض، موضحا أن المغرب في صحرائه، وما يجري بأقاليم الشمال، يجري كذلك بالأقاليم الجنوبية من انتخابات وتنمية واستثمار... وأوضح رئيس اللجنة المغربية للسلم والتضامن التي تضم في عضويتها كلا من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية،أن هذه المبادرة تدخل في إطار الديبلوماسية الموازية للأحزاب السياسية المغربية، ثم كذلك انطلاقا من أهداف ومبادئ هذه اللجنة المغربية، التي هي أحد مكونات منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية. وذكّر الأطلسي الذي كان مرفوقا بكل من الحسن فلاح عضو اللجنة التنفيذية بحزب الاستقلال ومصطفى الإبراهيمي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في هذه الندوة الصحافية، بأن منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية سبق لها أن اتخذت في أحد مؤتمراتها الدولية موقفا إيجابيا من مقترح الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء باعتباره حلا سلميا وسياسيا متوافقا عليه. ومن جهته، كشف فلاح في نفس الندوة الصحافية أن هذه المنظمة الدولية ستعقد مؤتمرها الدولي بالمغرب أكتوبر المقبل، وستكون فرصة لطرح الموضوع وقضيتنا الوطنية ، و الخرق الفادح للأمين العام للأمم المتحدة المتمثل في الانحياز السافر وعدم الحياد في ملف الصحراء. وأوضح الإبراهيمي عن التقدم والاشتراكية أن مراسلة السفراء الخمسة للدول العظمى،هي للإعراب عن ثقة المغاربة في حرص دولهم على أن تنتصر المساعي والمبادرات السلمية لحل نزاع طال أمده، نزاع مهدد للأمن في منطقة حساسة عالميا، نظرا لاحتمالات المخاطر النابعة من عصابات إرهابية وحركات انفصالية، وذلك ما يستدعي لفت انتباه الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التقيد بقرارات مجلس الأمن التي تشجع المبادرات السلمية لا أن يتحمس للغة الحرب. وبخصوص عضوية الأحزاب الثلاثة في هذه اللجنة المغربية للسلم والتضامن، فقد أوضح رئيس اللجنة أن ذلك يعود تاريخيا إلى الستينيات، حيث اكتسبت هذه الأحزاب عضويتها، ولعبت دورا تاريخيا في تأسيس منظمة الشعوب الإفريقية والأسيوية، ودور الشهيد المهدي بنبركة تاريخي وبارز في هذا المجال. وعن إمكانية انفتاح اللجنة على أحزاب سياسية أخرى، شدد الأطلسي على أن هذه اللجنة، ستنفتح على الأحزاب المغربية التي تسعى للسلم والتضامن، وسيكون انضمامها قيمة مضافة لعمل اللجنة، ما سيقوي الحضور المغربي في المنظمة دوليا، وبالتالي خدمة القضايا والمصالح الحيوية للمغرب دوليا في إطار الديبلوماسية الموازية للأحزاب.