لمياء لويس .. أو لمياء هموش عملة فنية واحدة موحدة كالقرنفل على الياسمين .. ممثلة طافحة بالحياة والحياء وبحب جارف للمسرح .. من كثبان الصحراء قدمت واثقة الخطو .. ساطعة البسمة .. تحمل بين صلبها وترائبها قرابينها المضمخة بالحناء لمعشوقها الأبدي الذي صار بقصدية حالمة هبلها الأول والأخير .. إنه المسرح الذي لا يضيرها في شيء أن تعلن بلثغة حسانية قحة وبصوت جهوري .. أنها - وليسمع الجميع- ستقضي حياتها الفنية معتكفة في محرابه، ولتسقط كل الأقنعة والأدوار الزائفة .. لمياء لم تجئ من أقصى الصحراء تسعى إلى حوارنا من باب الرغبة في الظهور .. بل نحن الذين سعينا إليها بالبسمة ذاتها التي تعشقها .. ونحن نرى في عينيها توهجا غريبا يتوق إلى العلا .. وميلا إنسانيا عابقا بحب الناس الغلابة .. في هذا الحوار نقترب دونما توجس أو تردد من عالم هذه الشابة التي تصوغها مصادفات الخجل والمرح فمن رصيد فني ( بصفر درهم ) تتوثب لانطلاقة وضاءة دون أن تستعجل الوصول كما يفعل الكثير ولو على ظهر الغثاء الفني .. لمياء طيبة لدرجة السذاجة .. صريحة ولكنها صارمة في معاملتها .. فيا مرحبتينا عندها .. في البداية يود قراء جريدة الاتحاد الاشتراكي أن يعرفوا من تكون لمياء لويس هذه ؟؟ وما قصتها تحديدا مع لويس؟ لمياء هي باختصار شابة مغربية أمازيغية .. صحراوية ولدت سنة 1991 وترعرعت في أحضان الأقاليم الجنوبية .. عاشقة ومهووسة بشيء اسمه أبو الفنون .. المسرح .. الذي أعتبره أنيسي ومتنفسي الوحيد .. أما لويس فاسم اخترته ليكون لقبي الفني .. أغلب أصدقاء لمياء يعرفونها بلمياء لويس واسمي الحقيقي هو لمياء هموش . الأخت لمياء .. جريا على الاستهلالات التقليدية .. أسألك كيف تسللت إلى المسرح ؟ ومن أية أرض قدمت إليه ؟ تسللي للمسرح بدأ منذ الطفولة .. لقد كنت مدللة أبي رحمه لله واخترت الذهاب إلى دار الشباب .. هناك التقيت مجموعة من الأطفال يبادلونني نفس الاختيار ونفس الاهتمامات .. بدأ التنافس من أجل حجز مقعد بالنادي الذي كان يحرص على تأطيرنا .. فكان أن أشعلت في شمعة الإبداع .. حيث بدأت أحبه منذ تلك اللحظة .. أنا الآن في طريق البحث عن شخصية خاصة بي، أضع فيها اسمي في الساحة الفنية .. لقد جئت من الجنوب من أرض العيون إلى خريبكة ثم إلى تطوان مرورا بالخميسات لكي أعيش حلمي الطفولي .. عشقي الأبدي للمسرح.. وبلا شك ..ستكون القنيطرة محطة الاستقرار الجسدي النهائي .. طبعا لكل بداية دهشة .. كيف تجاوزت لمياء عتبة المسرح الأولى وتلمست بإصرار طريقك ؟؟ وما هي الأسماء المسرحية التي شكلت وعيك بهذا الفن التعبيري ؟؟ بدأت حكايتي الأولى مع المسرح كموهبة .. والحمد لله وجدت في أساتذتي الذين لم يبخلوا علي بإسداء النصح وتعزيز العزيمة في الغوص في مجموعة من الشخصيات والأدوار التي جسدتها في المراحل الأولى لبدايتي الفنية .. ثم ارتبطت بعدة شخصيات زادت من قوتي وتعلقي بهذا الفن الجميل الراقي .. وهنا أغتنم الفرصة لأتوجه بجزيل الشكر للأساتذة محمد علي بن يحي وعبد الرحمان الزاوي الذين اعتبرهم من رواد المسرح الصحراوي. يجري الحديث عن هذا الكم الهائل من الفاعلين في المشهد المسرحي المغربي .. وهو كم يقود إلى الحديث عن وفرة أصبحت تسيء إلى المسرح أكثر مما تخدمه ؟؟ بلا شك .. الحديث عن الكم الهائل من الفاعلين والمتدخلين في المشهد المسرحي يقودنا كما قلت إلى الحديث عن وفرة وغزارة الإنتاج المسرحي، فبعد ظهور المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي ومعاهد خاصة ورواد دور الشباب والثقافة أصبحت عدة تجارب وأفكار جديدة في المسرح المغربي .. أقول من وجهة نظري إنها تخدم الحركة المسرحية في بلدنا لأننا نحتفل بالذكرى المئوية لتأسيس المسرح المغربي .. وإن من يسيء إلى هذه المرحلة معدودون على رؤوس الأصابع ويتخذون شعار (خالف تعرف). يتحدث البعض عن تراجع رهيب للمسرح المغربي .. يا ترى ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الردة المسرحية ؟؟ كما قلت إن المسرح المغربي الآن يتقدم بخطوات ثابتة ويضع لنفسه موطىء قدم على المستوى العالمي من خلال تجارب واقعية وعلمية ومن خلال تنوع المدارس المسرحية .. لكل فرقة عمل يميزها عن الأخرى وسياسة وزارة الثقافة في مجالات الدعم والإنتاج والترويج أعطت إضافة نوعية وساهمت في بروز مبادرات جديدة. ترى ما هي الأدوار التي تعتقد لمياء أنها ستظل عالقة في ذاكرتها .. وتشكل علامات فارقة في مسارها الفني ؟ هناك بالتأكيد دور ( كارمن ) في مسرحية تحمل نفس الاسم والذي سيبقى من بين الأدوار الخالدة في ذهني .. أتذكر أنني تدربت فيه حوالي 10 ساعات ليشارك بعدها في المهرجان الاحترافي في خريبكة ولقد لقي استحسان اللجنة .. والجمهور وتبقى مسرحية لهبيل فالدار ومجنون أفكار و رقاب تحت رحمة العنكبوت و سنفمونية الغربان وزمان العولمة من بين المسرحيات المنقوشة في قلبي .. أعود إلى مناسبة هذا اللقاء .. وأسألك .. لقد كثرت هذه السنوات الأخيرة ظاهرة المهرجانات .. وهناك اختلاف حاد في تقييم جدواها .. هل هي فعلا إطار لتكريس التفاهة والابتذال ، ومناسبة لما يمكن تسميته تجاوزا بالدعارة الفنية ؟؟ أولا أود أن أشكر إدارة مهرجان مشرع بلقصيري للكتاب والإبداع وإدارة محترف باناصا للفنون على إتاحتها الفرصة لي للقاء ساكنة متعطشة لكل ما هو جميل ومعبر .. لقد حظيت بشرف المشاركة في إدارة المهرجان ووقفت على طاقات ومواهب المدينة .. التي ستقول كلمتها في المستقبل .. أما عن طبيعة المهرجانات فهي تختلف من مهرجان إلى آخر وعن كلمة الدعارة الفنية فالمجال كباقي المجلات حجر وطوب أو .. لي بغاها كاملة يخليها كاملة .. الحمد لله دخولي للمجال جاء بعد تفكير في أغلب السلبيات والإشاعات .. غير عرف راسك أش تدير بالإضافة لمهرجان مشرع بلقصيري كانت لي مشاركات في مهرجانات بمدن البيضاءالرباطوخريبكة وبوجدور والعيون والفنيدق والخميسات والداخلة ... باختصار الأخت لمياء .. ماذا تعني لك هذه الأسماء؟: لمياء هموش الطيب الصديقي لطيفة أحرار . لمياء هموش : طفلتي التي تلازمني أينما حللت وارتحلت .. عفوية تلقائية تحب الخير للجميع هدفها إسعاد المقربين منها . الطيب الصديقي: هرم من أهرامات المسرح المغربي .. قامة تركت رصيدا معرفيا وفنيا .. لن يموت أبدا .. أتمنى له الشفاء العاجل . لطيفة أحرار : فنانة من طينة خاصة لها أسلوب خاص بها .. لها قاعدة جماهيرية مثقفة أرى فيها الطفلة المتمردة المناضلة أحبها . كلمة أخيرة الأخت لويس : قبل ذلك أشكركم على هذه الاستضافة .. أشكر جريدة الاتحاد الاشتراكي التي ما فتئت تدعم الأسماء التي تشق طريق البدايات .. ومن جهة أخرى أتمنى أن أكون قد اخترت الطريق الصحيح أقول لكل من يريد الاشتغال مع لمياء لويس مرحبا .. أهلا وسهلا يامرحبتي بيكم وبيكم وأهلا كما نقول بالحسانية ..