تعيش مناطق الجهة الشرقية حالة من الترقب والتوجس بسبب موجة الجفاف التي تضرب المنطقة منذ مدة والتي أثرت بشكل سلبي على مردودية الأراضي الفلاحية والرعوية التي تمثل نسبا مهمة من مجمل المساحة، وكذا على قطعان الماشية على اعتبار أن تربية الماشية تعد النشاط الأساسي للعديد من ساكنة العالم القروي التي تضررت بشكل مباشر من موجات الجفاف بسبب غلاء الأعلاف التي وصلت أرقاما قياسية فاقت طاقة الكسابة، مما أفقد الماشية قيمتها في الأسواق الأسبوعية. إذ وصلت إلى أدنى مستويات في مقابل استمرار أسعار اللحوم الحمراء في الارتفاع... وفي غياب رؤيا واقعية شمولية في التعامل مع ظاهرة الجفاف، تبقى الحلول المصاحبة لعملية التخفيف من آثاره غير ذات قيمة وتفتقد للنجاعة والفعالية بسبب محدودية تدخلها، وفي أحيان كثيرة بسبب افتقادها إلى روح المبادرة وملامسة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الكسابة وذويهم الذين يوجدون خارج التغطية ويعيشون وضعية صعبة للغاية. ويأتي البرنامج الحكومي الذي أطلقته الوزارة الوصية بتوجهات ملكية لإغاثة الماشية في وقت حساس ودقيق للغاية يبقى رغم أهمية ورغم حجم الاعتمادات المالية المرصودة له غير كاف ولايقارب الظاهرة في بعدها الشمولي ويتعامل معها كظاهرة موسمية لاأقل ولاأكثر دون حلول استباقية تأخذ بعين الاعتبار الإكراهات التي تعيشها المناطق الرعوية ومنطقة النجود العليا عموما وبعيدا عن التفكير في خلق بدائل حقيقية كإحداث مناطق سقوية دائمة على اعتبار أن بعض المناطق، ومنها منطقة عين بني مطهر، تتوفر على آلاف الهكتارات الصالحة للزراعة وتتربع على فرشة مائية كبيرة ستكون لها انعكاسات إيجابية على المردود الفلاحي وإحداث فرص شغل حقيقية يكون معها الكسابة في منأى عن أية مخاطر. اليوم، وفي ظل اشتداد الأزمة، يطالب الكسابة بتوفير كل الدعم المالي والمعنوي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وفق برنامج عملي استعجالي موجه بالأساس إلى الكساب الذي عينه على ما تجود به السماء.