قيادات "الأحرار" تلتئم بالداخلة.. تنويه بمنجزات الصحراء وحصيلة الحوار الاجتماعي    الأميرة للا أسماء تترأس بواشنطن حفل توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة للا أسماء وجامعة غالوديت    جهة الداخلة-وادي الذهب.. الوزير البواري يتفقد مدى تقدم مشاريع كبرى للتنمية الفلاحية والبحرية    تعاف قوي لصادرات المندرين المغربي بعد سنوات الجفاف.. وروسيا في صدارة المستوردين    إسرائيل تهاجم بنيات عسكرية سورية    ولادة طفلة "بلا دماغ" بقطاع غزة ومطالب بالتحقيق في الأسلحة المحرمة التي تستعملها إسرائيل (فيديو)    توقيع اتفاقية إطار بشأن الشراكة والتعاون من أجل تطوير الحكومة الإلكترونية وتعميم استخدام ميزات الهوية الرقمية    إجهاض محاولة للتهريب الدولي للمخدرات وحجز طنين من الشيرا بمعبر الكركارات    حادثة سير بين بوعرك وأركمان ترسل سائق "تريبورتور" ومرافقه للمستعجلات    حين تصبح الحياة لغزاً والموت خلاصاً… "ياقوت" تكشف أسراراً دفينة فيلم جديد للمخرج المصطفى بنوقاص    رئيس برلمان دول الأنديز : أحب المغرب .. رسالة مؤثرة من قلب مراكش إلى العالم    الدار البيضاء تطلق قطبا تكنولوجيا جديدا بسيدي عثمان    أشغال تجهيز وتهيئة محطة تحلية مياه البحر بالداخلة تبلغ نسبة 60 بالمائة    شركة FRS DFDS تعلن عن موعد توقف استغلالها لخط "طريفة – طنجة المدينة"    بعد مقال "شمالي".. مجلس جماعة طنجة يؤجل التصويت على منح 45 مليون سنتيم لجمعية مقرّبة من نائبة العمدة وهذه أبرز النقاط المصادق عليها    جماهير الوداد الرياضي والجيش الملكي مع موعد تاريخي    هل يتجه حزب العدالة والتنمية إلى الحظر بعد أن تحول إلى جماعة إسلامية حمساوية    سوريا.. السلطات تعتبر القصف الإسرائيلي لمنطقة قريبة من القصر الرئاسي بدمشق "تصعيدا خطيرا"    توقيع اتفاقية إطار بشأن الشراكة والتعاون من أجل تطوير الحكومة الإلكترونية وتعميم استخدام ميزات الهوية الرقمية    لهذه الأسباب سيغيب الدولي المغربي مزراوي عن فريقه … !    يونس مجاهد: مجالس الصحافة وضعت للجمهور وليست تنظيمات بين-مهنية    الجامعة الملكية المغربية تكرم المنتخب الوطني النسوي المتوج بكأس الأمم الإفريقية للفوتسال    بسبب اختلالات رياضية.. الجامعة الملكية تصدر قرارات التوقيف والغرامة في حق عدد من المسؤولين    رغم القطيعة الدبلوماسية.. وفد برلماني مغربي يحل بالجزائر    مخاريق: لا يأتي من بنكيران سوى الشر.. وسينال "العقاب" في الانتخابات    توقعات أحوال الطقس في العديد من مناطق المملكة اليوم الجمعة    لبنان يحذر حماس من استخدام أراضيه للقيام بأي أعمال تمس بالأمن القومي    الفنان محمد الشوبي في ذمة الله    الصحة العالمية تحذر من تراجع التمويل الصحي عالميا    حقوقيون يسجلون إخفاق الحوار الاجتماعي وينبهون إلى تآكل الحريات النقابية وتنامي القمع    اللاعب المغربي إلياس أخوماش يشارك في جنازة جدته بتطوان    "إغلاق أخضر" في بورصة البيضاء    دراسة: هذه الأطعمة تزيد خطر الوفاة المبكرة    دراسة: مادة كيمياوية تُستخدم في صناعة البلاستيك قتلت 365 ألف شخص حول العالم    في كلمة حول جبر الأضرار الناجمة عن مآسي العبودية والاتجار في البشر والاستعمار والاستغلال بإفريقيا: آمنة بوعياش تترافع حول «عدالة تعويضية» شاملة ومستدامة    «غزة على الصليب: أخطر حروب الصراع في فلسطين وعليها»    "موازين" يعلن جديد الدورة العشرين    كلية الآداب بالجديدة وطلبتها يكرمون الدكتورة لطيفة الأزرق    عبد الله زريقة.. علامة مضيئة في الشعر المغربي تحتفي به "أنفاس" و"بيت الشعر"    سفينة مساعدات لغزة تتعرض لهجوم بمسيرة في المياه الدولية قرب مالطا    للمرة الخامسة.. مهمة سير فضائية نسائية بالكامل خارج المحطة الدولية    العرائش تسجل أعلى نسبة تملك.. وطنجة تتصدر الكراء بجهة الشمال    رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع رئيس المكتب الوطني للسكك الحديدية    كوريا: الرئيس المؤقت يقدم استقالته لدخول سباق الانتخابات الرئاسية    خُوسّيه سَارَامَاغُو.. من عاملٍ فى مصنعٍ للأقفال إلى جائزة نوبل    الذهب يتعافى بعد بلوغ أدنى مستوى في أسبوعين    كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة: المغرب يستهل مشواره بفوز مثير على كينيا    وفاة الممثل المغربي محمد الشوبي    كرة القدم.. توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    الزلزولي يساهم في فوز بيتيس    منتجو الفواكه الحمراء يخلقون أزمة في اليد العاملة لفلاحي إقليم العرائش    القهوة تساعد كبار السن في الحفاظ على قوة عضلاتهم (دراسة)    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان تنهي إضرابا عن الطعام بسجن القصر الكبير
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 02 - 10 - 2012

تمكنت رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة طنجة ، وأعضاء فريق الزيارة المرافقين لها إلى سجن القصر الكبير يوم الخميس 27 شتنبر الأخير ، من إقناع سجينين من الحق العام ( واحد في وضعية إعاقة ) بإنهاء إضرابهما عن الطعام ، الذي كانا قد دخلا فيه لأسباب لا علاقة لها بالحياة داخل المؤسسة السجنية ، كما صرح للجريدة مصدر تابع أطوار عملية الإقناع ، بل أرجعا أسبابها إلى الملابسات التي صاحبت اعتقال كل واحد منهما . منهجية الإنصات الهادئئ في مناخ نفسي وانساني مطمئن لكل سجين مضرب على حدة ، التي اعتمدها وفد اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، كما جاء في تصريح لمسؤول حقوقي للجريدة ، والتزام وفد هذه الآلية الحقوقية بمتابعة ، مع الجهات المختصة ، ادعاءات كل واحد منهما حول ظروف وملابسات اعتقاله ، أفضت ( المنهجية ) إلى وقف الخطر المحدق بحياتهما ، والتحاقهما بباقي السجناء لتناول وجبة استثنائية بعد أسبوع من معركة الأمعاء الفارغة . يذكر بأن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان لجهة طنجة ، قد انتقل وفد عنها في اليوم الذي تصادف مع دخول السجينين في اضراب عن الطعام ، من أجل إعداد تقرير حول سجن القصر الكبير الذي يعد المحطة الثالثة بعد زيارة سجني وزان ووادي لاو ، للتأكد عن قرب من مدى تمتع السجناء بعين المكان ، بالحقوق التي تضمنها لهم القوانين الوطنية ، والمواثيق الدولية
النظام السياسي المنتج في جنوب إفريقيا بعد « انهيار» نظام الأبارتايد ، يوظف بصورة منهجية التراث النضالي لشعوب جنوب إفريقيا في مواجهة الأنظمة العنصرية التي جثمت فوق صدور عشرات الأجيال في هذا الجزء من القارة الإفريقية، وتلعب رمزية نلسون مانديلا سحرا خاصا على عدد من الزعماء. هكذا تبدو جنوب إفريقيا زعيمة للقارة السمراء تدافع عن قيم تحرر الشعوب و مواجهة الاستعمار و القوى الكبرى، وتمارس سلطة سياسية واقتصادية ومعنوية على عدد كبير من الدول الإفريقية, خاصة في إفريقيا الأنكلوفونية. ومن هنا نلاحظ ارتفاع الأصوات في عدد من الملتقيات تطالب بمقعد دائم لإفريقيا، وطبعا سيكون من نصيب دولة جنوب إفريقيا.
موازاة مع الامتداد الخارجي لدولة جنوب إفريقيا تبدو الأوضاع الداخلية مقلقة حول التحول المنشود في رقي الطبقات التي عانت من القهر إبان الوجود السياسي للنظام العنصري، ومن ثم قلق يساور فئات عريضة من شعب جنوب إفريقيا عن الأمل في اقتسام ثروات هذا البلد الغني بفلاحاته وصناعاته وخاصة بذهبه وماسه وأحجاره الكريمة. قلق يشتد مع بروز طبقة من السود أصبحت تضاهي ما كانت وما زالت تعيشه أقلية من البيض من بذخ واضح. هذه التناقضات هي التي تبرز الانفجارات الاجتماعية هنا وهناك وتبرز شخصيات جديدة من داخل المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم كزعيم التنظيم الشبابي للمؤتمر « مازيما» والذي أعلن الحرب على قيادة الحزب، خاصة على جاكوب زوما.
في مدينة كيب تاون المعروفة بسكانها المختلطين ومن أصول أسيوية وأوربية وإفريقية، والمعروفة عند الجغرافيين القدامى برأس الرجاء الصالح، تلفظ زوارها كل يوم في الساعة الخامسة بعد الظهر، الكل يسرع الخطى نحو محطة القطار التي تحمل الآلاف نحو المدن الشعبية التي تشكل خاصرة متضخمة حول مركز المدينة، لتعاود في الصبح استعادتهم ، وهكذا دواليك. إنهم عمال وفقراء المحيط الذي يشتغل في مختلف المؤسسات بالمركز المبهر ببناءاته وحضارته و مؤسسات تحيل إلى عصر الأبارتايد و» انهياره». في كل زاوية من المدينة التاريخية أشياء وأشياء تحيل إلى زمن « نحن وأنتم «.
واقع كيب تاون رغم الاختلاف الكبير عن جوهانسبورغ من حيث النسيج الإثني، ما زال التميز والتمييز ساطعا بين كيب تاون المحتضنة في نفس الوقت لذاكرة الاسترقاق والعبودية وكسر نظام الأبارتايد وأيضا لأحياء الموضا والاستديوهات السينمائية المترامية من Hout Bay جنوبا إلى Mouille Point شمالا، وأحياء مكتظة وهامشية تشكل أحزمة فقر حول المدينة.
لا شك أن مجهودا كبيرا بذل ويبذل من أجل محاربة الفقر في دولة جنوب إفريقيا، ( حوهانسبورغ وكيب تاون ) التي يفاجئك مظهر عدد المشتغلين الكبير في مركز واحد، مجهود يلاحظ أيضا في البرامج الاجتماعية لمكافحة الفقر، وفي إعطاء الأفضلية للعنصر البشري على الآلة ( رجال ونساء يقومون بدور الباركمتر لوقوف السيارات مثلا )
الإشكال الكبير في دولة جنوب إفريقيا أن حزب المؤتمر الإفريقي تحول إلى واجهة سياسية على المستوى الدولي للشركات والمؤسسات المالية الكبيرة, إنه رهان الإمساك بتراث مانديلا والتوزيع العادل للثروات من جهة والعمل على مستوى القارة الإفريقية لامتداد المؤسسات الاقتصادية والمالية في صراع مع القوى الاقتصادية العالمية.
في اجتماع وقع في يوليوز 2011 بويندهوك ، عاصمة ناميبيا للجنة إفريقيا للأممية الاشتراكية ، هاجم وفدا المؤتمر الوطني الإفريقي و سوابو ( ناميبيا ) الغرب لتدخله في ليبيا، وأن ذلك يدخل في عداد نظام الاستعمار الجديد معتبرين ذلك اعتداء على القذافي ونظامه في ليبيا. وهوجمت فرنسا في اجتماع كيب تاون على دورها في الكوت ديفوار، مدافعين عن نظام غباغبو. ويلاحظ أن الانتقاد يوجه بالخصوص إلى الدول الغربية دون ذكر فصيح للولايات المتحدة الأمريكية.
جنوب إفريقيا والعالم العربي
ارتبطت ومازالت جنوب إفريقيا بإسرائيل وبمؤسساتها العسكرية، وتوجد جالية إسرائيلية كبيرة في مدينة كيب تاون إلى جانب متحف، ربما يكون الأوحد إفريقيا، إنه متحف الهلوكوست( sa jewish musum). ونلاحظ في عدد من الملتقيات أن وفود جنوب إفريقيا بالكاد تساند القضية الفلسطينية، وفي مؤتمر الأممية الاشتراكية المنعقد أواخر شهر غشت وأوائل شتنبرفي كيب تاون التزم وفد المؤتمر الوطني الإفريقي الصمت عندما اشتد النقاش بين وفدي فتح والمبادرة الوطنية الفلسطينية ووفد حزب ميريتز الإسرائيلي حول توظيف الفلسطينيين لمفهوم الأبارتايد لواقع الفلسطينيين اليومي.
لعبت جنوب إفريقيا وإسرائيل دورا كبيرا في انفصال جنوب السودان، وأولى السفارات الأولى المقامة في أبوجا، نجد سفارتي إسرائيل وجنوب إفريقيا. الثابت في السياسة الخارجية لجنوب إفريقيا هو أن العالم العربي لا يدخل في الاهتمام الاستراتيجي لإفريقيا، لكنها توظفه في رواج صورة البلد المدافع عن الحريات وضد الاستعمار والأمبريالية، من ثم نفسر وموقفها تجاه الغرب إبان ما عرف ب» الربيع العربي», إن العالم العربي وشمال إفريقيا بالخصوص لا يدخل باب جنوب إفريقيا إلا من مصالح الدعاية السياسية والمصالح الاقتصادية، وهذا مايفسر العلاقة الغريبة لدولة جنوب إفريقيا مع المغرب، نعم لقضاء مصالح اقتصادية، لكن هناك موقف سياسي عدائي تجاه المغرب منذ 2004، غداة مغادرة مانديلا مسرح القرار داخل الحزب الوطني الإفريقي.
إن مؤدلجي الحزب الوطني الإفريقي الحاكم يروجون منذ مدة لوحدة إفريقيا السوداء، واعتبار شمال إفريقيا مصدرا للمتاعب للقارة الإفريقية، وكان هناك عمل على خلق منتظم خاص بالقارة الإفريقية جنوب الصحراء وفصل القارة الإفريقية إلى قسمين، أحدهما تحت نفوذ جنوب إفريقيا والشمالي يترك للنفوذ الأوربي والأمريكي. وهناك رغبة في التحكم المنفرد في تحقيق هذا المشروع، إذ عندما طرح القذافي في مؤتمر سيرت مشروع الولايات المتحدة الإفريقية، كان من أولى المعارضين لمشروع القذافي دول إفريقيا الجنوبية الأنكلوفونية التي تدور في فلك دولة جنوب إفريقيا.
في كلمته أمام المؤتمر الرابع والعشرين للأممية الاشتراكية قال جاكوب وزما رئيس جمهورية إفريقيا الجنوبية, بأن هذا المؤتمر هو تعبئة للتقدميين، وأن ذلك مرتبط بنضال شعب جنوب إفريقيا ضد الاستعمار في جميع أنحاء العالم، و هذه الرؤية المشتركة بين القارات هي التي ساهمت في مواجهة نظام الأبرتايد، وشكر كل الذين ساندوا المؤتمر الوطني الإفريقي في نضالاته ضد النظام العنصري، وقال إن حضور حزبه داخل الأممية الاشتراكية يهدف إلى بناء إفريقيا قوية وإلى عالم أفضل.
جنوب إفريقيا والجزائر ونزاع الصحراء
وفي هذا السياق تجري العلاقات مع الحكومة الجزائرية، باعتبارها موردا ماليا خاصة في مشتريات الأسلحة الجنوب الإفريقية، وتوظيف هذه العلاقة حضورا لسياساتها الخارجية في شمال إفريقيا. برز في السنوات الأخيرة رعاية خاصة « للقضية الصحراوية « واعتبارها آخر «مستعمرة في إفريقيا» ، علما أن مسؤولي الحزب الوطني الإفريقي يعرفون جيدا قضية سبتة ومليلية والجزر المتوسطية، لكن ما يهمهم هو الترويج لصورة البلد المناهض للاستعمار، الورقة التي تتيح في العمق للشركات المهيمنة على الاقتصاد الجنوب الإفريقي بالتمدد داخل القارة السمراء في حرب شرسة بين عدد من الدول حول الموارد الطبيعية.
تنعم قيادات البوليزاريو برعاية خاصة من لدن سفارات وقنصليات جنوب إفريقيا في العالم، وهو أمر يترك أثره في عمل البعثات الجزائرية التي بدأت تتضايق من الحضور الجنوب إفريقي اللصيق لوفود البوليزاريو. إنها ورقة تتيح لجنوب إفريقيا التحرك دبلوماسيا وترويج صورة البلد المناهض للاستعمار والأمبريالية، وهي الصورة المطلوبة من جنوب إفريقيا أن تلعبها كواجهة سياسية لمعارك شرسة مالية واقتصادية تقودها الشركات المتعددة الجنسات الحاكمة للاقتصاد الجنوب إفريقي. وهذا ما يفسر إلى يومنا هذا كيف أن « الجمهورية العربية الصحراوية» العضو في الاتحاد الإفريقي، لا يعترف بها داخل المنتظم الإفريقي إلا 11 دولة جلهم من دول إفريقيا الجنوبية .
الغريب في الأمر وعند صياغة بيان المؤتمر الرابع والعشرين، وقف وفد جنوب إفريقيا ضد أي إدانة لنظام زيمبابوي، بل أدخل فقرة تشير إلى الجهود المبذولة من لدن جاكوب زوما في زيمبابوي، وذلك رغم الإدانة الدولية لنظام روبرت موغابي. إنهما موقفان يحملان تناقضا في ومواقف القيادة السياسية في جنوب إفريقيا.
التقاطب الأوربي الجنوب إفريقي
في القارة الإفريقية
في سياق مشروع جنوب إفريقيا بخلق تكتل لإفريقيا جنوب الصحراء، تنشط الدبلوماسية في استقطاب عدد من دول إفريقيا الفرنكفونية، وتجلى هذا الصراع المعلن في السباق حول رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي بين زوما ( حنوب إفريقيا ) و بينغ ( الغابون ) وفازت بها في نهاية المطاف الجنوب إفريقية. وقبيل انعقاد المؤتمر الرابع والعشرين للأممية الاشتراكية، اشادت وفود عدة من إفريقيا الفرنكوفونية بالدور الريادي لجنوب إفريقيا وبحسن الضيافة، وركزت على الزيارات التي تعاقبت على هذه البلدان بين ماي وغشت 2012. وهو أمر انتبهت إليه فرنسا وبلجيكا بالخصوص وبداية الحديث والمبادرات لترتيب البيت الاشتراكي الإفريقي الفرنكوفوني في سياق الحفاظ على مصالح دول أوربية على رأسها فرنسا في القارة الإفريقية، ومن ثم نفهم تركيز سيكولين روايال في مؤتمر كيب تاون على مقتل العمال في منجم ماريكانا والصدمة التي خلفها هذا الحدث في العالم، وتحدثت عن الجرح. وطبعا أخذ الكلمة Trevor Manuel ورد على سيكولين روايال، لكن متدخلين أوربيين آخرين تحدثوا عن الموضوع باستثناء وفد السويد، الذي التزم الصمت أملا في كسب حلف جنوب إفريقيا في السباق على الكتابة العامة للأممية الاشتراكية، حيث كانت مرشحته منى سلهيم تنافس لويس أيالا من الشيلي. ويبدو أن قرارا اتخذ للرد على الموقف الفرنسي تجاه مأساة ماريكانا إذ تجمهر عشرات من المحتجين بلافتات تدين مشاركة الرئيس الفرنسي في المؤتمر الفرنكوفوني الإفريقي في الكونغو كينشاسا.
في كلمته أمام المؤتمر الرابع والعشرين للأممية الاشتراكية شكر زوما الحاضرين ورحب بهم في جنوب إفريقيا، وذكر بعمل المؤسسين الأوائل للأممية الاشتراكية بالتآزر مع الحركات الوطنية وضرورة وضع الإمكانيات لتساهم الأممية الاشتراكية في حركة تضامن جديدة، وتحدث عن الفوارق في العالم وتراكم رؤوس الأموال لدى البعض، وطالب بالمساواة والاهتمام بالفرد، وعرج بعد ذلك على حركات الشباب, فأكد على توحيد الجهود من أجل مجابهة الأزمة التي تعصف بالعالم حاليا. وذكر زوما بوضعية الأممية الاشتراكية في السبعينات، حين كان الأمر مطروحا على مستوى بناء القاعدة والتوجهات ، وأنه آن الأوان الآن لتوسيع دائرة الانخراطات خارج أوربا خاصة بالنسبة للأحزاب الإفريقية ، وطالب بإديولوجية جديدة لليسار. وتطرق إلى « الربيع العربي « وإمكانية تحوله إلى خريف بالتخوف من تحولات جديدة نحو أنظمة تسلطية، ووجوب الحذر من التقلبات المقبلة. وقال بأن المؤتمر الوطني الإفريقي يحتضن مليون منخرط. وتحدث عن حضور الأحزاب التقدمية في إفريقيا ودورها داخل الأممية الاشتراكية في صياغة القرارات، وتحدث عن مخطط النيباد، وضرورة التواصل بين الأحزاب الإفريقية أكثر منها بين الحكومات، وان هذه الروابط يمكن أن تجد صدى داخل الأممية الاشتراكية، ويمكن توحيد الجهود داخل الأممية أن يؤدي إلى حلول للأزمات العالمية.
وأهم ما جاء في هذا الخطاب هو إلحاحه على دور إفريقيا الجديد في الساحة العالمية والتركيز على التنسيق بين الأحزاب الإفريقية والتصريح بإعادة النظر في توجهات الأممية الاشتراكية، و أخبر بانعقاد مؤتمر مقبل في جنوب إفريقيا لصياغة منظور جديد، لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي على المستوى الدولي، وهذا بيت القصيد.
جنوب إفريقيا إلى أين؟
يجري نقاش قوي وحاد داخل المؤتمر الوطني الإفريقي وداخل المجتمع حول مآل التحول، وهل وقع تغيير في المعيش اليومي، وهل تبدلت عقلية الاستبداد و الأبارتايد. يجمع المراقبون الأجانب أن تحولات كبيرة وهامة وقعت في دولة جنوب إفريقيا إن على مستوى المصالحة الوطنية التي أصبحت تعد من أنجح التجارب في العالم، أواتباع نظام اقتصادي يعطي الأولوية للإنسان على الربح، وهذا ما جعل الناخبين يصوتون إلى حد الآن على المؤتمر الوطني الإفريقي، بيد أن مظاهر الغنى وبروز طبقة غنية داخل السود فتح المجال للنقاش حول حدود التغيير، وهو الشيء الذي فتح نقاشا داخل المؤتمر الوطني الإفريقي، خصوصا داخل شبيبة الحزب، والتي تزعمها Julius Malema قبل طرده من الحزب، الذي فهم الترابط القوي بين الواجهة السياسية والمصالح الاقتصادية المتعددة الجنسيات فدعا إلى إضرابات في كل المناجم ، وهذا ما أثار غضب القيادة داخل المؤتمر الوطني، وتعددت شكاوى ماليما من أن هناك محاولات لاغتياله، لكن التهديدات ربما تحولت إلى محاكمة هذا الشاب الذي وضع أصبعه على الوتر الحساس في علاقات حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالشركات المتعددة الجنسيات كما هو الحال لمنجم البلاتين الواقع في منطقة Rustenburg والذي تملكه شركة Lonmin ثالث منتج للبلاتين في العالم، والتي لم تتردد قوات الأمن في قتل 46 عاملا وجرح المئات دفاعا عن الشركة المتعددة الجنسيات. بيد أن حركة ماليما ما زالت في بدايتها، وقد يصعب عليه في نفس الوقت مواجهة السلطة السياسية والشركات الكبرى، وربما هذا ما جعله منذ أيام يركز في حملته على جاكوب زوما والدعوة إلى عدم تجديد زعامته للحزب ومن ثم للدولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.