أكد الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون يوسف العمراني يوم الخميس، أن المغرب يعبر عن «قلقه العميق» تجاه «التطورات الخطيرة وحملة التقتيل الجماعي» بسوريا، داعيا إلى وقف فوري لآلة العنف بهذا البلد. وقال العمراني في كلمة خلال الدورة 39 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة حاليا بجيبوتي إنه «انطلاقا من واجبنا التضامني، وباعتبارنا جزءا من المنتظم الدولي، فإننا نعبر عن قلقنا العميق تجاه التطورات الخطيرة في سوريا وحملة التقتيل الجماعي التي يتعرض لها المواطنون السوريون الأبرياء». ودعا العمراني في هذا الصدد الحكومة السورية إلى «الوقف الفوري لآلة العنف التي تحصد يوميا العديد من أرواح الشعب السوري الشقيق»، مناشدا المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته كاملة ويتخذ تدابير فعالة وملموسة لحماية المدنيين من «التقتيل والتشريد والخرق الممنهج لأبسط حقوق الإنسان». وأضاف الوزير أن المغرب الذي انخرط بشكل مبكر وفعال في الجهود العربية والإسلامية والدولية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة في سورية، سيواصل التنسيق والتشاور مع إخوانه العرب والمسلمين وكل القوى الدولية الفاعلة لضمان انتقال سياسي للسلطة في سورية، يمكن الشعب السوري من تحقيق تطلعاته المشروعة إلى الكرامة والحرية والتنمية والعدالة الاجتماعية. وبخصوص الصراعات التي تعرفها بعض البلدان الإسلامية مثل مالي والصومال والسودان وأفغانستان وغيرها، دعا العمراني إلى «الجنوح إلى الحوار الجاد والمصالحة بين كل الطوائف والمذاهب والتيارات من أجل تجاوز هذه الصراعات، وذلك في نطاق الحفاظ على سيادة هذه البلدان الشقيقة ووحدتها الوطنية والترابية». من جهة أخرى، أبرز العمراني أن انعقاد الدورة 39 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يأتي في ظل ظرفية دولية دقيقة تتميز بازدياد حدة الأزمات السياسية التي يعرفها العالم الإسلامي، «الأمر الذي يتطلب منا العمل الجاد من أجل تعزيز التعاون وترسيخ قيم التضامن الإسلامي». وأكد الوزير أن ذلك لن يتأتى إلا بالنهوض بالعمل الإسلامي المشترك على أسس الثقة المتبادلة والإرادة السياسية القوية التي من شأنها ترجمة القرارات على أرض الواقع لبناء دعائم مستقبل أفضل، والرفع من مستوى التعاون على مختلف الأصعدة.